هذه أمنا خديجة
آسيا
جلست يوما أحاذي القمر، في ليلة سمراء تبعث في النفس حلو الحديث والسمر، فشجنت نفسي وأي شجون، إذ حنت حنين الطفل للأم الرؤوم، وتناثرت في الخاطر الأفكار ،واشتدت على القلب خواطر من شتى الضروب.
حار عقلي وكذا يدي،أين من عذب الكلام الذي إذا قيل فيك وفى واستوفى ،وإن ذا محال.
أمي وأم المؤمنين خديجة،،يا من إذا قلت أمي سمت نفسي وارتقت ،وبنت لها من العليا قبابا وحق لها.
كل شعراء الدنيا إذامامدحوا،زادوا وبالغوا إن لم نقل اختلقوا،والشعر فيك أمي كما النثر،أإن لم يبلغ ذروة الجمال والكمال فانه لغى...إذ أنت أمي أجمل و أكمل من أن تحصر خلالك وتعد مزاياك في قصائد شعر أو روائع نثر!
!وأنا إن قلت أو كتبت،فانما قولي نقطة في عرض يم،وما خفي عني من فضلك أمي أجل وأعظم
فيا ما أعظم قدرك امرأةاختارها النبي من بين النساء زوجا،فكانت له أهلا...إذ واسته ذات روع،لا بمال ولا بجاه،بل حسن
احتواء،وبليغ كلام،كذا طبع الكريم مع الكرام.
وأي فضل بل أي فخرهذا الذي جلاك فيه رب العالمين،إذ أول المسلمين والمصدقين لرسوله الكريم كان أنت أم المؤمنين....
صدقته اذ الناس كذبوه،وواسيته اذ ظلموه،ولك منه البنات والبنون.
ثم أي مكان رحب هذا الذي حويته بل حواك فيه قلب النبي، محبة ووفاء واقرار جلي.
!وفوق الفضل فضلا،سلام إليك من رب جليل،نزل به الروح الأمين،مرفوق ببشرى ، وأي بشرى
بيت في الجنة من قصب،لا صخب فيه ولا نصب.
فيا هناك أمنا،قري بذاك عينا،وطيبي نفسا، فما قبلك ولا بعدك امرؤثنى بذي البشرى.
وأنت أمي بل سيدتي، كذاك سماك رب العالمين،وأعظم بالنساء فخرا أن سدتهن دهرا.
ليت شعري، لست أدري، ما ارتفع المقام إلا وضن الكلام،وليس غير الصمت أمي أبلغ في هذا المقام.
إن العظام لا ينال قدرهم بحور مداد للكلام.
فصمتا بليغا،أبوء به قدرا عليا،وخلقا رقيا،ما كان إلا لخديجة،أما رضيا.