القمر الجريح
بمناسبة قذفه بالصواريخ مؤخرا
حدثني القمر
حسن حوارنة /جدة
أيها الشاعر الذي سحرتني كلماتك عني أنا هالة شعاع تنير دروب النفس والقلب ،اطل على الدنيا المظلمة فأغسلها بهالة من شعاع لا تدرون ماهيته ايها البشر أنا حارس الليل وحافظ آهات المحبين في صفحة جبيني. اسطرها وأرسلها لآصحابها رقيقة رائقة كمياه النبع السحري من تلال القلوب .
أنير جلسات التائهين بنور لا تعرفه الشمس ولا النجوم ولا تراه العيون ولا تذوق حلاوته الا حروف الشعر المجنون ولا تطاوله اقلام الشعراء أنا أعانق المتعانقين ،اسقيهم من أكواب شعاعي المنساب عبر السحاب كرحيق الشفاه على خدود كالعناب . تنسكب الهالات من نور وجهي تنسج اسرارا خفية من اماكني العلوية وتحيط اعناق المحبين بعقود الياسمين الفمري الذي لا يذبل ولا يتلاشى اريجه زرعت في كل العاشقين غصون مواساتي وأزهار سروري بهم .اهمس لهم ومن همسي يتهامسون ومن لفتة وجهي تتورد وجوههم بالأمل انام بعدما تنامون وأصحو مع هروب الشمس من نهاركم المتآكل لآعطيكم باقاتي من ليالي الصفا والصفاء وعسل اللقاء
أين أنت ياشاعري
أنا الآن جريح ينزف خدي دماء نورانية صافية ليست كدمائكم انتم يا شياطين من لحم ودم . سرقتم مني حبوري مزقتم احتضاني للعاشقين والذين يسرون في الليل فانا دليلهم وانيسهم . تاه كل من يطلب هدأة الليل وسكون الضلوع من حرارة الدموع أيها الأحبة لا تقولوا للمحبوبة أنت كالقمر حتى لا تذهب للطبيب تداوي ندبات زرعتموها في صفحة أيامي أيها الشعراء انقذوا ما تبقى مني
لبيك ايها القمر لبيك ثم لبيك
تناديت وتنادى كثير من قرنائي الشعراء والكتاب
اجتمعنــا وتباكينا ونظمنا القصائد لنشد من عضد القمر الحزين
وفي آخر الليل هبطت مركبة لونها بلا لون معدنها عروق العاشقين
جناحاها من رومشهم وقودها من نار قلوبهم
قال القمر هل وصلتكم مركبتي قلنا بصوت خفي تعم قال اركبوا
ولا يراكم أحد من البشر ففعلنا
وصلنا اليــه داوبنــا جراحه بما بقي لدينا من دواء السكون وبلسم
الآطمئنان قال شكرا عودوا الى أرضكم حماكم الله ايها الشعراء
هبطنا بسلام وبدأنا نسير على اليابسة فيا للهول
اخذتنا شرطة مد ججة بعبارات اين جوازات سفركم كيف رحتم
كيف جئتم . هل انتم ارهابيون ام من أي قاعدة انتم ولأي جماعة
تنتسبون ؟افصحوا افصحوا وإلا !! فالسجن هو السكن الملائم والدائم
قلنا اين نحن الآن اين نحن الآن وللأسف مامن مجيب
رابطة ادباء الشام والكاتب العربي ووحي بلقيس