إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت ..!!!
إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت ..!!!
د . أبو بكر الشامي
قال تعالى في كتابه المبين ، يصف المؤمنين المجاهدين : بسم الله الرحمن الرحيم
(( والذين استجابوا لربّهم ، وأقاموا الصلاة ، وأمرهم شورى بينهم ، ومما رزقناهم ينفقون ، والذين إذا أصابهم البغيُ هم ينتصرون ، وجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلُها ، فمن عفا وأصلح فأجره على الله ، إنه لا يحبُّ الظالمين ، ولَمَنِ انتصرَ بعد ظُلمهِ ، فأُولئك ما عليهم من سبيل ، إنما السبيلُ على الذين يظلمون الناسَ ، ويبغون في الأرض بغير الحقّ ، أولئك لهم عذابٌ أليم )) الشورى(38_42) صدق الله العظيم .
تتحدّث هذه الآيات الكريمات عن المؤمنين الأولين ، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذين من صفاتهم أنهم : استجابوا لربهم ، فآمنوا بكتابه ، والتزموا منهجه ، وانقادوا لرسوله ، وأقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وأمرهم شورى بينهم .. ثم لم يلبث الكفار والمجرمون أن اعتدوا عليهم ، وظلموهم ، وساموهم سوء العذاب ، فذبَّحوا أبناءهم ، وهتكوا أعراضهم ، وشوّهوا سمعتهم ، وفرضوا الحصار الظالم عليهم ، ثم أخرجوهم من وطنهم ، وشرَّدوهم من ديارهم ، وسلّطوا عليهم أشرس حرب نفسية وإعلامية في عصرهم فنعتوهم بالصابئين ، ووصفوا نبيّهم _ وهو الصادق الأمين _ بالساحر والشاعر والمجنون .!!!
فلما أذن الله لأولئك الأطهار الأبرار بالدفاع عن أنفسهم ، وحماية أعراضهم ، والانتصار لكرامتهم ، والثأر لشهدائهم .. بسم الله الرحمن الرحيم (( أُذِنَ للذين يُقَاتَلونَ بأنهم ظُلموا ، وإنَّ اللهَ على نصرهم لقدير ، الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حقّ ، إلا أن يقولوا ربُّنا الله )) الحج(39) صدق الله العظيم .
إذا بالدنيا تقوم ولا تقعد .!!! وتهتزّ جزيرة العرب من أولها إلى آخرها .!!!
وتنطلق أبواق الدعاية الرخيصة ، وتدور ماكنة الإعلام الخسيسة ، لتصوّر أولئك المؤمنين المظلومين، بأنهم هم المعتدون ، وأنهم هم الذين يستفزون الأعداء ، و يعملون على تفريق الصف العربي ، وتهديد الأمن والسلم العالمي … إلخ هذه الاسطوانة المشروخة من الأكاذيب والافتراءات .!!!
ثم أنفقوا الأموال الباهظة ، وجيّشوا الجيوش الجرّارة ، وألبوا الأحزاب والمرتزقة ، وقطعوا الفيافي الواسعة والصحارى المقفرة ، للتعرّض لهم ، والاعتداء عليهم …!!!
يا لمطابقات الأقدار …! ويا لموافقات الأيام …! ويا لعبر التاريخ …!!!
ما أشد ارتباط الحاضر بالماضي ، وما أشبه اليوم بالبارحة .!؟ وما أقرب تلك الصورة الظالمة بما يفعله الصهاينة المجرمون ، والأمريكان القتلة ، وأعوانهم ، وأذنابهم ، من عرب الجنسية ، وعرّابي الخيانة بالعراقيين المجاهدين ، والفلسطينيين المنتفضين ، وكل من ناصرهم ، وساندهم ، ووقف في خندقهم من العرب الشرفاء ، والمسلمين الأصلاء ، والأحرار النبلاء في العالم …!!!؟
لقد سلّط الأمريكان والصهاينة وأذنابهم من العملاء والمرتزقة على أهلنا في العراق الشقيق ، أشرس حرب عرفها التاريخ ، وفرضوا عليهم أظلم حصار في الوجود ، كما قامت طائراتهم المجرمة بأكثر من مائة وثلاثين ألف طلعة جوية في عدوانهم الثلاثيني الغادر لعام ( 91 ) وما تبعه من عدوانات الرجعة الغادرة ألقوا خلالها من المتفجرات ما يزيد على أربعة عشر قنبلة ذريّة ، والتي لم يوفّروا فيها منشأة مدنية ، ولا بيت سكني ، بل طال غدرهم وحقدهم دور العبادة ، وملاعب الأطفال ، والأراضي الزراعية ، وقطعان الأغنام... ثم لم يكتفوا بكل ذلك حتى ارتكبوا حماقتهم التاريخية الجبانة ، فاحتلوا أرضه ، وذبحوا شعبه ، ودمروا كل بناه التحتية ومرتكزات حضارته ... وعندما يتصدى لهم النشامى والغيارى والمجاهدون من رجال المقاومة الوطنية الشرفاء ، فيسقطوا طائراتهم ، ويحطموا دباباتهم ومدرعاتهم ، ويسحلوا مرتزقتهم في الشوارع ، أو يعلقوهم على الجسور كالخرفان ، وهي مفخرة وطنية ، وحق تكفله لهم كل القوانين والشرائع في العالم ، بما فيها قوانين الأمم المتحدة المعنية بقضية العراق ، بالرغم من كل ظلمها وإجحافها ..
