حكم خواطر ... وعبر (72)
1 – إذا أردت أن تشجع شخصاً لتحفزّه فلا تبالغ في إطرائه كثيراً، فلربما ظنّ الغبي نفسه عبقرياً، والرعديد بطلاً صنديداً، والجندي قائداً فاتحاً، والهر أسداً وملك الغابة ... وما حولها !.
2 – كثيرون نتحدث معهم، قليلون نصادقهم، أقل منهم نثق بهم، ثم نختار قليلاً من ذاك الأقل، كصفوةٍ لنتعامل معهم في الشدائد والملمات.
3 - الفرق بين الفقير والذليل: فلسفة يختلفون في تفسيرها بين القناعة والضراعة، فيختار البعض الذلّة، ويؤثر البعض القلّة.
4 – لا يستوي الرجال، فشتان بين طرير وطرطور، مع أن كليهما يبدأ بحرف الطاء وينتهي بالراء، كما هو الفرق بين: صوص وصقر من الطيور.
5 – أكثر ما يؤلمك، عندما تمتد يدك لتنقذ مستغيثاً من قاع الخيبة والإخفاق، فيتناسى يدك، ثم يعضها ليتسلق على جسدك إلى جبال أوهامه الحالمة.
6 - عندما يطغى الهوى على قلب ويطفح، يموت صبراً عندما تنقطع عنه أسبابه.
7 - عندما تملأ زجاجة بالرمل يستقر ما ملأته أخيراً على وجهها، فإذا ما قمت بتحريكها وهزها ورجها، ترتبت جزيئاتها وعلت حبيباتها الكبيرة إلى السطح، بينما اختفت الصغيرة في القاع، وكذلك البشر، فلا تحكم على الأمور من أول نظرة.
8 – تجنب الأحمق تنج، وابتعد عن الجاهل تسلم، وتجاهل المغرور تسعد.
9 – نرفض أحياناً مناقشة أفكار مفيدة، لأنها قدمت بطريقة اعتباطية ومزرية، مع رسول جاهل أحمق، في وقت ومكان الزحمة والانشغال، من مفكر متعالٍ مغرور .
10 - ربما كان في صمتٍ نجاةٌ وعبرة، وفي حديثٍ جفاءٌ ونفرة.
11 - صدق إبليس، أحب إلي من نهج منافق خسيس.
12 – ما سمعت عن عقل وحكمة في البهائم، ولكني سمعت كثيراً عن بشر يدعون العقل والحكمة، لكنهم أحط من البهائم وأضل سبيلا.
13 – كم أحتقر ذلك المعلم، الذي كان يروج لنا أفكاراً من زجاجة عقله المقلوبة، يوم كنا صغاراً على مقاعد المدرسة، ليسوق لحاكم مستبد وحزب شمولي أوحد.
14 – تموت نفوسنا وتبلى أجسادنا وتسافر أرواحنا، ولا يبقى لنا في هذه الدنيا مناقب، سوى آثار كلمات صادقة حكيناها، وأعمال مفيدة أقمناها، وأخلاق حميدة عاملنا بها الناس.
15 - يتشاءمون من الحياة، ويعجزون عن مواكبة الحاضر، فيهربون من الواقع إلى تفسير الأحلام، ليسقطوا على جبال من الأوهام.
16 - من قلب المعاناة، وتجارب الألم، وفراق الغربة، تسطع أنوار الحكمة.
17 – هل تعين أكثر الدول وزراء الحرب من كبار السن، بسبب الخبرة والحنكة والحكمة، أم لأنهم على أعتاب القبر، ولا يشعرون بقيمة الحياة لمن يزجون بهم في المعارك من الشباب؟!.
18 - الاعتذار لمن نخطئ في حقهم فضيلة، ولمن يخطئون في حقنا مثالية ونبل أخلاق، فهلا نعتذر لأنفسنا إن اعترفنا مقرين بخطئنا في حقها ؟!.
19 - لبعض الناس ظلال ثقيلة، لو أطبقت عليك: لكتمت أنفاسك، وسودت حياتك، ونزعت روحك من بين جنبيك.
20 - لعله مازال يرسف في ذل العبودية، من يظن أنه تحرر من أغلالها، وهو يرى الذل والعبودية فيمن حوله، ويقيم بينهم ويتعايش معهم.
وسوم: العدد 676