جائزة الوزير
سيمون عيلوطي
*يعتبر الإنسان في الدول الديمقراطية أغلى ما يملك الوطن، وقد سُنَّت قوانين، وقامت جمعيَّّّّّات ومؤسسات تعمل من أجل رفاهيَّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّة الإنسان وعيشه بكرامة محمية من القانون، وبما أن السَّيد غالب مجادلة يشغل منصب وزير للثقافة والفنون والرياضة، في دولة ديمقراطية، بل وتعتبر واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط، فإنه لم يذهب بعيداً عن العمل لما فيه خير الإنسان، فكيف إذا كان هذا الإنسان فناناً وأديباً مبدعاً؟، فرأيناه يرفع عدد الأدباء والفنانين مستحقِّّي ما يسمى جائزة "التفرغ والإبداع" من إثني عشر كاتباً وفناناً إلى عشرين، وقد تفاخر في أكثر من مناسبة بذلك الأمر.
وما دام الإنسان الفنان هو المهم، فقد تعمَّّد أن لا يذكر قيمة الجائزة الماديَّّّّّّة، بعد أن رفع (النسبة البشرية)، ليحصل كل منهم على ثلاثين ألف شيكل بدل سبعين ألفاً كما كان متَّّّّّّّّّبعاً، وأعتقد أن العدد سيرفعه حضرة الوزير- إذا بقي على كرسي الوزارة، ولم يقدم استقالته إحتجاجا على سياسة التمييز التي اكتشفها مؤخراً كما صرَّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّح- أقول: سيرفع العدد في السنة القادمة إلى ستين أو سبعين.. ثم يضاعفه في السنوات التالية حتى يحصل على هذه الجائزة كل من يخط حرفا، أو يرسم شكلا، أو يعزف في عرس، أو يدندن في الحمَّام. وسيادته حريص على أسرار الوزارة، لذلك تعمَّد ألا يعلن أسماء أعضاء لجنة اختيار مستحقِّي الجائزة، ربَّّّما لكثرتهم حيث أنها قُسِّّّّّّّّّّمت على أصناف عديدة من الآداب والفنون، فكل فرع يحتاج إلى لجنة مهنيَّة خاصة، ونحن نعذره على ذلك لانشغاله في رفع مستوى الثقافة العربية في إسرائيل إلى درجة أنه كان يتابع عن كثب- كما أعلن- سيرها رقصة برقصة، ومعزوفة بمعزوفة، وقصيدة بقصيدة خلال تواجده في أوليمبيادا بكين، ومن شدَّة حرصه وغيرته على ميزانيَّة الدَّولة فقد ألغى حفلة العشاء التي كانت تقام احتفاء بالحاصلين على الجائزة، وقام أيضا بخفض الإعلانات في الصحف والمواقع الإلكترونيَّّة كما كان في السابق.. كما قلَّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّص الدَّعوات باعتبار أن كل هذا ليس مهماً ما دام قد رفع من عدد الفنانين والأدباء الذين حصلوا على جائزته التي تململ الشاعر الكبير محمود درويش في مرقده في قصر الثقافة برام الله رافضا اطلاق اسم "هكذا جائزة" على اسمه، فما كان من جانب سعادة الوزير إلا أن أطلق اسمه هو عليها- كيف لا: وهو الذي يأخذ لنفسه ما يرفضه الغير، ألم يقبل أن يلبس وزيرا في حكومة رفض" بينيس" هذا المنصب لان العنصري ليبرمان أحد أركانها؟، ومن يومها وهو يهدس كيف سيحقق سعادة الإنسان خاصة كون هذا الإنسان أديباًا وفناناً، لذا فقد علمنا من مصادر موثوقة أن موعد تقديم الجائزة- جائزة مجادلة القادمة- سيكون في بداية عام 2009، وما السرعة في تقريب موعدها إلا ذلك الهم الذي لازمة في رفع مكانة الإنسان الفنان.
ألم أقل لكم منذ البداية إن الإنسان أهم ما يملك الوطن؟؟!!.