خواطر من الكون المجاور الخاطرة 57 .. مثلث الشيطان
في عام 1954 حصلت حادثة إختفاء سرب يتألف من خمس طائرات حربية يحمل رقم 19 ، وكان قد إنطلق من قاعدة لوديريل بولاية فلوريدا اﻷمريكية في مهمة تدريبية ، وقبل إختفائه أرسل قائد السرب إلى القاعدة الجوية التي كانت بإنتظاره هذه الرسالة " نحن بحاجة لمساعدة ، يبدو أننا خارج خط السير تماما ، ... ،
البوصلة لا تشير بشكل صحيح ، لا أستطيع تحديد المكان ، كل شيء غريب ومشوش ، لا أستطيع تحديد اﻹتجاهات. ... ثم إنقطع اﻹتصال ومنذ ذلك الوقت لا يعلم أحد شيئا عن طائرات هذا السرب.
هذه الحادثة أثارت شهية أولئك المؤلفين الذين يبحثون عن أخبار أو أحداث لها طبيعة غامضة ليخلقوا منها ألغاز تجذب القراء لقراءة مؤلفاتهم بهدف الربح المادي والشهرة ، وفي نفس السنوات التي ظهرت فيها خرافة ( سكان الفضاء ) ، ومع حادثة إختفاء السرب 19 ظهرت خرافة جديدة إسمها (مثلث برمودا ).فراحت الصحف والمجلات والتلفزيون والسينما تتحدث عن هذه الظاهرة كأحد غرائب الطبيعة. ... مئات القوارب تغرق بشكل غامض في هذا المثلث المائي العجيب..... سفن ضخمة تختفي خلال دقائق. ...طائرات حربية. ... طائرات مدنية ضخمة بمجرد دخولها في مجال هذا المثلث يحدث خلل في محركاتها فتضطرب أجهزة القياس فيها فتتحرك بشكل عشوائي.، ثم تختفي دون أن تترك أي أثر .....
ومع مرور الزمن أصبحت خرافة ( مثلث برمودا )، موضوع هام جدا للصحف والمجلات والروايات واﻷفلام السينما واﻷفلام الوثائقية ، فاﻹنسان بطبيعة تكوينه يحب الغموض والغاز ، ومثل هذه المواضيع تعتبر مشوقة وتثير فضوله ودهشته ، فراحت وسائل اﻹعلام تستخدم العقول العلمية واللا علمية لمحاولة حل لغز هذا المثلث المائي الغامض ،لتنشر بعض اﻷشياء في صحفها أو شاشاتها التلفزيونية لتساعد على جذب أكبر عدد من القراء والمشاهدين لتحقق الشهرة والأرباح المادية ، فظهرت التفسيرات المختلفة لحل لغز هذه الخرافة التي سماها البعض مثلث الشيطان أو مثلث الرعب.
بعضهم حاول تفسير هذه الظاهرة بخرافة أكبر منها وهي أن في هذه المنطقة التي تسمى مثلث برمودا يوجد قاعدة لمخلوقات فضائية لا تسمح ﻷي شيء يقترب منها......بعضهم فسرها بخرافة أخرى وهي وجود فجوة زمنية مشابهة للثقب اﻷسود الكونية ، لذلك كل شيء يقترب منها يختفي ﻷنه يذهب إلى زمن آخر. ..... البعض اﻵخر فسرها بطريقة أكثر سذاجة وذلك إعتمادا على نظرية قارة اﻷطلانطيس ، والتي تقول بأنه قبل 12 ألف عاما كانت هناك حضارة ذات تطور عالي جدا في التكنولوجيا تدعى حضارة اﻷطلانتيك، ولكنها غرقت بسبب كارثة طبيعية قوية جدا دمرت مدنهم ولكن بفضل تقدمهم التكنولوجي المتطور جدا إستطاعوا أن ينجوا وهم اﻵن يعيشون في أعماق منطقة مثلث برمودا. وهؤلاء اﻷطلنطيون هم من يقومون بخطف السفن والطائرات التي تمر في تلك المنطقة.
