خواطر من الكون المجاور الخاطرة 58 ..اﻹنسجام و العشوائية
12تشرين22015
ز.سانا
قبل عام واحد تقريبا وبالتحديد في 26/ 10/ 2014 تناقلت معظم وسائل اﻹعلام خبرا مفاده أن ( العالم الفيزيائي ستيفن هوكينغ ينضم إلى " صفحة الفيس بوك " ويحصد مليون إعجاب في أقل من 10 ساعات). عندما قرأت هذا الخبر تذكرت ما شعرت به عما قاله هذا العالم الفيزيائي قبل أشهر عن الأزمة السورية وتم نشره في جميع وسائل اﻹعلام في 17 / 2 / 2014 حيث أعلن عن غضبه إتجاه وقوف العالم متفرجا أمام الموت والدمار الذي تعيشه سوريا ،
مذكرا أن النزعة العدوانية متأصلة منذ ما قبل التاريخ تدعمها اليوم التكنولوجيا وكذلك إن إختفاء العدالة في إطارها الكوني سيؤدي إلى إختفاء الجنس البشري قريبا. في ذلك الوقت عند قراءتي لكلمات هذا العالم الذي يلقبونه بالفيلسوف والعالم الكوني وبخليفة آنشتاين وكذلك بأذكى رجل في العالم على قيد الحياة ،شعرت وكأني أرى مشهد قاتل لا يسير في جنازة قتيله فحسب بل و يصرخ أيضا بغضب وبصوت عال أمام الناس ضد القاتل! وأنا متأكد تماما بأننا إذا ما سألناه فيما إذا كان هو أيضا قد ساهم بما يحصل في دمار سوريا والعالم فإنه سيفتح عينيه مندهشا ومستنكرا ومعبرا من خلال جهازه الإلكتروني قائلا : أنا !!! هل أنتم مجانين؟! ما علاقتي أنا في مثل هذه الجرائم الوحشية؟! فللأسف المنطق المادي البحت الذي يستخدمه العالم ستيفن في تفسير الظواهر الكونية سيجعله عاجزا عن ربط ما ذكره اﻷديب الروسي ديستوفسكي على لسان الفيلسوف إيفان في روايته الشهيرة " اﻷخوة كرامزوف" (إذا لم يكن الله موجودا فإن كل القيم واﻷخلاقيات تسقط من نفسها ويصبح كل شيء مباح من أصغر الذنوب إلى أكبر الجرائم ) وما قاله ستيفن هوكينغ في كتبه ومقابلاته التلفزيونية "ولادة الكون وتطوره ليس بحاجة إلى خالق" فحسب رأيه أن قانون اﻹنتروبيا ( حالة اﻹضطراب والفوضى) هي التي تتحكم في تطور الكون وكذلك في حياتنا! إذا ما ترجمنا رأيه هذا إلى معنى روحي سنرى انه يحمل المنطق نفسه الذي حمله كارل ماركس تماما في رأيه عن (صراع المتناقضات) ، فللأسف حتى أذكى شخص في العالم سقط بهذه السهولة في الخدعة الماركسية. مصطلح ( اﻹنتروبيا ) أصله الكلمة اليونانية ( εντροπία ) ومعناها ( تحول ) وهو مصطلح يستخدم في علوم الفيزياء لتفسير التغير الذي يحدث في الحرارة والكثافة ،والضغط وغيرها من الصفات اﻷخرى. وكان أول من إستعمله هو العالم فيزيائي رودولف كلاوسيوس في عام 1865 ، ولشرحه بشكل بسيط نعطي هذا المثال المشهور عن الماء والحبر : إذا وضعنا نقطة حبر في كأس ماء ( الصورة ) فإن نقطة الحبر ستنتشر شيئا فشيء في الماء حتى يصبح المحلول بأكمله له لون واحد في جميع اﻷماكن، فبينما يبدو أن المحلول متجانس ولكن في الحقيقة يكون توزع حبيبات الحبر في الماء بشكل عشوائي وهذا يعني أن إنتروبيا المحلول ( عشوائية توزيع الحبيبات ) قد زادت عما كانت في بداية مزج المحلول ﻷن جزيئات الحبر في البداية كانت تحتل أماكن قليلة في الماء لذلك فعملية فصل حبيبات