على هامش الأحداث الإرهابية في الأردن
على هامش الأحداث الإرهابية في الأردن
إيمان سلاوي
لطالما رفع هذا الشعار في النصف الأخير من هذا القرن،ولطالما أماطت اللثام أقلام
عن تجدر ثقافة الموت في مجتمعاتنا وعن خفوت قيم الحياة والإحياء،ونادت ،وتوسلت
بمنهج القرآن وبمنهج النبي العدنان،لعل العود يكون أحمدا للخير الهادر في هذه
الأمة،وللفيض الغزير من معاني الإحياء التي تزخر بها أدبيات المسلم،يكفينا
ماتدل
عليه الآية الكريمة في سورة الأنفال :(استجيبوا
لله وللرسول إذا دعاكم لما
يحييكم)
فاختزل سبحانه وتعالى دعوته فيما يحقق حياة الناس ، وهو نفس المبدأ الذي
ينطق به الحديث الغني بالدلالات والعبر حديث الفسيلة ،ففيما ورد في مسند أحمد من
رواية أنس بن مالك قال ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن قامت الساعة وبيد
أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل"منتهى التجرد لقصد زرع
المنفعة ،وبث الأمل ،ومد الكون بالحياة ولو في لحظات وداعه....هذا ديننا الرائع
،هذا
الدين الخالد،
ولكن أين أهله من صدى لهذه المعاني يعم الأرجاء ،ويصدع في النفوس فتتمثل القيم
سلوكا دالا عليها،وتقف في وجه الانحراف وقفة تستأصل كل مسوغات القتل من الجذور
،ليحل
محلها فقه استقطاب المحبين للحياة الكريمة...
راودتني المساءلة بقوة عاصفة عن دورنا في إشاعة هذه الحقيقة الجميلة وأنا أتلقى ككل من تلقوا خبر موت المخرج العربي المسلم الرسالي"مصطفى العقاد"وحز في نفسي ما ضاع من خير بضياع هذا الرجل،وتألمت كما تألم الكثيرون ممن شكروا لهذا الرجل فضله في تقديم تلك الأعمال الفنية الخالدة ،وفي إذكاء روح الاعتزاز بديننا الحنيف وبقيمة الانتماء إلى العروبة المقاومة
لم يمت مخرجنا ،فربما كان هذا القدر سببا في بقاء أخلد له ،ولكن الرسالة الجديدة في نهايته :هي كم من عقاد لا نعرفه تحصده أيادي هذه العمليات المشبوهة في بلادنا....كم من عقاد تقتله قبل أن يولد مناهجنا التعليمية والتربوية وفقهنا الجامد ونظرتنا الضيقة للأمور وحساباتنا ومصالحنا وانشغالاتنا التي لا تنتهي بالأموال والأولاد....أفئن خرج من رحم كذلك وقاوم الموت والموات نضيعه في اعتداء سخيف كالذي عرفته الأردن ولم تكد تسلم منه منطقة في بلاد المسلمين
إن موت العقاد رسالة إلى المسلمين..ورسالة إلى الدعاة والمصلحين...ورسالة إلى الفنانين والفنانات...ورسالة إلى الساسة والسياسيين
فهل من معتبر ،وهل من وقفة رجل واحد لتحل آلات صناعة الحياة في أمتنا محل آلات صناعة الموت والدمار
وإلى ذلك الحين تصبحون على وطن تحترم فيه الحياة