ولكن ما يحدث حقيقة في منطقة مثلث برمودا هي أشياء طبيعية تحدث في مناطق عديدة من العالم ، فهذه المنطقة تعتبر من أعمق مناطق المحيط اﻷطلسي ، ومن الطبيعي أن تكون أحوال الطقس فيها أقسى من المناطق اﻷخرى ولكن ومع ذلك فعدد الحوادث التي تحصل في هذه المنطقة لا يزيد عن عدد الحوادث التي تحصل في بقية المناطق في محيطات العالم ، ومن يقرأ عدد الحوادث التي ذكرها المؤلفون التي حصلت في المثلث سيظن أن عددها فعلا كبير جدا ولكن هذا ليس صحيحا ﻷن الكثير من هذه اﻷحداث المذكورة ليس لها علاقة بأحداث مثلث برمودا ﻷنها قد حصلت في أماكن أخرى بعيدة عن المثلث ، وكثير من اﻷحداث التي حصلت في هذه المنطقة يعود ﻷخطاء بشرية بسبب عدم وجود الخبرة الكافية في عبور مثل هذه المناطق والتي تعاني من عوامل جوية أقسى بقليل من المناطق العادية.
فمثلا قائد السرب 19 الذي إختفى مع طائراته الخمس لم يكن لديه الخبرة الكافية للقيام بتلك المهمة فعندما وجد نفسه خارج خط المسير بسبب شدة الرياح التي كانت في المنطقة أصابه نوع من الإضطراب في التفكير فظن أن البوصلة لا تعمل ، فبدلا من ان يذهب بإتجاه اليابسة تابع ذهابه نحو المحيط وعندما إنتهى الوقود في الطائرات سقطت في الماء.
هناك تفسير طبيعي آخر ﻷسباب حوادث إختفاء السفن ، وهو وجود كميات كبيرة من هيدرات الميتان ،هذه موجودة على شكل كتل في أعماق بعض مناطق المحيطات والتي لسبب من اﻷسباب في بعض اﻷحيان يتحول جزء منها إلى غازات تصعد إلى سطح المياه ، حيث فقاعات الميتان عند وجودها بغزارة في الماء تؤدي إلى تقليل كثافته فتقل إمكانية المياه في حمل السفن لتطفوا على سطحها فتغرق خلال دقائق قليلة. وهذه الظاهرة تحدث في مناطق أخرى من محيطات العالم.
منطقة مثلث برمودا هي منطقة مثل بقية المناطق ولو كانت تلك المنطقة كما يصفها أولئك المؤلفون الذين يكتبون عن مثلث برمودا لكانت جزر هذه المنطقة قد أصبحت خالية من السكان ولن يجرؤ أحد في عبور المنطقة سواء بحريا أو جويا ولكن في الواقع أن سكان جزر تلك المنطقة يعيشون بشكل طبيعي والسياحة فيها تسير على أحسن مايرام والخطوط البحرية والجوية تعمل أيضا بشكل طبيعي دون أن يحدث أي شيء غامض كما يذكره المؤلفون عن هذه المنطقة والتي سموها ( مثلث الشيطان ) .
ولكن يبدو أن البعض لا يزال يريد أن تبقى خرافة ( مثلث برمودا ) حية في عقول الناس ، ففي الفترة اﻷخيرة ظهرت تفسيرات جديدة تحاول أن تعطي المنطقة أهمية أكبر من قبل ، حيث في عام 1991 ذهبت مجلة Weekly World News ونشرت خبر بعنوان ( العثور على أهرامات في قاع مثلث الشيطان ، هياكل غامضة تحير العلماء ). حيث ذكرت أن عالمين أثناء مسح منطقة مثلث برمودا باستخدام موجات السونار إكتشفا هرمين ضخمين من الكريستال على عمق 2000 متر تحت سطح البحر ، وأنهما أكبر من هرم خوفو بثلاث مرات، وأنه ربما هذين الأهرامين هما سبب ما يحدث من أشياء غريبة في هذه المنطقة.
هذا الخبر الذي وجب أن يهز اﻷوساط العلمية ويقلب الكثير من مفاهيم نظريات تطور اﻹنسان والحضارات رأسأ على عقب ، لم يتكلم عنه أحد سوى تلك المجلات والصحف التي تبحث عن أي شيء مهما كان وبدون التأكد من صحة المصدر فقط لتجذب أكبر عدد من القراء. فمرت اﻷعوام ورغم محاولة الكثير من الغواصات إكتشاف ما في أعماق منطقة مثلث برمودا ، ولكن لم يرى أحد أي هرم من تلك اﻹهرامات الكريستالية التي ذكرتها تلك المجلة.
من يريد المزيد من المعلومات عن موضوع مثلث برمودا يمكنه العودة إلى اﻹنترنت ، ولكن هنا ذكرت ملخص عام عن الموضوع ليسهل فهم الموضوع اﻷصلي للمقالة.
