"دعوها فإنها مأمورة"
بدأت الثورة دون ترتيب من أحد ... ولا منّة من أحد.. عفوية انبثقت كما تنبثق العين من خاصرة الجبل بعد إذ ضاقت بجلمود الصخر يحبس ماءها عن الظماء ويمنعها من التدفق تنشر في الأرض الري والنماء ...بدأها أطفال درعا ثم كانت "الفزعة" تتوقف تارة تستمر تارة تنزل وديانا سحيقة ثم تصعد جبالا شاهقة بكل إصرار وعزيمة ويخفت صوتها حتى ليقال خمدت ثم لا تلبث أن تدوي كالبركان من جديد.. طريق تكتنفه الأهوال تنتشر فيه المفاوز وتنتصب الجبال ....ويعترضه قطاع الطرق جيء بهم من كل أنحاء المعمورة في أحقر صورة من صور الكيد والنذالة والغدر
يكثر الحديث عن المؤامرات والمطبات والجدران التي تصطدم فيها فيتسرب القنوط إلى من لم يؤتهم الله قوة الإيمان بوعده .
كما أراد لها الله أن تولد من رحم اليأس دون أذن من أحد أو مشورة لا تجد لها مثلا ينطبق عليها إلا ناقة رسول الله يوم الهجرة تنطلق في شوارع يثرب حرّة بعد أن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" دعوها فإنها مأمورة " وستصل لا بد حيث أراد لها الله وحيث أراد لها هذا الشعب المجاهد في بلوغ الهدف الذي انطلقت لأجله أول مرة ولو وقفت في وجهها شياطين الأرض ....
وسوم: العدد 648