لمن تنحني الهامات !!؟
مصطفى العلي
[email protected]
ثمة إخوان لنا في زوايا الحياة المهجورة ألقت بهم تضحياتهم
وصولاتهم في ميادين الجهاد على أسرة المرض وفي زوايا البيوت... قليل من يدري
بمعاناتهم وثقل القعود على أنفسهم بعد أن كانوا قلب الأمة النابض وطليعتها في
النشاط والحيوية والرجولة والشهامة مما أنزلهم المنزل الذين هم فيه ....لهم علينا
دين يطوق أعناقنا يسربلنا بألف واجب تجاههم تجاه ما بذلوه لأجلنا لأجل أن لا يقال
أمة خلت من الرجال....هم الجبال الذين التجأنا خلف شموخها... دروعنا التي تدرعنا
بها..تيجان الشرف ..أكاليل الغار والنصر على ذلنا وعارنا وهواننا هم أحبابنا
الشهداء الأحياء...حلّ بهم ما حل لنخوتهم تقطعت بهم سبل الحركة لإصابتهم في ميادين
الشرف ليبقى في وجوهنا بقية من شرف ... قعدوا لنقوم ..... زجوا بأنفسهم في أتون
الخطر لنبقى ويبقى أطفالنا وأعراضنا آمنين سالمين من أي ضرر....أي جميل لهم علينا
أي معروف لا نستطيع سداده أي ضريبة في أعناق الجميع... أفلا نزورهم؟! نكرمهم ..
نشركهم في صالح دعائنا على الأقل قال عليه الصلاة والسلام :" من أسدى إليكم معروفا
فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له الله حتى تعلموا أنكم قد كافئتموه..."
أراهم هنا في المستشفيات يمضي بهم الوقت ثقيلا حزنا ألا يجدوا
أجسادا سليمة بها يجاهدون وسواهم في ملذاتهم وشؤونهم الشخصية غارقون .....أفلا نبدد
وحشتهم نكون لهم أطرافهم التي خسروها أعينهم التي فقدوها لأجلنا لأجل وطن يضمنا
ونحتمي به لأجل دين هو ديننا عزتنا سياجنا أي حياة لنا بدونه وأي شرف لنا إذا عشنا
بلا دين ولا وطن!؟
.....أما إخواننا الشهداء السابقون إلى الله فقد تولى ربهم
إكرامهم وأما هؤلاء...فلهم علينا هم ومن يكرمهم ويقوم بشأنهم... وقفة إجلال وخشوع
أمام عظمتهم .. جودهم .."والجود بالنفس أقصى غاية الجود" لمثل هؤلاء فلتبذل القربات
ولتنحني الهامات ......