خواطر من الكون المجاور..الخاطرة 118 : اﻷطفال والكلاب الجزء 2
في نفس اليوم الذي نشرت فيه المقالة السابقة ( اﻷطفال والكلاب ) في ذلك المساء نشرت معظم وسائل اﻹعلام العالمية الخبر التالي " كلب أوباما يعض فتاة إستضافها الرئيس في بيته " .
ﻷدري كيف نظر القراء اﻷعزاء الذين قرأوا مقالتي إلى هذا الخبر ، ولكن بالنسبة لي هذا الخبر لم يحدث صدفة ولكن كان له معنى ، فمن له إطلاع على آرائي التي نشرتها في مؤلفاتي قد وجد بأن قسم كبير من آرائي هذه يبدو وكأنها مناقضة لما هو مألوف سواء كانت دينية أو علمية ، وربما لهذا السبب تأخرت كثيرا في نشر مؤلفاتي حيث وجب علي أن أبحث فيها أكثر قبل أن تراها أعين الناس ، فهذا الإختلاف عن المألوف في عصرنا الحاضر ، كان دوما يجعلني أعيد حساباتي وأبحاثي للتأكد من صحتها ، ورغم أني واثق من صحتها ولكن علم اليقين يبقى علم خاص بالله عز وجل لا يمكن أن يصل إليه اﻹنسان ، لذلك كنت في كل مرة أحصل في أبحاثي على معلومة غريبة ، أطلب من الله أن يرسل لي علامة من عنده ليطمئن قلبي ولتؤكد لي على أن هذه الفكرة الغريبة عن المألوف هي صحيحة وأنه يجب علي متابعة أبحاثي .
وخبر حادثة ( كلب أوباما يعض صديقة إبنته ويسبب لها جرح خطير في وجهها ) الذي أصبح خبرا عالميا في ذلك اليوم ، كان بالنسبة لي علامة إلهية -حسب رأيي والله أعلم - تؤكد لي على أن آرائي في هذا الموضوع صحيحة ، فهذا الحدث ليس حدثا بسيطا فأوباما هو رئيس دولة من أقوى دول العالم علميا، وحدوث مثل هذا الخطأ في سلوك كلب رئيس هذه الدولة هذا يدل على مدى خطورة جميع كلاب العالم على اﻹنسان وخاصة اﻷطفال. هذه الحادثة هي دليل لي ﻷن أتوكل على الله وأتابع بحثي هذا معتمدا على نفس القاعدة الفكرية التي أتبعها والتي يمكن تلخيصها بأن ( الكلاب هي حيوانات نجسة روحيا ويجب أن تكون بعيدة عن البيئة الروحية التي يعيش فيها اﻹنسان وخاصة اﻷطفال) .
طبعا هذه الفكرة السلبية عن الكلب ككائن حي قد يرفضها الكثير من الناس وخاصة أولئك الذين يعيشون في الشعوب الغربية حيث الكلب هناك أصبح بالنسبة لهم فرد من أفراد العائلة ، له إسم إنسان ، وأفراد عائلته ينزعجون عندما يرون أحدهم ينادي كلبهم بكلمة (كلب ) الذي هو إسمه الحقيقي.
كما ذكرنا في المقالة السابقة ، بأن اليهود والمسيحيين والمسلمين قبل حوالي قرن من الزمن كانوا جميعا ينظرون إلى الكلب على أنه حيوان نجس فجميع هذه الديانات في ذلك الوقت كانت تحرم إقتناء الكلاب وتربيتها داخل المنازل ، ومن يذهب إلى الروايات واﻷفلام السينمائية القديمة سيجد أنها كانت تسخر من كل شخص يقتني كلبا من تلك الكلاب الصغيرة التي تربى في البيوت من أجل التسلية فقط.
