عيد المحبة

لما همّ سيدنا ابراهيم عليه السلام بذبح ابنه اسماعيل عليه السلام طاعة لله – وهو بلاء عظيم – فداه الله بذبح عظيم ، فكان عيد الأضحى رمزا للطاعة والمحبة الخالصة لله .

الفترات المبهجة قليلة في خريف حياتنا ، ليس ذلك فحسب ، فقد تلاشت البهجة منذ زمن بعيد خاصة في الأعياد ، لكنها ما زالت مبهجة للصغار ، وهذا عزاءٌ لنا في موت بهجتنا .

السنوات تعدو خلف بعضها كأنما تـُـسابق الموت ، والأحداث تتسارع ، ومن كثرتها وشدّتها تتلاشى وتُـنسى .

بالرغم من الصورة القاتمة لواقعنا الأليم على امتداد بحارنا وبالرغم من الألم والظلم والدّم ، إلا أن الإنسان الرابح هو الذي يغرس في أيامه بذور الخير في صحراء الدنيا القاحلة الفانية لتكون واحات خضراء ذات بساتين مختلفة الألوان ، فللمحبة والبسمة لون زهرة ،وللكلمة الطيبة والصلح بين الناس لون زهرة آخر ، وللصدقة لون زهرة مختلف ، ولصلة الأرحام لون آخركما للتسبيح غراسٌ في الجنة .

وهنيئا لمن صبر على أذى الناس من قريب وبعيد ، فكانت زهور ذلك الصبر ذات لون أجمل يحيط بالزهور الأخرى .

فكل عام وبساتين زهورنا أجمل من أعيادنا السابقة .