هناك مثلث آخر يدعى مثلث التنين ويقع في المحيط الهادي بالقرب من سواحل شواطئ اليابان ، هذه المنطقة تعتبر أخطر منطقة في العالم. وتعود شهرته في المنطقة إلى قبل 3000 عام وتم ذكره في الأساطير القديمة ، حيث إحداها ذكرت أن في أعماق مياه تلك المنطقة يوجد تنين يخرج عندما يرى سفينة تمر من هناك فيأخذها ويهبط بها إلى القاع. لذلك تسمى تلك المنطقة ببحر الشيطان.
والجدير بالذكر أنه عندما أرادت الحكومة اليابانية حل لغز هذه المنطقة ، وقامت بتمويل مشروع ضخم من أجل هذا الهدف ، حيث تم تجهيز باخرة ضخمة بأفضل المعدات وبأحدث تكنولوجيا اﻹتصالات والبحث والدراسة ، وبوجود 100 عالم بإختصاصات مختلفة على ظهرها لدراسة ما يحدث في تلك المنطقة ، ولكن ومع ذلك عندما عبرت هذه السفينة في منطقة مثلث التنين إختفت السفينة دون أن تترك أي أثر، وعندها توقفت اﻷبحاث ، وأصدرت الحكومة اليابانية إعتراف رسمي ونشرته في دول العالم لتبتعد عنه خطوط الملاحة بسبب شدة خطورة المنطقة ، وظل موضوع هذه المنطقة لغزا لم يستطع أحد حله حتى اﻵن.
من يقارن بين ما حصل من حوادث بين مثلث التنين ومثلث برمودا ، يجد أنه لا مجال للمقارنة بين الطرفين ،فخطورة مثلث التنين تعادل أضعاف خطورة مثلث برمودا، ولكن مثلث برمودا أخذ شهرة واسعة بسبب كونه على سواحل أمريكا ومن المعروف أن أخبار وروايات الولايات الأمريكية تنتشر في بلدان العالم بمعدل أكبر بكثير عن أخبار اليابان.
وما يهمنا هنا هو هذا السؤال : لماذا هذه المنطقة التي تعتبر أخطر منطقة في العالم توجد في ذلك المكان ، وكأن هذا البحر الذي يسمى بحر الشيطان يحاول أن يفصل بين أقصى آسيا ( الشرق ) وأقصى الغرب ( أمريكا ) ، وكأنه حاجز يمنع وصول سكان تلك المنطقة إلى الطرف اﻵخر.
تصوروا لو أن بدل كريستوف كولمبوس ، شخص آخر من الصين أو اليابان ، إستطاع اﻹبحار والوصول إلى شواطئ قارة أمريكا ، تصوروا لو أن القارة اﻷمريكية اﻵن بدلا من أن يكونوا معظمهم من أصول أوروبية ( إسبان، إنكليز ،.... ) كانوا من أصول آسيوية ( صين ، يابان ، فيلبين... ) عندها لكان حدث خلل كبير في تكوين اﻹنسانية سواء كان خلل فكري أو خلل عرقي.
فوصول اﻷوربيون إلى أمريكا جعلت اﻷمور تظل كما هي شعوب الشرق في الشرق وشعوب الغرب في الغرب ، فالنسبة العظمى من سكان القارتين اﻷمريكتين اليوم هم من أفريقيا وأوربا وكلاهما من المناطق الغربية ، وكأن شعوب أمريكا ظلوا تابعين إلى موطنهم اﻷصلي أوربا وأفريقيا ، وحسب نظريات إنفصال اليابسة وتطور القارات ،نجد أن أمريكا الشمالية كانت ملتصقة بأوربا أما أمريكا الجنوبية فكانت ملتصقة بأفريقيا.
إن وجود مثلث التنين في منطقة سواحل شرق آسيا ساعد على حدوث نوع من التجانس الفكري والعرقي في مناطق الكرة اﻷرضية، فضوء النهار في الفجر يظهر في شرق آسيا ( الصين واليابان... ) وينتقل بالتدريج إلى الهند ثم إلى دول آسيا الوسطى ، وبعدها ينتقل إلى أوربا وأفريقيا ثم في النهاية يصل الضوء إلى القارتين اﻷمريكتين.فالقارة اﻷمريكية اليوم هي أقصى الغرب ، أما لو كان الصينيون هم الذين إكتشفوا أمريكا عندها ستكون بالنسبة لهم وللعالم هي أقصى الشرق. ولحدث عندها نوع من العشوائية في التوزع النمط الفكري لﻹنسانية.
