أنت وسقوط الثلج
زينب بابان
السويد- كاسكرونا
كلما رأيت الثلج يتساقط في غربتي الموحشة لاحت في القلب غصة ...
أبحث عنك كطفلة صغيرة افتقدت الى حنان أبيها ...
أقف لساعات على شرفة البيت .. أترقب سقوط الثلج وأناجيه عله يذخب لحبيبي ويخبره بما اعاني ...
هذه القطرة كانت تمرح وتتراقص في المحيط للسماء.....
وغازلتها الشمس باشعتها لتحلق في أعالي السحب .. لتتحول الى ثلج لأجدها هنا أمام ناظري ...موقنة ان مصيرها ترحل لتعطي وتنتهي لتعود ....
عندما يسقط الثلج أستنشق دفئك .. وأفتح نوافذ روحي ..
أترك العنان لمخيلتي .. أشعر أن الثلج ببياضه يغسلنا من زيف الحياة ولذلك أشتاق أليك أكثر عند هطول المطر وسقوط الثلج ..
أشعر أن كل قطغة ثلج تتكلم عن صدقك وطيبة قلبك ..
بل أتامل وجه الشبه بينك وبين حبة الثلج .. فهي نقية بنقاء روحك ... وحنونة مثلك ... عجيب أمرك !!
كلما رأيت شيئا جميلا وجدته يشبهك .. وأخذ من طباعك صفة .. علاقتي مع الثلج قديمة .. فهي معك قصيدة فرح لاتنتهي ...
ولحن الموسيقى التي تقربني أليك أكثر .. يصبح الكون دنيا من الفرح ..
وبينما انا بعيدة عنك يؤرقني الثلج ويحاصرني بسقوط حباته يشعرني بالوحدة لانك بعيد عني ...
تسألني حباته عن غيابك ... وكلما شعرت بالبرد حضنت ذكرياتي معك وأستنشقت عبيرك .. وضممت بهدوء نبرات صوتك في مسمعي وكلما تتلعثم ويخونك التعبير تقول لي شلون الصحة التي تؤرقك بمتاعبها ...
كلما عرفنا الأشياء الصادقة في حياتنا تزداد جمالا وبهاءا وتجعلنا أكثر تفائلا .. بنقاشاتنا معا نرسم مفاهيم جديدة لهذه الحياة ...
كم أنت رائع عند سقوط الثلج .. وأتذكرك عند سقوط حباته وأكتشفت أنني كنت أجهل أشياء كثيرة عنك ....
أنت والثلج تتشابهان
هو يرحل من مكان الى مكان ليسعد الناس
ويلقي بنفسه ليسعد الارض ولتنمو الحياة
وأنت بحديثك اليومي معي تزرع الفرح بروحي
وتغسل كل الاحزان من حولي بلمسة حنانك