أَوَتَسْأَلِينَ يا أختاه

أَوَتَسْأَلِينَ يا أختاه ؟!..

بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف  

 

كفكفتْ دموعها ونظرت إليّ قائلةً :

- سأعمل بنصائحكَ يا أخي، فالصبر إن شاء الله مفتاح الفرج، وإنّ مع العُسرِ يُسراً، إنّ مع العُسرِ يُسراً، ولن يغلب عُسرٌ يُسرَيْن بإذن الله .

- أجبتها : لا بأس عليكِ أختاه، ولكِ الأجر مضاعفاً إن شاء الله، فالثواب على قدر الابتلاء، والعاقبة على قدر الصبر، والمرتبة على قدر الثبات .

- قالت : لكن باللهِ عليك، أَوَتُحب العراق الحبيب كل هذا الحب ؟!.. فإن كان حبّنا للعراق حبّاً، فماذا نسمي حبكَ له ؟!..

- قلتُ لها : كل وطنٍ مسلمٍ وطني، خاصةً العراق الذي يتعرّض لأشرس حملةٍ إجراميةٍ صهيونيةٍ وأميركية، ولي فيه ذكريات لا يمكن أن تُمحى من ذاكرتي ووجداني !..

- قالت : وهل هي إلى هذا الحدّ، الذي يدفعكَ لتكتب بكل جوارحكَ عن العراق ؟!..

- فقلت :

أَوَتَسْأَلِينَ يا أختاه ؟!..

 

تتساءلين يا أختاهُ .. أَوَتَعْجَبين ؟!..

من حُبِّ مثلي لأرضِ حضارةٍ ..

أرضِ الفتوّةِ والـحَنين ؟!..

آهِ يا أختَ المروءةِ ..

آهِ لو .. لو تَعلمين ..

هل تَعلمين ؟!..

بغدادُ لؤلؤةٌ في قَلبيَ الحزين !..

دِجلةُ نَهرُ دمٍ في عُروقيَ ..

يَجري .. يَهدُرُ في الشرايين !..

وعراقُ المجدِ نَصبُ خَيالي ..

لا يُفارقُهُ ..

مهما تَطَاوَلَت السنين !..

*     *     *

بغدادُ يا زهرةَ حُبّي وشبابيَ المتين !..

بغدادُ رُوحي يا أختاهُ .. وتَعجبين ؟!..

بغدادُ ذِكرى ولا أحلى ..

بل ذِكرياتٌ ..

مخبّأةٌ بَينَ الضلوعِ ..

داخلَ الحِصنِ الحَصِين !..

بلدُ الرشيدِ في رُوحي ..

في كُلِ خلايايَ :

كرامةٌ ، وإرادةٌ ..

لا .. لن تَلين !..

*     *     *

تتساءلين يا أختاهُ .. أَوَتسألين ؟!..

حُبُّ العراقِ والأوطانِ عِبادةٌ ..

للهِ ربِّ العالمين !..

أَوَ نتركُ الأجرَ الثمين ؟!..

أَبَعْدَ حُبِّ عراقِ الخِصبِ ..

ودُرّةِ الأوطانِ ..

أخِصبٌ بَعدَهُ أختاهُ ؟!.. أَوَتَعثُرين ؟!..

         

21 من تموز 2004م