التفاح الذي غيّر العالم

د. أحمد محمد كنعان

ثمة مخلوقات جامدة، لكنها بالرغم من جمودها استطاعت أن تغيّر العالم تغييراً جذرياً، حتى لم يعد العالم بعدها كما كان قبلها، ومن هذه المخلوقات التفاح، فقد شهد التاريخ ثلاث تفاحات كان لها أثر لا ينكر في تغيير العالم، منها :

تفاحة آدم : وهي تلك التفاحة التي أكلها آدم عليه السلام فكانت السبب في إخراجه من الجنة وإنزاله إلى الأرض، وكانت تلك التفاحة سبباً مباشراً في بداية التاريخ البشري في هذه الأرض، وتعدّ تلك التفاحة هي التفاحة الأغلى في التاريخ دون منازع ، إذ ما زلنا نحن البشر ندفع ثمنها حتى اليوم ولن نوفيها الثمن حتى آخر الزمان !!!

أما التفاحة الأخرى فهي التفاحة التي سقطت في يوم من الأيام فوق رأس العالم الإنكليزي اسحاق نيوتن (١٦٤٣- ١٧٢٧) فكانت السبب في لفت نظر العلماء إلى قوة "الجاذبية" وقد شكل هذا الكشف فتحاً عظيماً في علم الفلك، فقد عرف العلماء أن الجاذبية المتبادلة بين الأجرام السماوية هي التي تمكن هذه الأجرام من المحافظة على استقرارها في مداراتها المقررة، كما أن فهم العلماء لطبيعة الجاذبية والمعادلات التي تحكمها مكنت العلماء من تسيير المركبات الفضائية عبر الفضاء لمسافات شاسعة جداً دون وقود، وإنما باستخدام قوى جاذبية الأجرام السماوية !!! 

أما التفاحة الثالثة فهي تفاحة العالم الأمريكي الكبير "ستيف جوبز" سوري الأصل، الذي أسس مع صديقه ستيف وزنياك شركة التفاحة ( Apple ) في العام 1976، هذه التفاحة التي أخرجت للنور كلاً من جهاز الماكنتوش (ماك) بأنواعه وثلاثة من الأجهزة المحمولة، هي (آيبود) و(آيفون) و(آي باد)التي جعلت العالم بالفعل قرية صغيرة من خلال التواصل عبر هذه الأجهزة العجيبة، فسبحان الذي خلق التفاح الذي أهدانا كل هذه العطايا، وكم من فواكه في هذا العالم تنتظر العالِم الرباني الذي يجعل هذه الجمادات تنطق وتعبر عما تخفيه من إنجازات علمية كبرى ؟!!

وسوم: العدد 671