أيها المدوِّنون .. حدثوني عن دمشق
أيها المدوِّنون .. حدثوني عن دمشق ..؟!
أروى عبد العزيز
كاتبة سورية .. مغتربة
.. كتبت في " الأسبوع الدمشقي " .. الذي أقامه المدونون السوريون على الإنترنت ..
أروى عبد العزيز .. كاتبة سورية _ مغتربة
.. نعم .. أيها المدونون الدِّمشقيُون .. حدثوني عن دمشق ..
عن مآذنها الشامخات .. عن ” الجامعِ الأموي ” .. الذي لم أصلي فيه يوماً ..؟!
حدثوني عن .. حضارتها .. آثارها .. أسواقها .. مساجدها .. أبوابها التاريخية .. فأنا أحلمُ أن أدخل يوماً من إحداها..
حدثوني .. عن حاراتها القديمة .. ليتني أستطيعُ أن أتمشَّى فيها .. ولعلني أقيم ولو ليوم واحد في بيوتها القديمة ..
حدثوني عن ” سوق الحميدية ” .. فكلما رأيته على شاشات التلفاز .. تمنيتُ أن أتَجوَّلَ فيه .. وأشتري طربوشاً أحمراً من الباعة والمتجولين ..
وكلما شاهدت ” سورها التاريخي “.. قلت لنفسي .. آهٍ لو أستطيع أن أُلصقَ خدي بحجر ذلك السور ..
عن ” قاسيون ” .. فأنا لم أصعد إليه .. ولم ُأطلَّ على دمشقَ من أعاليه ..
وماذا عن مرقدِ ” صلاح الدين ” الذي منذ فقدناه .. ونحن نشتكي اليُتمَ والألم ..
حدثوني عن بساتينها .. عن أزهارها .. عن غُوطتها ..عن المشمش .. والتفاح .. والبرتقال .. والعنب ..
حدثوني عن خبزها .. كيف هو طعمه .. فأنا لم أذقه أبداً .. ؟!
حدثوني .. وحدثوني ..
ولن أَمِلَّ من سماع أخبارها .. أو رؤية صورها .. حتى تملوا أيها المدونون .. فأنا .. منذ البارحة أبحث كالضائعة ..
بين مدوناتكم ..أبحث عما يروي ظمأي ..
وكيف لي أن أرتوي منها .. وأنا لم أشرب من نهر بردى .. ؟!
لكنني ثَملتُ غربة .. وُبعداً .. عن ” دمشق ” .. وأهلها ..
اعذروني .. أيها ” المدونون “.. فانا لا أعرف شيئاً عن ” دمشق”
فلا تبخلوا علي .. وحدثوني ..