أحمدُ ونضالٌ... بسمةٌ ٌ عذبة ٌ ونصرٌ قادم
أحمدُ ونضالٌ... بسمةٌ ٌ عذبة ٌ ونصرٌ قادم
محمد عبد المجيد الصاوي
أهلا بالبطل .. هكذا استقبل الجرحى وذووهم وزائروهم أحمد .. ذاك الفتي الذي يصرخ الجرحى ألما من شدة الضحك الذي ينهال به عليهم، حتى انك تجد بعضهم يطلب ممن حوله أن يسدل الستار المحيط بالسرير، كي يحجبوا عنهم طلعته البهية التي تبعث الأمل في النفوس...
نضال ابن الثالثة عشر ربيعا هذا التلميذ البعيد عن الأضواء بهدوئه ونشاطه المتواضع داخل جنبات الفصل ، الحالم بالشهادة والنصر .
احمد ونضال يعرفان بعضهما حق المعرفة ؛ فالهم قد جمع بينهما ، والأسى وحدهما ، والعالم الطاغي قرر إبادتهما .
أحمد أصيب حمس مرات وفي مواضع متعددة من جسده النامي ، ما أن يغادر المشفى من إصابة تعافى منها حتى يعود بأخرى مضيفا بها وساما جديدا ، تجده بين أقرانه الجرحى قد تولى مهمة التسرية والتسلية فهو المضحك الذي يبكي وحده ،تحس عند رؤيته أنه مظلوم مثلك ، لكنه أشد قوة وعزما منك ، يقذف الحجر لأنه لا يملك سواه , يرسم البسمة لأنه لا يستطيع بمفرده أن يرسم لوحة النصر القادم .
أما نضال فهو الطفولة قد ارتدت نطاق الرجولة , البراءة قد امتلأ الشعر منها شيبا والقلب سكنه القهر والكمد , تجده حتى وهو على سرير المرض يكتفي بمدرس أو اثنين يشدان أزره ، يستمدان اليقين بدنو النصر من بريق الطهر المشع في حدقات عينه ، يكفيه بعض من زملائه قد أخذتهم عظمته وبهرتهم بسالته وتضحيته ، وقليل من أقاربه وزمرة من أقرانه يحيطونه بالحنان ويدفئونه بالحب .
فكم سيخلد هذا النضال وذاك الأحمد ، سيكبران ويغدوان نخلتين باسقتين ، جبلين أشمين ، وحينها سيعملان ما وسعهما العمل ، لان يصبح حجرهما قنبلة مزلزلة ، و مقلاعهما قاذفة موت ودمار لأعداء الإنسانية ، فلقد ظلما والله على نصرهما لقدير ، وصبرا والبشري لهما ، مبتليان لكن الفجر القريب سيضمهما ، فانتظرهما أيها العالم وقد قدما ليطهراك من رجسك ، و ارسموا أيها الإنسانيون معهما لوحة النصر الخالدة .