وجدتُ وطني

محمد عبد المجيد الصاوي

وجدتُ وطني

محمد عبد المجيد الصاوي

لك يا وطني أمانيَّ العذبةُ ..... ولك يا جرحي أغنِّي .... وهلْ لي سواك من مغْنى ...

أودُّ أن أقبل يدَي وطني .... لكنِّي منذ أزلي أفتش عن بقايا وطن يسكنني ..... أهو الشمسُ أم القمرُ .... فتهمسُ عنقائي هو أسْمى .....

أسألُ أمِّي... فيفرُ الوطنُ من دمع أمي... أرنو إلي البحر... فلا أرى فيه سوى همِّي ... وهمي رفيقُ دربي ... وإياه على الأيام أخذتُ عهدي..

بَيْدَ أنَّ همي .... دفقةٌ من دمع أمي ... أمِّي : شقيتُ وأشقاني وطني .... فهل قدرٌ أن أمضيَ وقد تاهتْ منِّي بقايا عمْري ... آه يا ذراتِ الوطن...بعيدةٌ كما شَمْسي .... حزينةٌ... تملؤكُ العذاباتُ كما شِعابِ النَّفْسِ ... فهل يوماً تفوحُ بالعَبَق ذُرى الوطن ؟ !

كَبِدي : وطنُك _ " آهُك العذراءُ " و "دمعاتُك الخضراءُ " و" مَرامُك الظَّبْياءُ " ...

فأُقبّلُ الجراحَ وأمضي.... أغني ... وأغني ... وأغني .... فتملأ الدنا ألحانيَ العِذاب ويشدو معي الكونُ .... ترنيمةَ العَذاب ..... فآه يا دمعًا تذروه في سمانا جحافلُ أقسمتْ... ألا نهارَ يضمنا إلا بألف شمس لا تعرفُ الهدئةَ عن الدوران  ولا تسألُ اللهَ المغيبَ .