إذا بقيامة الأمريكان الأشرار تقوم ولا تقعد ، وتنفتح المئات من براكين الحقد الإعلامي والنفاق الدولي لتنقل لنا ترّهات وهزيانات أقزام البيت الأسود ، من أمثال القزم الصغير ( بوش ) ، والصعلوكة المسمّاة مستشارة أمنه القومي ، ووزير دفاعهم اليهودي ذي الوجه الكالح رامسفيلد ، ليصوروا هذه المفاخر للشعب العراقي المجاهد والمقاوم بأنها إرهاب ، ويتوعد المأفون بريمر بأن دماء مرتزقته النجسة لن تذهب هدراً ، وأن فعلة المجاهدين العمالقة من كتيبة الشهيد أحمد ياسين لن تمر بدون عقاب .!!!
وفي زعمهم المريض أن أمثال تلك الهزيانات والتقيؤات الحاقدة ، من شأنها أن تخيف المجاهدين وتثني عزيمتهم عن الاستمرار في إذاقة المحتلين الأوباش مرارة ما صنعت أيديهم الملطخة بدماء الشعوب الحرّة . ولكن .. هيهات …هيهات …أيها الأبواش ( جمع بوش ) الأوباش … فإذا كانت ترّهاتكم الحمقاء ، وتهديداتكم العرجاء ، يمكن أن تخيف بعض الجبناء والرعاديد ممن أعطوا لأنفسهم عناوين وألقاب سرقوها بالضد من إرادة شعوبهم ..!!
إلا أنها قطعاً لن تخيف شعب العراق المقتدر ومجاهديه العمالقة الذين أخذوا على عاتقهم اليوم واجب صنع تاريخ هذه الأمة الحديث ، جنباً إلى جنب مع إخوانهم من أبدال الشام وأبناء فلسطين المنتفضة ، بعد أن مرّغه العملاء والخونة والجبناء والمهزومون من عملائكم الذين سلّطتموهم على رقاب أمتنا المنكوبة بهم لعدة عقود ...!!!
وأستطيع أن أقول وأنا واثق : بأن الذي يخيف العراق المقتدر ، ويرهب ليوثه المجاهدة ، صنّاع تاريخ الأمة الحديث ، وكتبة مجد العرب ، لم يُخلق بعدُ إلى الوجود ، ولم ير النور أصلاً ..!!!
والدليل هو أكثر من ثلاثين سنة من الجهاد المستمر ، فيها أكثر من عشرين سنة من المنازلة العسكرية الضارية ، جرّبوا فيها كل خزين الصهيونية والصليبية والمجوسية من الشر والإجرام التاريخي ، فلان الحديد والفولاذ ولم تلن إرادة العراقيين ، وتزلزلت الجبال الرّاسيات ، ولم تهتز سعفة من نخيل العراق …!!!
وهنا أود أن أخاطب الأعداء مباشرة فأقول : أيها اليهود والصهاينة وأذنابهم وعملاءهم الأغبياء .!!!
ألم تجدوا غير العراق العظيم لتنفيذ برامجكم ، وتجريب أسلحتكم ، واختبار خططكم .!؟
ألم تقرؤوا شيئاً عن تاريخ هذا البلد العريق ، باني الحضارات ، ومحطّم الامبراطوريات ، ومديل الدول .!؟
ألم تكونوا تخشون الفشل من اصطدامكم مع عمالقة التاريخ .!؟ ألم تحسبوا حساب الفضيحة التي يمكن أن يجلّلكم بها عراق الحضارات .!؟ ألم يكن الأجدر بكم أن توفّروا على أنفسكم المزيد من ضياع الوقت والجهد والمال في عملية عقيمة ، ضررها عليكم أكثر بكثير من نفعها لكم ..!!؟
ثم ، لنفرض _ جدلاً _ أن كل ذلك قد فاتكم ، وها قد جرّبتم حظّكم العاثر ، فنطحتم ضخرة العراق الراسخة بقرونكم الهزيلة ، فمالذي حصلتم عليه غير الخذي والخسران وشماتة الشعوب ولعنات التاريخ .!؟
فهل أنتم بحاجة إلى المزيد من المغامرات الغبية والمقامرات الخاسرة والتهديدات الوقحة .!؟
أما أنتم أيها الأسود الرابضة في العراق الحبيب ، ياعمالقة القرنين ، وياليوث الوغى ، ويا صنّاع مجد العرب .!!! أيها الرجال الرجال ، الصبر الصبر ، والحذر الحذر … بسم الله الرحمن الرحين :
(( إن تكونوا تألمون ، فإنهم يألمون كما تألمون ، وترجون من الله ما لا يرجون )) صدق الله العظيم .
