اذكروني
صباح الضامن
كلما توسد الفجر ذراع النهار واختال في
مساحات الضوء بجذل
..
كلما أشرق الصبح في زمان غريب واختبأ المطر في
أكمام
الورود
..
كلما استطال وطال اغتراب النفس مع
النفس
أذكروني...
كلما تحير الفؤاد .....والأحبة بنسائمهم
يغدون فيه ويروحون
كلما أطلق الأنين ورجعه أسال العبر
كلما غضا
الليل
وتوارت الأفلاك في جفونه وانتثر الكل للنور
يبحث
أذكروني
كلما استأذن الهدوء مغادرا كأنه الرمل بين أصابع
مكدودة
كلما رسمتم في دفاتركم سحابات أمل فجفت عن الكلام
وزَرْعُها بات
هموما لا ترف بأنداء ولا تورف بظلال
كلما سكتت الشموس عن اطلاق جياش فصارت
دروسها تحرق في برد أفولها
أذكروني
فأنا أرسلت
لكم
......
أنا الإعجاز
أنا النور
أنا البحر
أنا الطريق
أنا
الشفاء
أنا الذي لو ملكتم العالم ساعة
وملكتموني دقيقة لأنسيتكم مفردات
التيه..
أنا الذي لو حملتموني في قلوبكم لاستراحت أرواحكم
في خلد سحري
البريق
انا فوق كل فوق تعرفونه قي صحائفكم
فلا صنو لي
...
أنا
الذي لو دخلتم قلبي لرأيتم حروفي المضيئة تترجم في
دواخلكم تسير وتسير بخيوط من
عالم أزلي وكأنكم
تطلون على جنان بأوراق ورد ندية,
وأنوار من فجر روحاني
بمعان حدودها بلا حدود
هادئة كاملة
,
وبلاغة لا تسبك من ذهبية ألفاظ فقط بل
أشعة غيبية تكتب ايضاحات الوجود لكل موجود
واسرار تغني بحلولها حيارى وطالبي
اقتراب للحقيقة
فاذكروني ولا تهجروني
أعرفتم من أنا
أنا كتاب الله
وآياته
فلا تهجروني