إذا تمعنا جيدا في طبيعة ونوعية الحضارات القديمة في القارتين اﻷمريكتين ، سنجد أن هذه الحضارات كانت غنية كفكر مادي ولكنها فقيرة كفكر روحي ، وتكاد أن تكون تقريبا تحت سيطرة روح السوء بسبب شدة إنحطاط المستوى الروحي فيها ،وربما لهذا السبب فصلها الله عن بقية مناطق العالم. أما في منطقة الشرق اﻷقصى ، أي في الصين واليابان فنجد اﻷمر مخالف تماما لما هو عليه في أمريكا ، فمن يتمعن في الحضارات القديمة لهذه الشعوب سيجد أنها كانت حضارات ذات مستوى روحي عالي جدا ولكنها في العلوم المادية فكان مستواها فقير نسبيا. فبشكل عام يوجد تجانس فكري وحضاري في طبيعة ونوعية المعتقدات والمعلومات العلمية ، حسب توزعها عالميا ، فبالنسبة ﻷوربا نجد أنها كانت ذات مستوى عالي في العلوم المادية ،ولكن في الشعور الروحي كانت فقيرة ، أما في آسيا فكان اﻷمر معاكس تماما ، وما حصل هو أن العلوم الروحية تطورت في آسيا ووصلت إلى آسيا الوسطى بشكلها السليم ، لذلك ولدت فيها الديانات السماوية الثلاث ، وبنفس الوقت العلوم المادية في أوربا تطورت ووصلت إلى شكلها السليم في منطقة أوربا الشرقية ( اليونان، إيطاليا ) وهو مكان إتحاد القسم الشرقي مع القسم الغربي من شعوب العالم.
لذلك وجب على اﻷوربييين أن يكونوا هم الذين سيذهبون لإستيطان القارة اﻷمريكية لتصحيح مبدأ تفكير أفراد الشعوب اﻷصلية التي تعيش في القارة اﻷمريكية ، ولتصبح هذه الشعوب شيء مكمل للفكر الغربي.
من يتمعن جيدا في طبيعة ونوعية فكرة بناء الإهرامات المصرية ويقارنها مع نوعية فكرة بناء اﻹهرامات في المكسيك ، سيجد إختلاف جذري بين الطرفين ، فبشكل رمزي الإهرم المصري يعتبر رمز للموشور، الذي تدخل به ألوان طيف الضوء المختلفة لتتحد مع بعضها وتخرج من الطرف اﻵخر كنور أبيض، أما إهرام المكسيك فهو ذلك الذي يدخل بها الضوء اﻷبيض فيحلله إلى ألوانه العديدة ، لذلك الهرم المصري يعتبر سلما لصعود الروح إلى السماء ، بينما الهرم المكسيكي فيعتبر سلما للنزول إلى العالم السفلي ، وليس من الصدفة أن قرابين كهنة الشعوب اﻷمريكية كانت عبارة عن ضحايا بشرية وغالبا ما كانت فتيات عذراوات.
لتوضيح فكرة إختلاف نوعية الهرم المصري عن الهرم المكسيكي، يتطلب شرح دور إبراهيم ويوسف عليهما الصلاة والسلام في مصر، ولكن المنطق المادي في دراسة الحضارة المصرية وكذلك في دراسة الكتب المقدسة ، لم يستطع تفسير حقيقة تلك القصص الدينية ، لذلك بقيت الحضارة المصرية عبارة عن مجموعة من الأحداث العشوائية لا تحمل معنى واضح يمكن به فهم حقيقة التطور الفكري للإنسانية بشكله العالمي. ولكن هنا كل الذي نستطيع ذكره بشكل مختصر لمتابع موضوع المقالة ، هو أن الله أرسل إبراهيم ( كرمز لآدم أبو الشعوب) إلى أفريقيا ليواجه روح الشيطان المتمثلة بشكل خريطة أفريقيا والتي تشبه رأس رجل له قرن كما هو في الشيطان ( الصورة ). ولكن إبراهيم عليه الصلاة والسلام لم يستطع ذلك ، فسقط تحت سيطرة حاكم البلاد وأخذ منه زوجته سارة لتكون هي اﻷخرى من حريمه ( كرمز لخيانة حواء )، ولكن الله ساعد إبراهيم في التحرر من سيطرة حاكم البلاد حيث أرسل المرض عليه ، فإضطر الحاكم أن يعيد سارة إلى زوجها إبراهيم ليخرج هو وقومه من مصر ( كرمز لتحرر من الشيطان ).