ولكن اليوم وبعد دعايات غزيرة عن هذا النوع من الكلاب أصبحت تربية الكلاب في المنازل موضة حضارية تعبر عن الطبقة اﻷرستقراطية أو الطبقة المثقفة ، لذلك نجد في الدول الغربية أن الكثير من العائلات قد بدأت تحوي كلاب من أحجام مختلفة لهذا الغرض وأصبحت هذه الكلاب بمثابة فرد من أفراد العائلة. ومن يعيش في مثل هذه المجتمعات يشعر بأن مكانة الكلب في قلوب بعض الناس أصبحت أعلى من اﻹنسان هناك. وربما نادرا ما تجد هناك شخصا يؤمن بأن الكلب هو حيوان نجس بمعناه المادي لهذه الكلمة ، فجميع الكلاب التي تعيش في المنازل هي كلاب ملقحة ومراقبة طبيا ولا تعاني من أي مرض يمكن أن يؤثر على صحة اﻹنسان. ونجد في هذه المجتمعات أن إنتشار العيادات البيطرية لا يقل عن العيادات البشرية. وكذلك نجد أن المحلات الخاصة لقص وغسل شعر الكلاب يزداد عددها يوما بعد يوم ، ونجد أيضا في جميع محلات السوبر ماركت قسم خاص للكلاب ولكل ماتحتاج إليه من أطعمة وإكسسوار. فالكلاب هناك حسب رأي اﻹنسان الغربي تعتبر أفضل صديق للإنسان.
ما حدث في المجتمعات الغربية نحو الكلاب أصبح اﻵن يحدث في جميع الشعوب الشرقية ، وإذا عدنا إلى اﻹنترنت سنجد هناك كثير من المواقع الكترونية تدافع عن حق اﻹنسان في تربية الكلاب مستندين على إثباتات دينية تستطيع إقناع كل شخص يرغب في إقتناء كلب مثلما يحدث في المجتمعات الغربية. ومعظم هذه المواقع تعتمد على قصة أهل الكهف المذكورة في القرآن الكريم، حيث تذكر اﻵية 18 ( وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد . ............ ).
قبل أن نتحدث عن هذه اﻵية التي يعتمد عليها الكثير في تعليل إمكانية تربية الكلاب ، نقول بأن الحديث الشريف يذكر ( من إتخذ كلبا إلا كلب ماشية أو صيد أو زرع إنتقص من أجره كل يوم قيراط ) فحسب تعاليم الدين اﻹسلامي يمكن إقتناء الكلاب من أجل حراسة الماشية أو الصيد أو حراسة الحقول الزراعية ، وعلى نفس هذا المبدأ يمكن أيضا إستخدام الكلاب في الكشف عن المخدرات والمتفجرات والألغام وغيرها ، وهنا لا يوجد أي إعتراض على ذلك. ولكنه يحرم تربيتها في المنازل ﻷنها في هذه الحالة ستأخذ مكان اﻹنسان كفرد في العائلة وهنا تكمن نجاسة الكلب وتأثيره السلبي على البيئة الروحية للأطفال.
كثير من الناس اليوم يقتنون في منازلهم كلاب بحجة حراسة المنزل ، ولكن من يعيش في المجتمعات الغربية والتي منازلها مليئة بالكلاب ، نجد أن عدد السرقات التي تحصل في المنازل تزداد مع إزدياد عدد المنازل التي تحوي على كلاب ، فمن يبحث في هذا الموضوع سيجد وجود علاقة كبيرة بين عدد المنازل التي تحوي كلاب مع عدد حالات السرقة التي تحدث في المنازل ، في المجتمعات الغربية قبل خمسين عام عندما كانت المنازل خالية من الكلاب كانت السرقات التي تحصل في المنازل نادرة جدا ، ولكن عندما بدأت الكلاب في دخول المنازل لتعيش فيها كأحد أفراد هذا المنزل ، بدأ عدد السرقات يزداد ، ومن ينظر إلى نسبة السرقات التي تحصل يوميا في المجتمعات الغربية لن يصدق حقيقة ما يحدث. حتى أن بعضهم قد ألف نكتة على ما يحدث و التي تقول: " أن أحدهم سأل صديقه عن سبب حزنه فأخبره بأن اللصوص دخلوا بيته وسرقوا منه كل ما هو قيم ، فاستغرب صديقه وسأله : والكلب الذي إشتريته قبل أشهر ماذا فعل ، فأجابه : سرقوه هو أيضا " بكلام آخر ، لصوص اليوم أذكى بكثير من أن يستطيع كلب أن يمنعهم من السرقة.
اليوم في المجتمعات الغربية التي أضحت الكلاب فيها فردا من أفراد العائلة أصبحت هذه المجتمعات يسودها قانون له معنى أن " كل شخص يقتني كلبا ويدخله بيته ليصبح واحدا من أفراد العائلة ، هذا الشخص لا إراديا يدفع إنسان من مجتمعه ليتحول إلى لص " هذا قانون إلهي لا يستطيع رؤيته إلا من يبحث في هذا الموضوع برؤية شاملة. المجتمع اﻹنساني يختلف نهائيا عن المجتمع الحيواني لذلك يحتاج إلى رؤية شاملة راقية جدا لنفهم أسباب فساده وإنهياره.
الكلب ككائن حيواني يختلف نهائيا عن بقية الحيوانات اﻷليفة كالقطة والبلابل وغيرها من الحيوانات التي يربيها اﻹنسان في منزله في مجتمعات عصرنا الحاضر . ﻷن طبيعة ونوعية ذكاء الكلب تختلف نهائيا عن طبيعة ونوعية ذكاء القطة والبلابل. فالقطة والبلبل والببغاء مثلا لا يمكن لها أن تحل مكان اﻹنسان في حياته اليومية بينما الكلب يمكنه ذلك وهذا هو سبب نجاسته فهو يستطيع أن يجذب إهتمام صاحبه نحوه فيجعله يفقد إي إهتمام نحو أقربائه وأصدقائه وجيرانه ، فهناك كثير من اﻷشخاص في المجتمعات الغربية قد إنعزلوا عن معظم معارفهم وسدوا جميع حاجاتهم الروحية بكلابهم ، فالكلب بالنسبة لهم أصبح اﻹبن واﻷخ واﻷب واﻷم والصديق وكل شيء ولم يعد لهم حاجة لأي صلة مع إنسان آخر ،حتى عاطفة اﻷمومة أصبحت النساء تفرغها بحبها نحو كلبها ولم تعد المرأة بحاجة ﻹنجاب اﻷطفال. وبسبب اﻹباحة الجنسية بشكلها الحيواني في هذه المجتمعات أصبح الكلب ايضا ( ذكر أو أنثى ) يأخذ مكان الرجل أو المرأة في الممارسة الجنسية ، فلم يعد للمرأة حاجة لرجل في حياتها ، ولم يعد للرجل أيضا حاجة للمرأة في حياته . فالكلب أصبح لهم أفضل صديق ﻷنهم يستطيعون أن يتعاملوا معه كما يرغبون تماما دون أن يعترض الكلب على أي رغبة من رغبات صاحبه .
من يبحث في سلبيات تربية الكلاب سيجد أن الناس اليوم في المجتمعات الغربية أصبحت تستخدم الكلاب كوسيلة للتعارف بين الرجل والمرأة، وهنا نقصد تعارف بقصد إشباع الشهوة الجنسية وليس بقصد الحب والزواج ، فأنا أذكر أحد المعارف العرب في اليونان قد أقتنى كلبا لهذا الغرض ، فعندما سألته عن سبب إقتنائه للكلب أخبرني بأنه يسهل عليه كثيرا التعرف على النساء بغرض المعاشرة الجنسية ، ومن يرى سلوك الكلاب عند إلتقائها مع بعضها البعض سيشعر فعلا بأنها تساعد على حدوث هذا النوع من التعارف. فإذا كان الكلبان من نفس الجنس ( ذكر مع ذكر أو أنثى مع أنثى ) عندها قد يحدث معركة بينهما ولكن عندما يكون اللقاء بين ذكر وأنثى عندها يبدأ كل واحد منهما بشم أعضاء التناسلية للكلب الأخر، ومثل هذا المشهد يحدث بشكل شائع في هذه المجتمعات ، وهذا المشهد يحول موضوع الحديث بين أصحاب هذه الكلاب إلى شيء له علاقة بهذه الموضوع. فنجاسة الكلب سببها هو سلوكه الذي يجعل تفكير اﻹنسان يذهب إلى هذه النوعية الرديئة من المواضيع.
