لا تحزن أيها الشعب السوري
لا تحزن أيها الشعب السوري
عقبة مشوح
سيزول ليل الظالمين..
ولا بد لليل أن ينجلي..
ولا بد للقيد أن ينكسر..
فهي سنة كونية مقدرة بأن الظالم سينتهي هو وظلمه وسيذهب إلى صفحات التاريخ السوداء..
وستبزغ شمس الحرية والأمل على الوطن السوري بعد أفول طويل..
ولو بعد حين..
فلا تحزن أيها الشعب البطل..
ولتُرِدْ الحياة..
ولتُرِدْ الحق..
ليستجيب القدر..
ويتحقق وعد الله لعباده بالنصر..
أنتم يا من بالداخل..
ابتُليتم طويلاً بظالمين..
سرقوا أموالكم وأعراضكم..
وسفكوا دمائكم..
سلبوكم كل شيء..
أذلوكم..
أهانوكم..
سجنوكم..
قيدوا حركاتكم وسكناتكم وأنفاسكم..
فلا تحزنوا..
فكما أنجبتم الأبطال الميامين..
أبطال الحق والقوة والحرية..
شهداء التحرير والإستقلال..
شهداء الثورة على الظلم والطغيان..
فإن النفوس من بعضها..
فأنتم أبناء وأحفاد أولئك..
وستثورون يوماً على هؤلاء الشرذمة الطاغية..
"إن فيكم قوة لو ظهرت لغيرت مجرى التاريخ"
إن فيكم عزيمة وإصرار وثبات على الحق..
فحطموا الأصنام والتماثيل..
وأزيحوا الظلم والطغيان..
ولا تخافوا..
فالباطل وإن كثرت راياته..
فالحق أقوى وأكثر وأصلب.. وإن قلت راياته..
وماهو إلا الهدوء الذي يسبق العاصفة..
فهي قادمة لا محالة..
وكما اقتلعت من قبل تشاوشيسكو..
وميلوسيفيتش وكريموف والطايع..
وكل الطغاة والظالمين..
فستقتلع لامحالة هذا النظام البائد..
فلا تحزن أيها الشعب العظيم..
فأنتم الأمل بعد الله..
وآمال التغيير معقودة عليكم..
"فلا ترهبنكم قيود
ولا يفتننكم حقود"
واصبروا وصابروا ورابطوا..
والله معكم ولن يتركم أعمالكم..
وياأيها الشعب السوري في الخارج..
طالت المحنة وطالت الغربة..
وطال البعد عن الديار والأهل والأحباب..
فلا تحزنوا..
واستذكروا أجر الهجرة..
وماأعده الله للمهاجرين في سبيله..
ولا تدخلوا وطنكم إلا فاتحين.
مرفوعي الرأس..
عزيزي الكرامة..
لتكحلوا بذلك عيون الأسرى والشهداء والمقموعين..
وكونوا الرافد لإخوانكم في الداخل..
والداعم لهم..
والداعي لهم بالنصر والتغيير..
واعملوا بما تقدرون على التغيير في وطنكم..
فقد احتملتم الكثير..
واكتويتم بنار الغربة..
حتى أنضجكم الألم..
فلا تحزنوا..
إن بعدتم عن أوطانكم جسداً..
فلا تبعدوا عنها روحاً..
اجعلوا وطنكم حديثاً لكم..
تصبحون وتمسون عليه..
واقرأوه قصة قبل النوم على أطفالكم..
احكوا لهم قصة وطن سلبه المجرمون..
وطردوا منه الشرفاء..
وسجنوا فيه الكرام..
وقتلوا فيه العظام..
وأعلموهم بأن الغد آتي لا ريب..
وأن الأمل معقود بنواصيهم..
لكي يكونوا طليعة جيل جديد..
يقود التغيير والإصلاح في هذا الوطن..
وعلموهم أن لا يحزنوا..
ولا يبكوا على هذا الوطن..
فالدماء والعرق هما الذان سينبتان النصر والتغيير..
لا الدموع..
فلا تحزنوا..
وأبشروا بالنصر القريب..
(إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).