كن أنت المظلوم... لا تكن أنت الظالم
لقد حرم الله سبحانه وتعالى الظلم على نفسه وعلى الناس ففي الحديث القدسي فيما رواه رسول الله صلى الله عليه وسلم {يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا}.
فالظلم اخي القارئ لا يقتصر على ظلمنا الآخرين بل هنالك ظلم الشخص لنفسه ايضا والظلم هو الجور ومجاوزة الحد ووضع الشيء في غير موضعه اما بنقصان او زيادة وهو عبارة عن التعدي عن الحق الى الباطل وهو التصرف في ملك الغير.
انه مؤلم جدا حين يقول الناس عنك ما ليس فيك ومؤلم حين يغتصب حقك وحين يؤخذ منك ما ليس لأحد فيه حق.
ايها المظلوم ما اجمل ان تكون مظلوما لا ظالما فلا تحزن ولا تقتل مشاعرك ولا تيأس ولا تحبط من ظلم الاخرين لك ولا تخش الظالم وكفاك ان وعدك الله بالبشرى .
ايها الظالم اما ان لك ان تتوقف وتنتهي لا تتكبر ولا تظن انك على حق ولا تدع قوتك او منصبك او جاهك يحفزونك على ظلم الاخرين فطهر نفسك وسارع الى التوبة والندم وارجع الحقوق الى اهلها وتوسل لهم كي يسامحوك لان الظلم لا يدوم وعاقبة الظالم مخزيه في الدنيا والآخرة واعلم ايها الظالم ان بينك وبين الموت لحظه واتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب فكم من طغاة على مدار التاريخ ظنوا في انفسهم مقدرة على مجاراة الكون في سننه او مصارعته في ثوابته فصنعوا بذلك افخاخهم بأفعالهم وكانت نهايتهم الحتمية هي الدليل الكافي على سوء صنيعهم .
وسوم: العدد 651