المرأة المسلمة أمام تحدي العولمة
المرأة المسلمة أمام تحدي العولمة
لبنى ياسين- دمشق
و نحن في مستهل الألفية الثالثة كثرت التحديات التي تواجه أمتنا الإسلامية , و من أخطر هذه التحديات نظام العولمة الذي يعتبر العالم قرية صغيرة , و يفترض فينا نحن العالم الإسلامي أن ننحل داخله تاركين معتقداتنا وراء ظهورنا, إذ أراد الغرب استغلال ثورة الاتصالات الحديثة في فرض ثقافته , و تصدير أمراضه الاجتماعية إلى كل ثقافات العالم و خاصة العالم الثالث , كجزء من عملية تطبيع و تطويع ثقافي لهذا العالم , دون النظر إلى خصوصيته و تراثه الحضاري و الإسلامي و عاداته و تقاليده , و ذلك لما تقتضيه مصالح النظام العالمي الجديد.
و إذا كنا قد سمعنا بمصطلح العولمة في العقد الأخير من القرن العشرين , فان الإعداد الفعلي له كان في الستينات , إذ تتالت المؤتمرات التي تناولت كل منها منفذاً من المنافذ التي يمكن التسلل منها لابعاد المسلمين عن دينهم , و جعلهم يتنكرون لمعتقداته و منهجه و أحكامه.
و كانت المرأة بما لها من دور فعال في تنشئة الأجيال و تربيتهم , هي المنفذ الأول الذي حاولوا التسلل إليه , وقد جعلوا سلاحهم في هذا عدة بنود , وضعوها بعد دراسة لمجتمعاتنا الإسلامية :
1. استغلوا جهلها بدينها.
2. عدم حصولها على حقوقها كاملة و التي نص الدين الإسلامي عليها بعبارات صريحة.
3. معاناتها من النظرة الدونية لها.
4. تشدد بعض علماء الدين, و تفسيرهم بعض النصوص الإسلامية و الحديثية طبقاً للاعراف و التقاليد و ليس طبقا للشريعة.
5. وجود فئات في المجتمع متأثرة بالفكر الغربي , تريد من المرأة المسلمة أن تحذو حذو المرأة الغربية , و تنبذ كل ما هو إسلامي.
و لننظر إلى واقع المرأة الغربية مقارنة بمثيلتها العربية:
1. ينظر للمرأة في الغرب نظرة دونية و على أنها سبب خطيئة آدم كما جاء في سفر التكوين بينما أزال الإسلام هذا العبء عن كاهل المرأة إذ قال الله تعالى في كتابه الكريم ( و عصى آدم ربه فغوى).
2. الغرب ينظر إلى المرأة على أنها ناقصة عقل و يسخرون من كل ما تقوم به من إعمال حتى قيادة السيارة تجدها مجالا للتندر في إعلاناتهم و مجلاتهم الرجالية.
3. معظم الأعمال التي تمارسها المرأة أعمال خدمة و سكرتارية.
4. ليس للمرأة الغربية المتزوجة أهلية حقوق مالية , إذ لا يحق لها التصرف بمالها حتى لو كان لها قبل الزواج.
5. ليس لها جنسية إلا جنسية زوجها.
6. سلب المرأة اسم عائلتها بمجرد الزواج ليحل محله اسم عائلة زوجها.
7. إن أجور النساء العاملات أقل من نظيرتها عند الرجال عندما تقوم المرأة و الرجل بنفس العمل.
8. معاملة المرأة الزوجة معاملة القاصر ,tفي بعض الدول الغربية.
و لو عدنا إلى ديننا الإسلامي الحنيف لوجدنا أن حقوق المرأة التي أعطيت لها بحكم شريعتنا الإسلامية تغنيها عن أي حقوق قدمت لها على طبق العولمة السام و لنذكر بعضها في معرض حديثنا عن الحقوق:
1. إقرار الإسلام بان المرأة مساوية للرجل (إنما النساء شقائق الرجال).
2. أزال عنها ألوان الظلم التي كانت تطالها من قبل عبر ألوف السنين كوراثتها من قبل الابن عندما يموت الزوج و غيرها من ألوان الظلم.
3. ساوى بينها و بين الرجل في الأجر و الثواب و في الحدود و العقوبات و في الأهلية للحقوق المالية.
4. أوصى بالحسان إليها كأم و كزوجة و كابنه.
5. أعطاها حق التصرف في مالها بما فيه مهرها حتى أنها ليست ملزمة بمساعدة الزوج حتى لو كان فقيراً ,بينما لم يسقط عنه واجب الإنفاق على زوجته مهما كانت غنية و كان فقيراً, بينما تجد عند اليهود تمنع المرأة اليهودية من التصرف بمالها ما دامت في ذمة زوجها.
6. منع التشاؤم و الحزن عند مولد الأنثى كما جعل لتربية البنات و الإحسان إليهن ثوابا هو دخول الجنة.
7. منع الأولياء من تزويج بناتهن و أخواتهن بدون موافقتهن .
8. جعل الله حقاً للمرأة في الإنفاق عليها من الأب و الزوج في حال كونها متزوجة و الأخ و الابن مما يضمن لها عيشا كريما و جعل له عقوبة إن هو لم يقم بحقوق الإنفاق تلك.
فإذا ما نظرنا إلى حقوق المرأة في الإسلام وجدنا أن المرأة الغربية هي التي عليها أن تطالب بحقوقها المهدورة ,مقارنة بالمرأة المسلمة المصانة بأمر الله و الشريعة الإسلامية .