إلى من يهمه الأمر
عبير قهوجي
رغم غربتي القدرية لا الاختيارية ,ورغم أني ربيبة أحضان بلد ثان غير بلدي الأم ,إلا أن الشام كانت ومازالت تكتسح وجداني وتعانق شعوري ,تحاكي كل نبضة في قلبي كعاشق لا يفتأ يذكر الحبيب حتى تفيض العينان بما خالج الجنان ,تملأني سحرا وشعرا,غضبا وحزنا,هي ذي بلد المتناقضات .
في مساء جمعة فائتة وطأت أرض الحبيبة ,عانقت جوها وعانقت ضميري , بادلتني الشوق بالأشواق وأجهشت على كتفي بالبكاء فكفكفت دموعها و بدأت بهمس الحب والعتاب في أذني , اشتكت واشتكت وكانت حروفها حقا وصدقا , سألت : أين المحبين ؟أين المخلصين ؟أين من يعمل لأجل الوطن لا من يسرق جيب الوطن !؟ , سوريا بلد الحضارات هل تصبح ماضيا بلا حاضر؟ ,هل تصبح بلد الضباب الأسود ؟ جو ملوث خانق ,طرقات أهملتها يد التعمير وأهلكتها يد التكسير ,,إعلام غائب؟؟؟ أين الإعلام الواعي كفاية ليوعي هذا النشء بأن الحضارة هي النظافة وبأن من يشوه بلاده فقد شوه حقيقة وجهه ,أم أنها فقط حملات ترويج لتجميل زائف.....!
أين من يزرع حب الوطن في نفوس نشأت على حب الذات ؟ ولو أن مؤتمرا قطريا أقيم بعنوان (سوريا)
وكانت الدعوة موجهة لكل من يهمه الأمر ...لكان الحضور صفر ....
اعملوا لأجلها حتى تطرح ثمرها , فلا يعاتب الفلاح أرضا بورا لم يضرب فيها معولا ......
حاربوا التلوث بشتى أنواعه ,والهدر والعبث بشتى أشكاله لتحفظوا على هذا البلد جماله
أعود فأقول أين الإعلام ؟ أين السياحة؟ أين ؟.......وأين ؟ وأين ؟ .......
وأين من يهمه الأمر ؟........كان هذا كلامها: حبيبتي الشام .