الحبر عن الماء بعد إنتشاره في كل ماء الكوب أصبحت أصعب ، لذلك عندها تكون إتتروبية المحلول أكبر ،أي كما يعبر عنها بالعبارة ( إختلط الحابل بالنابل ) لذلك فمفهوم اﻹنتروبيا كمصطلح هو التحول نحو حالة أكثر فوضوية والمفكرين بشكل عام يستخدمون هذا المصطلح للتعبير عن عشوائية الحالة العامة. وستيفن هوكينج أيضا في عبارته ( الكون ليس بحاجة إلى خالق ) يقصد بها أن وجود اﻹنتروبيا بمعناها العام ( العشوائية ) هي التي ساهمت في تطور الكون وكل ما فيه منذ ولادته وحتى يومنا هذا ، فحسب رأيه أنه حتى ولادة الحياة كانت أيضا نتيجة اﻹنتروبيا أي ( قانون العشوائية ) . للأسف بعض المفكرين العرب الذين طرحوا آرائهم في مختلف وسائل اﻹعلام والتي بدورها ساهمت في وصول اﻷزمة السورية إلى شكلها الحالي ، نجدهم اليوم يحاولون على منطق ستيفن هوكينغ نفسه تفسير حالة سوريا كما هي اليوم بمعنى أن قانون اﻹنتروبيا في سوريا قد وصل إلى أشد درجاته ، وكما هو معروف عن حالة اﻹنتروبيا بأنها غير قابلة للعودة كما كانت عليه في السابق ، فكما في مثالنا عن نقطة الحبر في الماء ، فمن الصعب جدا إعادة فصل الحبر عن الماء ليعود الماء إلى نقائه كما كان ،وهكذا هي بالنسبة لسوريا ،لذلك فسوريا بالنسبة لهم فهي كدولة لم يعد لها وجود، وأن مصير هذه المنطقة سيكون بشكل مختلف نهائيا عن حالته كما كان في السابق. للأسف كثير من المفكرين والسياسيين اليوم ينظرون إلى أن حل اﻷزمة السورية على أنه أشد صعوبة بكثير من حل اﻷزمة الفلسطينية ، فكما هو معروف عن القضية الفلسطينية ، أن الفلسطينيون عندما خرجوا من ديارهم في نكسة 1948 جميعهم ظنوا بأنهم سيعودون ثانية إلى ديارهم بعد أسابيع أو أشهر قليلة ، فحسب ظنهم بأن العرب سينتصرون بكل تأكيد على اليهود ، فعدد سكان الدول العربية أكثر من 150 مليون ، أما اليهود - في تلك الفترة -لم يكن عددهم يتجاوز اﻷربعة أو الخمسة ملايين ، فهل من المعقول أن ينتصر الخمسة ملايين على المائة والخمسين مليون ؟! وعلى هذا اﻷمل راحوا ينتظرون ذلك اليوم الذي سيعودون به إلى ديارهم ، ومرت منذ ذلك الوقت وحتى اﻵن 67 سنة ووضع الدول العربية يسير من السيء إلى اﻷسوأ، أما وضع إسرائيل فهو بالعكس تماما ،فرغم أن عدد سكانها يعادل فقط ثمانية ملايين فهي أمام العالم قد إنتصرت على 200 مليون عربي ، وهي تفعل ما تريد في المنطقة ولا يهمها شيء ، لا إعتراضات الحكومات العربية ولا إعتراضات اﻷمم المتحدة ولا أي دولة عظمى. فهي من أجل حماية مواطن واحد منها قد تحذف قرية عربية كاملة بأهلها وبيوتها من الوجود. الجميع يظن أن سوريا مثلها مثل فلسطين وكما حدث مع القضية الفلسطينة أيضا سيحدث بسوريا ،وأن القضية السورية ستستمر ليست فقط إلى يوم الدين ولكنها ستختفي من الوجود ﻷنه لن يبقى شعب يحمل إسم الشعب السوري ، ولكن الحقيقة هي أن منطقة سوريا هي رمز روحي يختلف نهائيا عن منطقة فلسطين ، فما حصل بفلسطين لم يكن إلا تنبيه عام للشعوب العربية عما سيحدث في المنطقة ، ولكن للأسف الشعوب العربية كانت