للحزن جنود من عسل

للحزن جنود من عسل

 سعيد الوائلي*

[email protected]

1

الأطفال يولدون ويكبرون

القصور تهرم وتنتحر

والضفاف القديمة لا زالت المياه تعطر جباهها

ها هناك، بين البساتين،

بقايا حقول القمح والعرانص.

عند المنعطف ،

وعلى تلك الضفاف التي لا تشيخ،

ثمة جؤجؤ سفينة غارقه

كان الجنود يحشرون فيها الى الموت يوما ًبعد يوم ولا يعودون

2

الشوارع تتأبط بعضها

محملة ً بالمخبرين،

واليتم يلهث خلفهما

3

الغابة تمتد على مدّ البصر

الأشجار كرؤوس الشياطين

طيور خرافية تلتهم المجهول

والحضور اللامرئي يراقبني.

من النافذه،

يتنفسني الخريف فأحتظر

4

الغرفة موصدة الأبواب

كذلك النوافذ.

الستائر مغلقة بأحكام،

امرأة هرمه تلوك ذاكرتها

تستذكر،

شبح الطعنة في القوس

وترتجف ارتجافها الأخير

5

نظرت الى الخريف من النافذه

فأكل حزنه قلبي

6

كأسراب القطى

تتساقط محنّات بدمائها

لمجرد التحليق فوق المدن

الصيادون يقولون انه قدرها !

كأنها احجار بناية قديمه تناثرت اشلائها

في زلزالٍ من مائة درجة تحت مقياس ترختر،

تلك الأسراب كانت ابناء جلدتي

تساق كقطعان الماشية

تلبية لنزوة دكتاتورها الأخير

7

ما عاد الحب شفافا ً كما كان،

الرجفة تصطك في ذاكرته،

تأكل الريح قلبه تحت المطر

تهز مخيلته المنطفئه

الأفكار مغلفة بالعفونه

والصبية الملتصقة للجدار

تنطفئ كشمعة في مهب الريح

8

من بين اضافري

ينسل الخوف

لا احد يراه غيري

9

السكون رهيب

كسفينة في قاع المحيط

في داخلها صندوق مقفل

في داخل الصندوق روح عانسه

لم يُطرق بابها منذ سنين،

هكذا رمى قلبها في بئر النسيان حظها العاثر

10

تتلاطم الأنوار بعيونها

في شهقة المكان،

الأزمنة تعيد كتابة التاريخ

الأثم له عيون التماسيح،

والسكير العربيد

يأسف عن فعلته

11

في القرية المظلمة كقبر

المصلوبة كأعمدة في التاريخ

كان الأطفال يتمتمون كل ليله

سيجلبون لنا الخبز والألعاب،

البارحة فقط

ناموا وعيونهم مفتوحه

12

تغيرهم كالفساتين

كانت متلهفه

لكي تعرف

من هو فيهم اطول باعا ً

في قاموس الحب

             

* شاعر عراقي مقيم في أمريكا / ديترويت