المذياع من ضحايا العولمة

سليمان عبد الله حمد

[email protected]

تجمع عدد كبير من مواطني تلك القرية حول الجهاز الصغير الذي ينقل أحداث انتخابات العام 1986م، والتي أجريت بعد الانتفاضة الشعبية. وقتها لم تكن الفضائيات متاحة للشعب السوداني كما هو الحال الآن الأمر الذي جعل من الراديو الوسيلة الوحيدة الناقلة للحدث عبر الإذاعة القومية وما أن يأتي المذيع ويقول جملة الإذاعة المشهورة (هنا أم درمان) حتى يتحلق الجميع وينصتون إلى الأخبار المهمة. مضى ذلك الزمن بخيره وشره وتبدل الحال وأصبح (الراديو) جهازا مهملا في كثير من المنازل بعد أن تبوأ التلفاز والهواتف المحمولة الصدارة وأصبحت المعلومات متاحة في كسر من الثانية عبر التقنيات الحديثة ففقد المذياع سطوته الأولى وأصبح المسجل الذي كان يعمل بنظام أشرطة الكاسيت لا مكان له من الإعراب.

(1)

وبالرغم من سيطرة التقنيات الحديثة إلا أن (الراديو) لم يفقد بريقه لدى كثير من كبار السن الذين لا يزالون يتمسكون بوجوده كأحد الاحتياجيات الأساسية رغم انخفاض الإقبال على امتلاكها من خلال ما كشفته جولة (أرزاق) ويقول صاحب أحد محلات بيع (الراديوهات) بالسوق العربي إن الفترة الحالية تشهد ضعفاً كبيراً في الإقبال على شراء الراديوهات مقارنة بالفترة السابقة إلا أنه أكد في الوقت ذاته على وجود نوع معين منها لا يزال الإقبال عليه بصورة معقولة وهو من ماركة (إكسبرسس).

(2)

يعمل (إكسبرسس) بنظام الذاكرة والفلاش ويشحن بواسطة الكهرباء ويتراوح سعره مابين (200-190) جنيها ويصنع بالصين موضحا أنه من أكثر الأنواع استخداما في الولايات وخاصة تلك التي تفتقر لوجود خدمات كهرباء أو إرسال للاذاعات الفضائية لجهة أن الراديو يعد وسيلة الاتصال الوحيدة المتاحة التي يمكن أن تربط مواطني تلك المناطق بالعالم الخارجي ومعرفة الاحداث المهمة التي تقع بين الفينة والأخرى بالدولة ويكشف عن وجود نوع آخر يطلق عليه (ميوزيك بلاوار) وهو أيضا صيني المنشأ ويعمل بسماعة واحدة ويصل سعره إلى (75) جنيها وعلاوة على ذلك يوجد نوع آخر يعرف بماركة (الباي سنك) ويعتبر من أهم وأكبر وأجود أنواع الراديوهات نسبة لصناعته الماليزية ويكثر استخدامه في (الكافتريات، والحفلات الصغيره، مثل أعياد الميلاد والركشات) ويبلغ سعره حوالي (220) جنيها أما (شوناسي) فيعمل على التشغيل بواسطة الذاكره والتسجيل ويمكن شحنه بالكهرباء بالإضافة إلى أنه يتميز بوجود مساحة داخله لتشغيل الكاسيت وهناك نوع آخر يصل سعره لـ(240) جنيها، وقال إن العائد من هذه التجارة ضعيف للغاية ولا يكفي للاحتياجاته اليومية.