واعلموا _ أيها النشامى _ أن النصر مع الصبر ، وأن اليسر مع العسر ، وأن العاقبة للمتقين …
ونطمئنكم ، ونربت على أكتافكم ، ونشدّ على أيديكم ، ونقول لكم : إن الأمة كلها معكم ، ولن يضيركم بعون الله المواقف المتخاذلة لبعض حكّامها ، فقلوبنا معكم ، وأرواحنا فداؤكم ، وأجسامنا وأولادنا طوعاً لإشارتكم وأيم الله ، لو أننا لم نجد إلا الذرّ لنجاهد به ، لما تركنا قتلة الأنبياء ، وأكلة لحوم البشر ، ومصّاصي دماء الشعوب ، وأحفاد الخنازير ، من اليهود الصهاينة ، والامبرياليين الأمريكيين ، وأعوانهم وأذنابهم من المنافقين والصليبيين ، ينفردون بكم ، ويأمنون في أرضكم …
بقيت كلمة لا بد أن نقولها للرأي العام ، الذي تحاول الدعاية الأمريكية والصهيونية تضليله هذه الأيام ، عن معنى التهديد والاستفزاز ، وكلمتنا مستمدّة من الآيات البيّنات التي سقناها في بداية هذه المقالة ..
فالذين ينتصرون لوطنهم المحتل ، وأطفالهم الموتى ، وشيوخهم المرضى ، ومنشآتهم المدمّرة ، وبيوتهم المهدّمة ، وشعبهم المظلوم … أولئك ما عليهم من سبيل ، ولا يستفزّون أحداً ، ولا يعطّلون الوفاق العربي ، ولا يهدّدون الأمن الإقليمي ولا الدولي .!! (( إنما السبيل ، على الذين يظلمون الناس بغير الحق ، ويبغون الفساد في الأرض ، أولئك لهم عذابٌ أليم)) … صدق الله العظيم ..
السبيل ، على الذين جيّشوا الجيوش ، وجمعوا المرتزقة ، وحرّكوا البوارج والأساطيل ، وعبروا المحيطات، قاطعين آلاف الكيلومترات ، لاحتلال أرض مقدّسة ، وذبح شعب مؤمن آمن ، ليس له ذنب ، إلا أنه يريد أن يعيش على أرضه حرّاً عزيزاً مستقلاً ، يمتلك قراره ، ويتحكّم في ثرواته …!
السبيل ، على الذين يقفون مع الطغاة الظالمين ، ويسخّرون أرض العرب والمسلمين وأموالهم ، لضرب الأشقاء ، وقتل أبنائهم ، وتجويعهم ، و احتلال أرضهم ..!!!
السبيل ، على الذين يذرفون دموع التماسيح ، على الوحدة العربية ، والأمن العربي ، والهدوء في المنطقة والسلام في الشرق الأوسط ، وذلك عندما يدافع الفلسطيني أو العراقي عن أرضه المحتلة بكل الوسائل الممكنة ، بينما هم ساكتون سكوت أهل القبور ، على شلالات الدم المهراق من جسد العراق الطاهر ، وخاصرة الأقصى الجريح ، حيث يمارس الأمريكان والصهاينة يومياً ، ضد أهلنا وأحبابنا وأشقائنا ، من الجرائم والفظائع ، ما يهتز له عرش الله ( وحادثة اغتيال الشيخ الشهيد أحمد ياسين بمثل تلك الوحشية والبربرية ، ثم استخدام المجرمين الأمريكان لحق النقض الفيتو لمنع إدانة الكيان الصهيوني في مجلس الأمن آخر الشواهد على ذلك ، وبالتأكيد لن تكون الأخيرة ) دون أن تهتز شعرة في شواربهم المنتوفة .!!!
السبيل ، على أولئك ( الزعماء ) الذين سلّطتهم الصهيونية على رقاب أمتنا المنكوبة بهم ، فأباحوا لأنفسهم كل شيء ، إلا دعم الجهاد والمجاهدين ، ومناصرة قضايا الأمة ، وإخراج المحتلين من أرضنا السليبة …
لقد صدق الله القائل : بسم الله الرحمن الرحيم (( ولمن انتصر بعد ظلمه ، فأولئك ما عليهم من سبيل ، إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ، ويبغون في الأرض بغير الحق ، أولئك لهم عذاب أليم )) .
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، القائل : (( لقد أدرك الناسُ من كلام النبوّة الأول ، قول من قال :
إذا لم تستح ، فاصنع ما شئت .!!! )) صدق رسول الله .