بعد فشل إبراهيم عليه السلام في اﻹنتصار على روح الشيطان في أفريقيا ، أرسل الله من بعده النبي يوسف بن يعقوب عليهما الصلاة والسلام ،ليواجه روح الشيطان ، وبفضل عفته وحبه للسلام إستطاع يوسف الانتصار على روح الشيطان وأن يصبح هو الحاكم الحقيقي وأصبحت أمور الدولة بأكملها ومصير الشعب في يده كرمز لإنتصار أبن آدم على روح الشيطان . لذلك فالحضارة المصرية تعتبر رمزا ليوسف إبن راحيل كرمز لحواء الذي عندما أنجبته أمه راحيل قالت ( لقد نزع االله العار عني ) أي أن روح حواء قد إستطاعت تصحيح خطيئتها. لذلك كانت الحضارة المصرية هي منبع المبادئ اﻷولى للعلوم الروحية والمادية ، لتكون بمثابة أم الحضارات التي ظهرت في تاريخ اﻹنسانية .
الشعوب اﻷوربية بعد دخول أوربا عصر النهضة ، ذهبت إلى القارة اﻷمريكية لنفس السبب الذي دفع إبراهيم ويوسف للذهاب إلى أفريقيا ، فأفريقيا هي رمز للشيطان ، أما أمريكا فهي رمز ﻹبن الشيطان والذي يدعى في اليهودية بعلزبول وفي اﻹسلام أعور الدجال ، وفي المسيحية رمزه الرقم 666 حيث شكل هذا الرقم يعبر عن شكل الحشرة(الصورة ) ، لذلك نجد أن شكل القارة اﻷمريكية له أيضا شكل الحشرة حيث امريكا الجنوبية تمثل الذنب والقسم العلوي ( الولايات اﻷمريكية وكندا ) تمثل الصدر والرأس ، أما جزيرة جرينلاند فتمثل الجناح ( الصورة).
وكان دور اﻷوربيون الذين ذهبوا إلى أمريكا هو اﻹنتصار على روح السوء في هذه القارة. وربما في البداية كانوا على وشك أن يستطيعوا اﻹنتصار ، ولكن من ينظر اليوم إلى ما يحدث ، سنجد أن القيم والمبادئ السامية تسير من السيء إلى اﻷسوأ من جميع النواحي ، ويكفي أن نقول بأن الجريمة وصلت إلى عالم اﻷطفال ، والمخدرات والإباحة الجنسية تسيطر على عالم الشباب هناك بشكل لا يصدق ، وبدلا من أن يخرج النور من هذه المنطقة كنتيجة لإنتصار اﻹ نسان على إبن الشيطان نجد خروج قنابل ذرية أدت إلى مقتل مئات اﻵلاف من الضحايا في هيروشيما وناكازاكي. وأمريكا التي كانت من أشد أعداء الماركسية ، اليوم نجد نسبة العلماء الملحدين فيها تعادل أضعاف أولئك الذين يؤمنون بوجود الله.
ليس من الصدفة أن ما يحدث اليوم من تدهور روحي ومادي على جميع النواحي في معظم مناطق العالم يسير من السيء إلى اﻷسوأ، فخسارة شعوب أوربا التي هاجرت إلى أمريكا أمام روح السوء هناك ، اليوم تدفع ثمنها جميع شعوب العالم ، ﻷن الخطأ لم يكن فقط خطأ أمريكا وحدها ولكن الخطأ كان خطأ اﻹنسانية بأكملها، فاليابان هي التي دفعت أمريكا لﻹشتراك في الحرب العالمية الثانية ، فتحولت أمريكا من دولة تسعى في تطوير علومها من أجل الخدمة اﻹنسانية إلى دولة تتسابق في تطوير اﻷسلحة الفتاكة ، وكانت نتيجتها إختراع القنبلة الذرية ، هذا اﻹختراع الذي جعل جميع حكومات الدول العظمى في موضع قلق عام، بحيث شل تفكريها السلمي وجعلها تفكر في إتجاه آخر لا يحقق سوى العنف والوحشية في التكوين الإجتماعي للبلاد.
النبي يوسف إنتصر على روح الشيطان في أفريقيا فظهرت أم الحضارات في مصر وإنتشرت من هناك إلى بقاع العالم ، اليوم اﻹنسانية تعاني من نتيجة خسارتها في معركتها مع إبن الشيطان ، لذلك إختفت جميع محاسن الحضارات وبقيت منها فقط قسمها المادي ، الذي لا يساعد اﻹنسانية إلا في مجال واحد وهو الهبوط إلى العالم السفلي ، ذلك العالم الذي كانت تعيش به اﻹنسانية قبل ظهور الحضارات،
ولكن الله موجود وسنته في الخلق ستبقى تسير في طريقها الذي وضعها هو لها ، ولو كره الكافرون.
وسوم: 640