فكريا وسياسيا بعيدة عن حقيقة ما يحدث في الواقع ، وإذا شاءت الظروف أن تبقى القضية الفلسطينية بدون حل ، فإن اﻷزمة السورية تختلف نهائيا عن فلسطين ، فسوريا هي رمز عالمي يعبر عن مكان ولادة النور ﻷول مرة على سطح الكرة اﻷرضية ، فهي منطقة ولادة اﻷنبياء ، وهي المنطقة التي وضع فيها الله بذرة السلام لتكون هي اﻷساس الذي ستقوم عليها الحضارات اﻹنسانية عبر مر العصور ، وبقاء هذه المنطقة تحت سيطرة قانون اﻹنتروبيا ( العشوائية ) الذي يقوم بنشر الدمار في كل مكان في هذه المنطقة ، هذا يعني أن هذه المنطقة والتي ولد فيها اﻷنبياء قد خلت من كل شيء له علاقة بروح الله ، وحل محلها كل شيء له علاقة بروح السوء ، وبكلام آخر إن إستمرار اﻷزمة السورية وإختفاء سوريا من الخريطة ، له معنى واحد إنتصار روح السوء ، وهذا ما لا يمكن أن يحدث ﻷن هذه المنطقة هي رمز من رموز وجود الله عز وجل على سطح الكرة اﻷرضية. كما ذكرنا أن بعض المفكرين العرب أو غير العرب ينظرون إلى سوريا اليوم وكأنها في طريق لا رجعة له ، فالجميع يساهم في ترحيل السوريين إلى مختلف أنحاء العالم ولكن لا أحد منهم يساهم بشكل فعلي في حل هذه اﻷزمة السورية ليعود أهلها ثانية إلى ديارهم ، ومن يتمعن في تفاصيل ما يحدث داخل سوريا من صراع بين اﻷطراف المتعددة ، سيظن أن أولئك المفكرون فعلا معهم الحق وأن الوضع فعلا أصبح معقد وعشوائي يعجز عقل اﻹنسان على إيجاد حل معقول يرضي جميع اﻷطراف المتنازعة. ولتوضيح مدى عمق هذه الشرخ الذي يوجد بين اﻷطراف المتنازعة ، سأذكر لكم مثال بسيط على ذلك ، فقبل أيام وقعت عيني على مناقشة عبر صفحة الفيس بوك بين شخصين كل واحد منهما ينتمي لطرف من اﻷطراف المتنازعة في داخل سوريا ، ورغم أنهما أقرباء ، لذلك كان حوارهم في بداية النقاش فيه نوع من اﻹحترام ، ولكن شيئا فشيء وصلت اﻷمور بينهما إلى نقاش حاد لدرجة الشتيمة ، فكل واحد منهما كان يؤمن تماما بصحة موقف الطرف الذي ينتمي إليه ،ويتهم اﻵخر بما يحصل من دمار في سوريا. عندما يظن كل طرف بأنه على حق 100% وأن الطرف اﻵخر على خطأ 100 % فمن المستحيل إيجاد حل يرضي جميع الاطراف. للأسف هذا السلوك العدائي الذي نراه داخل سوريا اليوم هو رمز يعبر تماما عما يحصل في العالم بأجمعه ، فصفة التمسك اﻷعمى بالرأي الشخصي وعدم تقبل آراء اﻵخرين هي أهم صفة من صفات اﻹنسان المعاصر ، فنوعية اﻷفكار واﻵراء التي يدرسها في الكتب المدرسية منذ دخوله المدرسة تجعله يتحول إلى إنسان من هذا النوع لا يرى سوى ما يناسبه هو فقط. هذا الشعور باﻷنا الذي يطغى على جميع اﻹحساسات كان النتيجة الحتمية لسيطرة قانون العشوائية ( اﻹنتروبيا ) على المنهج العلمي الحديث الذي تم إستخدامه في كتابة الكتب المدرسية ، فهناك إنفصال كامل بين كتب العلوم وكتب الدين والتاريخ وكل شيء كل علم يدرس اﻷشياء من وجهة نظره هو دون أن يكون له علاقة بأفكار العلوم اﻷخرى. بحيث دخول اﻹنتروبيا أصبح في كل أنواع النشاطات الفكرية والعلاقات في المجتمع. والذي أدى إلى دفع اﻹنسان منذ طفولته سواء شاء أو أبى إلى إتخاذ هذا النوع من السلوك اﻹجتماعي. ولكن كما ذكرت أعلاه بأن وضع سوريا يختلف عن بقية المناطق في العالم ، ومن يظن أن الوضع في سوريا يؤكد على أنه لا طريق لها للعودة إلى الوراء كما كانت أو بشكل أصح كما أراد الله لها أن تكون ، فإنه يفكر بنفس المنطق الذي فكره ذلك الفلسطيني الذي ظن أن الـ 150 مليون سينتصرون حتما على الخمسة ملايين ، هذه النظرة المادية الفقيرة هي سبب عدم عودته إلى دياره ، ولكن بالنسبة لسوريا فالموضوع يختلف ﻷن سوريا كما ذكرت هي موقع روحي ورمز من رموز وجود الله عز وجل على سطح الكرة اﻷرضية . وبما أن ستيفن هوكينغ تكلم عن قانون ( اﻹنتروبيا ) في تطور الكون ، وكذلك المفكرين العرب تكلموا أيضا عن قانون اﻹنتروبيا في وضع سوريا وتطورها نحو الفناء كدولة ، سأذكر مثال بسيط يوضح تماما بأن قانون اﻹنتروبيا بمعناه الفلسفي ( العشوائية ) الذي يستخدمه ستيفن هوكي نغ والمفكرين الذين تحدثنا عنهم قبل قليل ، ليس له مكان في التطور على اﻹطلاق فهو قد يبدو أنه يسيطر على اﻷمور ولكن لفترة بسيطة فقط ﻷن إتجاه مجرى اﻷحداث هو دوما تحت سيطرة قانون سنة الله عز وجل. تمعنوا جيدا في هذا المثال البسيط : إسم الكوكب الذي نعيش عليه هو ( اﻷرض ) في اللغة العربية ، و ( غي ΓΗ ) باللغة اليونانية ، اللغة العربية هي لغة القرآن ، واللغة اليونانية هي لغة اﻹنجيل ، إنظروا إلى اﻷسمين ( أرض - غي ) جيدا ، هل هناك علاقة بين اﻹسمين؟ علماء الفلك وعلماء اللغة حتى اﻵن لم يتكلموا عن وجود أي علاقة بين اﻹسمين ، وحسب رأيهم أن تسمية هذا الكوكب الذي نعيش عليه قد حدث بالصدفة وبشكل منعزل عن اللغة اﻷخرى ،فهناك إختلاف في اللفظ وعدد اﻷحرف أيضا. ولكن إذا طبقنا مبدأ الفلسفة بمعناه الحقيقي ، والذي يعتمد على المبدأ الذي يقول ( الله يهندس في خلقه ) وأنه لا يوجد إسم وضع بالصدفة ولكن حسب قيمة رقمية تعبر عن مضمونه الروحي ، سنجد بأن تسمية كوكب اﻷرض في اللغتين العربية واليونانية قد حدث نتيجة إتفاق روحي بين الشعبين العربي واليوناني بدون علمهما على إختيار أحرف إسم الكوكب بحيث تكون القيمة الرقمية لكل كلمة لها نفس القيمة . كما يلي : الكوكب اﻷول عطارد يحتاج إلى مدة زمنية تعادل 88 يوم (0.2409سنة أرضية ) ليدور دورة واحدة حول الشمس (سنة عطاردية واحدة ) الكوكب الثاني الزهرة يحتاج إلى مدة زمنية تعادل 225 يوم (0.6152 سنة أرضية ) ليدور مرة واحدة حول الشمس( سنة زهرية واحدة ) إعتمادا على هاتين المدتين تم تسمية كوكب اﻷرض في اللغتين العربية واليونانية ، فكل إسم يتألف من أحرف وكل حرف له رقم ترتيب في اﻷبجدية ، والقيمة الرقمية للكلمة هي مجموع أرقام ترتيب أحرفه. فالقيمة الرقمية لإسم الكوكب باللغة العربية هي : أ (1 ) + ر ( 10 ) + ض (15 ) = 26 أي القيمة الرقمية لكلمة أرض = 26 أما القيمة الرقمية ﻹسم الكوكب باللغة اليونانية فهي: Γ ( 3 ) + Η (7 ) = 10 اللغة العربية إعتمدت عدد سنوات العطاردية في التسمية أما اللغة اليونانية فإعتمدت السنة