لا نسيان يا بغداد
لا نسيان يا بغداد
هديل العابد
قلبي يمزقهُ الحزن ومهنتي تبتدئ من حيث لا ادري فكيف ابدأ بأبتسامتي وفي صدري مدينةُ تحترق وكيف يرشوني الآعداء بمباهجهم وكل ما هو انا يحترق !! بأستثناء _الجسد _ وكيف غادر حقيقتي وانا لا اكون الا حيث احبائي واهلي وهل اتحدث عن نفسي ؟ ام عن كل عراقي غيور ؟
اين شموخ دجلة والفرات وبغداد الحبيبة .........
اهذا صوتي !! ام صوتكم ؟ اهذي يدي التي تخط هذه السطور !!
ام تنزف ايامكم وايامي على مرآة بغداد .......
اهذا هو حال بغدادي الحبيبة . قلبي يركض في شوارع بغداد ولآنتحابه ِ صوت سيارة الاسعاف محملة بجثث القتلى وارى في مرآة ذاكرتي قلبي يتدلى بين اغصان شجرة محروقة وقد ثقبهُ الرصاص وكتب فوقه اسم احد الشهداء : ابو الموت مر هنا . .وسيعود كل يوم وكيف لا يذرف شعبي الدمع مثل تلميذ رسب في امتحان الحياة حين يرى شعوب العالم الآخرى تحتفل بأنقضاء سنين على انتهاء الحرب العالمية وزمن الحرب والرعب بينما يمعن بنو وطني بالتنكيل ببعضهم البعض ليضل وباء الحرب يلتهم الوطن .....؟
وتحملني هناك غصة صراخ صامت الذي يحسهُ كل انسان مكسور ينتحر وطنهُ الى جانب اوطان تحتفل بأنتهاء الحروب بالسعادة وتحمل الآلوان اعلام اوطانهم وترسم فوق السماء رسالة ً مقدسة بأنتهاء المآسي !!
بينما علمي الوحيد يبكي وحيداً وتمتزج به الآلوان والكلمات ويغطي فيه اللون الآحمر لون الدماء حتى الكلمات .....
وانساه ُ لبرهة لتأتي السيدة ذاكرة لتذكرني بحديث صديقتي التي هي خارج الوطن لتقول لي بكل بساطــة : ماذا تفعلين هناك ؟
هل ستبقين لتقاتلين ابناء وطنك لمجرد انهم من غير دينك او حزبك او طائفيتك !!؟
ام ستنتظرين حتى تنامين في الملاجيء ؟؟
ما جدوى من البقاء هناك حيث يموت معظمنا عبثاً......
واقول لنفسي لماذا نتساقط هدراُ هنا وهناك ؟ بعيدا عن المعركة الحقيقية والعدو الحقيقي الموجود بيننا لماذا ننسى كل ما هو مهم لمجرد اني صادفت شخصاُ ليس من ملتي او حزبي ؟؟
ما معنى هذه الآفكار وما فائدتها بينما يلتهم العدو الوطن ويلف القيود حول خارطة ارضي ويمتص الدم من بين مسامات اجسادنا كما تمتص الاسفنجة الماء بروية !!
أيا ترى نسينا الوطن ؟ ام نسينا الرجال ؟ ام نسينا العراق العظيم ؟ ام نسينا بغداد الأًم ؟؟؟؟
فأذن متى ستنتهي المأساة وابناء الوطن بهذه الآفكار تجتاح العقول والعدو يتلذذ بنا هنا وهناك بطريقة سهلة ومملة بتوزيع وترويج الفساد بسهولة ليتلهى بها ابناء وطني ... اني استغرب الموقف والحياة وحتى الوطن !
واعيش في غربة بعيدة مع اني هنا بين ابناء الوطن وداخل بغدادي الآًم ...
ويعود ليهمس في ذاكرتي صوت صديقتي و هي تقول : انتي رقماً صغير مهما كان رقمك المصرفي كبير لآنك ستبقين رقماً بين الآموات وبين الجثث وتنصحني بأن اهرب من وطني الى بحار الغربة وابحر هناك حيث اللا عودة وتقول لي : سيجيء يومُ إن بقيتي حيث انتي تحملين اولادك الى الملاجيء بدلاً من المدارس وتقول لي : ستكرهين حتى احلى ما تكتبين وستكرهين المكتبة التي بينما تتصفحين اوراقها يزورك الصاروخ ويدخل بدون استئذان ..........اذاً استبقين هناك ؟
واصمت انا لآقول لها :--
إن كنت هناك معك بين الأصحاب والأحباب واقضي ملذات حياتي الباقية فلن اجييء مهما حاولتي لأني حتى لو بقيتُ وحدي هنا و حتى لو صرتُ لا احد .. فثمة لحظات ٍ صغيرة رمزية في الوطن لا شيء يعوضُ عنها .....