مسافرٌ زاده الأشواق ومشكلته مكان ميلاده

د.جعفر الكنج الدندشي

مسافرٌ زاده الأشواق ومشكلته مكان ميلاده

د.جعفر الكنج الدندشي

[email protected]

كلما وصلت إلى مطارٍ في أحد المطارات العربية يستوقفني موظف الأمن كغيري، يقوم بعمله كأي موظف في العالم، ولكنه يطرح علي أسئلة تختلف عن الأسئلة التي تُطرح على حملة جوازات السفر من الدولة التي تكرّمت علي بمنحي جنستها الوطنية مشكورة، وهي الجمهورية الفرنسية. فبمجرّد أن يرى موظف الأمن، مكان وتاريخ الولادة ويقرأ سورية، حتى تتغير ملامحه، منهم نحو ابتسامة طفيفة ومنهم لأمورٍ أخرى، يعلم الله، أن ليس لهذا الموظف أو ذاك ناقة ولا بعير. ولكن يأتي السؤال الأول: أنتَ من أصل سوري؟ فأجيبهم: لا أنا من أصل حمصي! فيجيبون بشكل عام: حمص في سورية، فأضطر للرد بكلمة لا، حمص في الشام، وكلمة سورية كان آخر من استخدمها في أحداث التاريخ،( وبمعنى التاريخ) كان هرقل عظيم الروم الذي قال حتى قبل معركة اليرموك: وداعاً يا سورية. وضمها عمر بن الخطاب إلى العروبة والإسلام باسم الشام المعترف بها من قبل العرب منذ العصور القديمة

ثمّ أعادوا لنا هذه التسمية بعد الانتداب الفرنسي والإنكليزي ممزقة مشتتة مريضة مصابة بكل أنواع المصائب تحت أسماء إقليمية لم نعد ندري من أين فرضت. سورية لبلاد الشام الشمالية، وكانت في عهد الرومان بلاد الشام الجنوبية التي تحمل ذلك الإسم، وإذ من منبع نهر صغير(يعطي الحياة لمن احترمه) نشكل دولة تحت هذا الاسم (الأردن)، ومن اسم جبل نصنع دولة أخرى والغريب أنها أصغرهن، ويطلق عليها: دولة لبنان الكبير! وإقليم فلسطين يُدعى بإسرائيل إلخ.

أنا لا أنكر على اللغات الأوربية تسميت بلاد الشام بسورية أو سورية الكبرى، كما لا أنكر عليهم تسمية مصر بالإجيبت ، أو العراق بالميزوبوتاميا، إن صحت طريقة النقل إلى لفظ قريب من اللغات الأوربية المختلفة، ولكنني أنكر علينا تسميت الشام باللفظ العربي سوريا.

فإن  كانت الخطوة الأولى لإعادة التسمية الصحيحة لهذه البلاد تمر بواسطة رابطة أدباء الشام، بكل بساطة فنحن موافقون جداً جداً جدا...

 وإن كتب الله لي العودة إلى المطارات العربية، وأصرّ رجل الأمن بالسؤال عن مكان الولادة : هل أنت سوري، فلسوف أصر على جوابي بقولي: لا أنا حمصي...