اﻵن لنعود ثانية إلى اﻵية المذكورة في سورة الكهف والتي تذكر أن أصحاب الكهف كان معهم كلب ، إن وجود هذا الكلب مع أصحاب الكهف لا يحلل إقتناء الكلاب في المنازل ، فهذا الكلب يمكن أن يكون من تلك الحالات التى سمح بها الحديث الشريف فقد يكون كلب حراسة ماشية أو زرع أو كلب صيد وربما أنه قد أتى مع أصحاب الكهف عندما هربوا من قريتهم لا أكثر ولا أقل ، فهذه اﻵية لا تؤكد نهائيا على طهارة الكلاب ولا يمكن إستخدامها نهائيا كإثبات في جواز تربية الكلاب في المنازل.
في الحقيقة إن سبب ذكر وجود الكلب مع أصحاب الكهف ، هو موضوع أعمق بكثير من هذا المعنى السطحي الذي ذكرناه قبل قليل ، فقصة أصحاب الكهف تحمل رموز تفتح أمامنا طريقا يساعدنا في فهم أشياء عديدة نجهلها عن تطور الروح اﻹنسانية العالمية ، وهذا الموضوع أبعد بكثير من تلك التفسيرات السطحية التي يستخدمها البعض سواء لشرح قصة أصحاب الكهف أو لتعليل إمكانية تربية الكلاب في المنازل. وهنا سنحاول فقط أن نذكر أشياء بسيطة جدا من هذا الموضوع.
إذا نظرنا من زاوية صغيرة إلى سورة الكهف قد نظن بأن الكلب حيوان طاهر وذلك بسبب وجوده مع أصحاب الكهف. فاﻵية رقم 22 من نفس السورة تذكر ( سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهر ولا تستفت فيهم منهم أحدا ) . ولكن إذا نظرنا إلى هذه السورة بنظرة شاملة بحيث تجعل آيات سور القرآن الكريم مترابطة مع بعضها البعض عندها سنجد أن الموضوع أعمق بكثير مما نتصوره.
أنظروا اﻵن إلى الآية 7 من سورة المجادلة ( ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في اﻷرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم ) .
نلاحظ هنا وجود تشابه في التعبير بين اﻵيتين حيث في اﻵية اﻷولى نجد ( ثلاثة والكلب رابعهم. ....) وفي الثانية ( ثلاثة والله رابعهم. ....) هذا التشبيه ليس صدفة ولكن له معنى. ولفهم هذا المعنى لا بد لنا من البحث في تصميم اللغة اﻹنكليزية حيث نجد أن أحرف كلمة الكلب (DOG ) معاكسة تماما ﻷحرف كلمة الله ( GOD) . هذا التعاكس ليس صدفة ولكن حكمة إلهية تفسر لنا حقيقة روح الكلب ورمزه الروحي. وحتى نفهم ما يعني هذا التعاكس في اﻷحرف لا بد في اﻷول من شرح فكرة أخرى.
في المقالات السابقة ذكرنا أن الله قد أرسل نبيان إثنان مع ظهور كل ديانة سماوية أحدهم يمثل الشق الروحي والثاني يمثل الشق المادي ، في اليهودية نجد موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام ، وفي المسيحية عيسى ويحيى عليهما الصلاة والسلام ، وفي اﻹسلام محمد صلى الله عليه وسلم وعلي رضي الله عنه ، وإنقسام المسلمين إلى سنة وشيعة هو في الحقيقة علامة إلهية لتؤكد على دور علي بالنسبة للإسلام ، والله عز وجل ترك علامة تؤكد على صحة هذه الفكرة لذلك نجد أن القيمة الرقمية لكلمة ( أحمد) والتي تعادل 358 معاكسة للقيمة الرقمية لكلمة ( علي ) والتي تعادل 853. فعلاقة التعاكس في ارقام القيمة الرقمية لها معنى وجود علاقة تكامل بين الإثنين ، حيث إسم أحمد يمثل الشق الروحي للإسلام كدين واسم علي يمثل الشق المادي لهذا الدين ، لذلك يعتبر الدين اﻹسلام دين شامل روحيا وماديا.
