وراء النظارة
ليندة كامل /الجزائر جويلية
في مقلتيها المحجوبتين وراء النظارة، نظرات مليئة استفهامات تكبرا أحلامها تحاول أن تظهر بسمة على شفتيها لتعطى لوجهها إشراقة تميزها عن سائر الابتسامات …شروذها الهادئ يثني عليها عبارات لم يدونها قلم شاعر ولم ترسمه ريشة فنان عابر مبهمة… وحيدة … شديدة الحذر حتى من ضلها .
ما هذا ؟ ولماذا كل هذا الحذر .. لعلك صحيحة النظر ودقيقة في رسم خطاك من غير إرتكاب خطا يكلفك العودة إلى نقطة الصفر. صحيحة أنت إذا..أو أن صحيحك هذا اكبر خطا خطته أقدامك المتعثرة في سوق الحذر .. ا خوف أم هروب أم اعتراض … أتحاولين أن تدركي ما الحياة . أم انك عرفتها فأغرقتك في دوامتها اللامتناهية.. ...
الحياة آه من الحياة مزيج من التناقضات التي تجتمع في لوحة واحدة تعجزنا في ،وصفها وقياسها ، وتجمد اللغات أمامها .وكل العبارات تحدثنا لتعطينا صورا قريبة أو بعيدة عنها لكنها في النهاية صعب جدا أن نصورها أو أن نصفها ونعيش بعيدا عنها بمحض إرادتنا فلا نستطيع أن نمسح وجودنا فيها ،أو نقطع جزما ماضينا فيها لأننا وبكل بساطة نحن من نصنعها وبأيدنا نبنيها وأجمل و أروع شخص فينا من يعيش فيها دون عقد بل يقبل بها كما هي لا كما يجب أن تكون .. أن نستفيد من ذكريات الآخرين .وان نغذي أرادتنا بصدمات من سبقونا وان نكون بسطاء مع أنفسنا ومعها وان لا نشد الزناد على أرواحنا فنقتل ذاك الطعم وتلك النكهة التي شاءت الأقدار أن تجعلنا صناعها ونعيش فيها فنثني عليها مرة، ونكرهها مرة ،ونحبها مرة ، ونغضب عليها مرة ونهجرها مرة ونعود إليها في كل مره .أيتها الشاردة لا ترحلي ولا تخنقي روحك بحبل الحياة لأنك ستتعبين في البداية . ولان البذاءات صعبة وكل صعب له ميزة وسيصبح بعد لذة الذاكرة وهواها الذي ينبعث منه الاستمرار عودي إذا إلى روحك الطيبة لتصنعي ما شئت من جمال طاهر نقي مع نفسك ومع الأقرب إليك .