الزهرية أي : 26 سنة عطاردية = 10 سنة زهرية هذا يعني أن تسمية الكوكب في اللغتين لم تحدث صدفة ولكن بشكل يحقق نفس المدة الزمنية. ولكن وجود هذا النوع من العلاقة بين اﻷسمين حسب منطق ستيفن هوكينغ يعتبر شيء مستحيل ،فحسب منطق تفكيره التطور وظهور اﻷشياء يعتمد على قانون العشوائية ولكن هنا نجد أن تسمية الكوكب قد تمت ضمن إنسجام روحي بين الشعبين العربي واليوناني. والسؤال هنا كيف علم العرب واليونانين عن مدة السنة العطاردية والسنة الزهرية فهذه تعتبر معلومات فلكية حديثة ؟ الجواب على هذا السؤال هو وجود حكمة إلهية تضع كل شيء في تناسق محكم له معنى روحي يساعد اﻹنسان على فهم حقيقة وجوده وفهم مخطط تطوره ليسير باﻹتجاه الصحيح بشكل مستمر. العلماء الذين لا يؤمنون بوجود الله سيرفضون هذه الفكرة وسيعللون بأن توافق اﻷرقام قد حدث بالصدفة. لذلك سنبحث في إسم الكوكب الرابع إذا كان سيحقق العلاقة نفسها بين اللغتين. إسم الكوكب الرابع في اللغة العربية هو ( مريخ ) ومجموع أرقام ترتيب أحرفه هو : م (24 ) + ر (10 ) + ي (28) + خ (7) = 69 أما في اللغة اليونانية فيدعى (ΑΡΗΣ) ومجموع أرقام تراتيب أحرفه هو : Α (1) + Ρ ( 17) + Η (7 ) + Σ (18) = 43 هنا أيصا نجد أن أحرف هذا الكوكب في اللغتين لهما نفس المدة الزمنية حيث 96 سنة زهرية = 43 سنة أرضية هذا يعني أن إسم الكوكب الرابع في اللغتين العربية واليونانية هنا أيضا لم توضع بالصدفة ولكن إعتمادا على السنة الزهرية والسنة اﻷرضية. في المثال الأول وجدنا أن المدة الزمنية للكوكب اﻷول والثاني هي التي حددت إسم الكوكب الثالث الذي يأتي مباشرة بالترتيب ، وفي المثال الثاني وجدنا أن المدة الزمنية للكوكب الثاني والثالث هي التي حددت إسم الكوكب الرابع الذي يأتي بعدهما في الترتيب. وهذا يعني أنه من المستحيل أن تكون تسمية الكوكبين الثالث والرابع في اللغتين العربية واليونانية قد حصل بالصدفة وذلك ﻷن طريقة التسمية حدثت أكثر من مرة وباستخدام نفس المبدأ. هناك 4،5 مليار عام تفصل بين نشوء اﻷرض والمريخ عن ظهور اللغتين العربية واليونانية ورغم ذلك يوجد علاقة محكمة بينهما. علاقة تدل على وجود ترابط مستمر بين اﻷشياء. اليونان ( الحضارة اﻹغريقية ) التي كانت في الماضي رمز العلوم المادية ،اليوم تمر بأزمة إقتصادية مادية جعلتها تصبح رمزا عالميا يضرب به مثل في علوم اﻹقتصاد ، اليونانيين أنفسهم لا يصدقون كيف انه بين ليلة وضحاها إنقلبت أمورهم رأسا على عقب وكأنهم يعيشون كابوس مرعبا ظهر فجأة في حياتهم. ومن الطرف الآخر أقرب دولة عربية لهم والتي هي سوريا والتي كانت في الماضي مهد اﻷنبياء و رمز للعلوم الروحية ، اليوم تعيش هي اﻷخرى أزمة روحية من نوع آخر جعلها تصبح هي اﻷخرى رمزا للحروب والدمار في العالم ، هل هذا صدفة ؟ أم علامة تؤكد على أن اﻹنسانية قد وصلت إلى أسفل السافلين، ليعلم علماء العصر الحديث أن المنهج العلمي الحديث قد أثبت فشله ويجب تصحيحه ، وأن الله موجود وأن سنته في الخلق ستسير كما يريد هو ، هو فقط.
وسوم: 641