أشباه الرجال
أشباه الرجال
ابنة الحدباء
ليسَ للعبيدِ لون أو ملامح تُمييزهم , كما هُم الأقزام والعملاء والمرتزقة وعُبّاد الكراسي ومُمتهنو الدجل وبائِعو الدين والكرامةِ !...ليسَ لهم صفات إلا جَعجعاتهم الفارغة التي يسوقونَها، وخُطبهم التي ما أنزل الله بها من سلطان وانبطاحهم غير المشروط لسادتهم , لكن السُذّج من الناسِ... أصبحوا مُتمرسين بمعرفتِهم.......لأنَّ العبدَ الوضيع لا تختلف صفاته عبرَ مرور الزمن , فهو يهلثُ خلفَ سادتِهِ ويقدمُ طاعاتهِ العمياء وفي كلِّ محفلٍ ومناسبةٍ!......
عبيد ارتضوا بإرادتهم العبوديةَ والذل والامتهان , رِجال لو نُظر إلى هَيئتهم وما يحملون من شهاداتٍ وفلسفةٍ لقلبوا موازيين الكون ولغيروا الواقع الدامي الذي نحياه.... لكنهم سخروها لخدمةِ أهدافهم وأطماعهم وخدمة سادتهم , إلا أنهم ليسوا سوى أشباه الرجال، لا يمتلكون من الرجولةِ سوى الهيئة , أما ما خفي فهو أعظم !؟… أشباه الرجال من أقسموا كذباً وبهتاناً وساقوا الدجل المطبق ليس لخدعةِ شعوبهم المقهورة ظلماً وعدواناً فحسب , بل لممارسةِ السير على نهجِ ألدّ أعداء البشرية في خداع السذّج من شعوب العالم في كل فرصةٍ تسنح لهم , ليطلقوا أبواقهم ويرسموا المُعاناة الكاذبة على وجوههم ويذرفوا دموع التماسيح من أجلِ دعم قضيّتهم , وإن كان لا قضية لهم سوى اعتلاء الكراسي البالية ليس إلا…….أشباه الرجال مَن أقسموا على العهد أنهم سيصونون وطنهم ويحفظونَ عهودهم وهي ليست سوى حبرٍ على ورق , وكيف لا ؟!…. فكلام الليل يمحوهُ النهار…….أشباه الرجال مَن يطلقون العنان لتصوير جنة هي في واقع الأمرِ جهنم تحرقُ الأخضر واليابس, وتختص بإبادة كلّ شريفٍ وطاهرٍ ومخلصٍ من أبناء وطنهم , من صوّرت لهم أطماعهم و أحلامهم و ما التحفوه من قشورِ الغرب , أنهم سيستطيعون يوماً من الأيام أن يكونوا قادةً أو عظماء !؟…. يعتلونَ عرش بلدٍ تناسوا شعبهُ الجريح الذي ما فتئ جرحه ينزف منذ عقودٍ دون مغيث , بينما هم يكفرون به في كل مناسبة….من تناسوا أبناء وطنهم الجياع الذين بشهاداتهم وخبراتهم وكفاءاتهم النادرةِ يعيشون تحت خط الفقر، بينما هم يعيشون حياة البذخ والترف و اللهو والعبث…....أشباه الرجال هم الأقوال دون الأفعال…....مَن باعوا قيَمَهُم بأبخس الأثمان، وسخّروا قدراتهم و ما امتلكوا لخدمة أطماعهم وأهدافهم الدنيئة…....مَن قلبوا الموازيين وظنوا أنَّ الشرفاء قد أصيبوا بحالة العمى المستديمة التي أصابتهم…... وصوّرت لهم شعارات العولمة التي تعلموها من سادتهم أنها ستطبق على شعبٍ تمرس بفهمِ السياسة وعايش ألاعيبها وعانى الأمرّين من دجلها، ودفع أبهظَ ثمنٍ على الأرض من دمائه وأرواح أطفالهِ..
فيا أشباه الرجال وما منكم من الرجال شيء يُذكر..........فالنساء أصبحن يُجاهِدن بكل ما أوتينَ من قوةٍ ضد محتلي أرضهم وغاصبيها، ولم ترضَ الحرة الأبية حتى وهي تمارسُ أبسط المهن لإطعام أطفالها.. لم ترضَ أن تُهانَ كرامتها ويُنتهك وطنها، فهبّت تدافع عنه بكل ما تملك... والأطفال يحملون الحجر , يقارعون ويتحدّون به الجندي المُدجَّج بأعتى أنواع الأسلحة دون خوف... وحتى الكلاب لم ترضَ أن يدنّسَ المحتلّ أزقتها والخرائب التي تعتاش فيها… فطاردتهُ حتى أصابتها رصاصات الغزاة فأردتها قتيلة... فبمَ يمكن أن يُنعَت أشباه الرجال وقد ثارت كرامةُ الحيوان على أرضهِ وعرضهِ؟!…
لكن ليتذكروا دوما أنَّ الشعوبَ الأبية ما يزال فيها الأشاوس من الرجال والماجدات من النساء والأبطال، الذين يروون بدمائهم الطاهرةِ أوطانهم، ويسطّرون أحرفاً من نورٍ يسجلها التاريخ، فكما أدرَكنا حقيقةً أشباه الرجال منذ البداية، سنشهد نهايتهم لا محالة , الذين نسوا في زحامِ عَمالتهم أنَّ المؤرّخين لم يسجلوا التاريخ على عجالة…. وأنَّ جسام الخطوب لا تؤخذ إلا بخواتيمها، وما كانت يوماً إلا سوء الخاتمة لأمثالهم ,
( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) (الشعراء : 227) (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ مِن شَيْءٍ لِّمَّا جَاء أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ) (هود : 101) ( ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ) (يونس : 52)