بطولة
قد تضعف بصيرتك فتتعثر وتقع، وقد يخدعك السراب فتهوي جانبًا.. أيًا كانت الأسباب، وكيفما كانت الظروف قد ينتهي بك المطاف للوقوع يومًا في مستنقعٍ قذِر.
في غياهب المستنقع ستكتشف عالم آخر مختلف كل الاختلاف عن العالم النقي الذي اعتدت العيش فيه.. ولسوف تشهد بين أركانه العَجب العُجاب.
هو عالمٌ مُوحشٍ كئيب، تتوه فيه القيم، ويتلاشى فيه الصدق، وتتوارى فيه الفضيلة.. هو عالمٌ أجوفٌ خادع، ذو محبةٍ مُصطنعة، وصداقة مُزيفة، وتآلف بغيض.. عالمٌ تحكمه المنعفة الشخصية وتصوغ معانيه الرديئة..!
استجمع كل ما أعطاك الله من قوة، وبثّ فيك من عزيمة، وسارع بالخروج من بؤرة العفن تلك، قبل أن تلتصق بك الطفيليات التي تستوطنه.. المعركة ستكون شرسة بينك وبينهم، وكلما طال مكوثك انغرستْ أقدامك أكثر في قاعه القذر، فتلك الكائنات المُقززة ستحاول جاهدةً الظفر بك.. إنهم مُتعطشون لإغراق العالم بأسره في ظلمة الجهل حتى يكونوا سواء.
من كُتب له النجاة ونجح بالخروج من المستنقع هو بطلٌ حقيقي يستحق الثناء والتكريم.. لكن خروجه بصورة نقية نظيفة هو أمرٌ شبه مُستحيل، لذا فليُسارع إلى عملية التطهير والتعقيم من العوالق التي التصقت به وليحذر من السقوط ثانية.. فلربما تكون تلك سقطةً مُهلكة.
وسوم: 641