أما في علاقة التعاكس بين أحرف كلمة الله ( GOD) وأحرف كلمة كلب (DOG ) فلها معنى آخر ، ﻷن علاقة التعاكس في اﻷولى ( أحمد وعلي ) هي بين إنسانين ، أما في الثانية فكلمة ( GOD) مقصود بها الله ، والله عز وجل هو كامل لا ينقصه شيء ، لذلك فعلاقة التعاكس هنا هي علاقة تناقض وليست تكامل كما هي في الحالة اﻷولى ،فهذا التعاكس في اﻷحرف له معنى بأن الله هو روح الخير أما الكلب هو رمز روح السوء.
اﻵن إذا بحثنا في مصدر كلمة الله ( GOD) في اللغة اﻹنكليزية، سنجد أنها أتت من كلمة ( قطة ) حيث لفظ هذا الكلمة في الكثير من اللغات اﻷوربية مشابه للفظ كلمة ( GOD) ، فلفظ كلمة قطة في اليونانية ( غاتا ) والإيطالية (جادو ) حيث حرف الجيم يلفظ كلهجة مصرية ، واللغة اﻹنكليزية ( كات ) وهكذا. ... وهذا تشابه بين إسم القطة وإسم ( الله ) في اللغة اﻹنكليزية ليس صدفة فالمقصود هنا ليس القطة ولكن اﻷسد ، فكما ذكرنا في المقالة 106 بأن تمثال أبو الهول كعمل فني يعبر عن تلك الروح التي نفخها الله في آدم حيث القسم اﻷعلى فيه ( رأس إنسان ) دوره تأمين التطور الروحي ، لذلك ذهب مع قوم موسى إلى الشعوب الشرقية فظهرت فيها الديانات العالمية ، أم القسم السفلي ( جسم اﻷسد ) فدوره تأمين التطور المادي لذلك ذهب إلى الشعوب اﻷوربية فكانت هذه الشعوب هي التي أبدعت في العلوم المادية.
فالمقصود هنا بروح الأسد هو الفكر المادي بشكله الصحيح الذي يمكن أن يرتبط مع الفكر الروحي للإنسان ويحقق معه نوع من التكامل بحيث يسمح للإنسان متابعة تطوره نحو الكمال الروحي والجسدي. ولكن عندما يعيش الكلب في منزل اﻹنسان عندها يؤثر في روح اﻹنسان وتحل روحه محل روح اﻷسد ويختل التوازن بين الفكر المادي والفكر الروحي فتنفصل العلوم عن بعضها البعض ويصبح الفن للفن والعلم للعلم والدين للدين، أما مصير اﻹنسان فلا يهتم به أحد تماما كما يحدث في عصرنا الحاضر.
ففي المجتمع المثالي ، الإنسان لا يحتاج إلى أي نوع من حالات إستخدام الكلاب ، ولكن عندما تنهار القيم اﻹنسانية في المجتمع نجد أن مجالات إستخدام الكلاب تزداد مع إزدياد هذا اﻹنهيار ، فالسرقة والقتل وتهريب المخدرات وجميع اﻷعمال غير القانونية والتي تدفع اﻹنسان إلى اﻹستعانة بالكلاب، جميع هذه السلبيات مصدرها في الحقيقة هو وجود الكلب في المنازل ، حيث وجوده قرب اﻹنسان سيؤدي سواء شئنا أو أبينا إلى فساد البيئة الروحية للمجتمع، تماما كما يذكر الحديث الشريف " إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة " فالمجتمع الذي يسمح بإقتناء الكلاب لا تدخله الملائكة وعندها يصبح الناس في هذا المجتمع تحت سيطرة روح السوء....والله أعلم.
وسوم: العدد 704