مما وعته الذاكرة !!
١/ كنت صغيرا جدا لاحظت غرباء في بيتنا ، هم رجال وأمي تحتجب منهم ؟ إذا هم غرباء !!
أجانب رأيتهم يلبسون ملاحف نسائية ؟ خرجوا من بيت أبي ظاهرهم نساء وباطنهم زلم كما يقول البدو !
وبعد أن كبرت قليلا استفسرت من أبي قال : أنهم من جماعة رشيد عالي الكيلاني ، أرسلهم إلينا من حلب أحد مؤسسي دار الأرقم القاضي الكبير وهبي كما يسميه أبوه ، ثاروا على الانجليز المحتلين للعراق !!
وفشلت الثورة ؟
وهرب من هرب ومنهم ضيوفنا ، ذهبوا إلى بيت أحد المشايخ في البلدة ، قبيل الفجر سمع الشيخ أصواتا على السطح ؟ نزل الرجال بالسلالم أي بالحبال !!
قال لهم وقد انقطع جوفه من هؤلاء الزوار رجال المخابرات البريطانية ؟
قال شيخنا غفر الله له ماعندي أحد ! طلبكم هو في المزرعة الفلانية أول طريق الجبول !
أسرع الرجال إلى المكان فقبضوا على الثائريين العراقيين ، وأخذوا إلى محطة بغداد حيث القطار ؟
أما أحدهما فقد رمى نفسه من عربة القطار وهو سائر فتحطم الرجل ومات ، وأما الثاني فسيق إلى بغداد وأعدم !
أما زعيم الثورة ، ( ثورة مايس ١٩٤١ ) احزروا من هو ؟
إنه رشيد الكيلاني .
هرب إلى إيران وتخفى وغاب عن الوجود ثم تابع إلى تركيا ثم إلى المانيا واثناء الحرب العالمية الأولى وبهزيمة المانيا هرب إلى بيروت ١٩٤٦ ، ووصل إلى جزيرة العرب إلى تبوك ثم إلى الرياض ، ووصل إلى الملك عبد العزيز عميد ال سعود ورفع الرجل قناعه وقال ياعبد العزيز أنا رشيد الكيلاني أنا في حمايتك ، قال عبد العزيز أبشر ، يافيصل خذه إلى قصرك وهو ضيفك .
وعلمت بريطانيا أن خصمها في الجزيرة العربية عند ابن سعود ، جاء السفير البريطاني إلى الملك أبو الملوك يطالب بقائد الثورة على البريطانيين المحتلين للعراق ، قال الملك الهمام : هو ضيفي والشهامة العربية تآبى أن يسلم المضيف ضيفه ! ودهش السفير ؟
وتتابعت الوفود من لندن تطالب برشيد عالي مرة بالترغيب وأخرى بالتهديد ، وأخيرا وقف الملك عبد العزيز قائلا لرئيس الوفد البريطاني قل للملكة تبعكم لو أنها حشدت اسطولها من لندن إلى جدة فلن أسلم ضيفي !
٢/ إليكم قصة ثانية عن ملك عربي يعتبر نفسه من آل بيت رسول الله عليه السلام ، وينتمي كما يقال إلى هاشم جد نبينا عليه الصلاة والسلام
قام انقلاب على حسين بن طلال في مدينة عمان بالأردن ، ركب الملك الشجاع سيارته وتوجه إلى مقر قيادة القوات المنقلبة عليه قائلا ( اذا كنت خائنا فاقتلوني ) أسقط في يد المتمردين واعلنوا انتهاء تمردهم ، ومنع الجنود من اغتيال قائد الانقلاب اللواء علي ابو نوار ونفاه الى مصر دون أي أذى ؟
قد لا تصدقون ذلك !
إليكم قصة قريبة العهد بآيامنا ، المهندس بل نقيب المهندسين ليث شبيلات هاجم ملك البلاد وطالب باصلاحات شاملة واعتبر أن الأردن ينزف بسبب الديوان الملكي ، فساقته المخابرات الأردنية إلى السجن ، بعد فترة جاء جندي يطلب من السجين مقابلة مدير السجن فاعتذر ، جاءه كوكبة جنود يطلبون منه مقابلة مدير السجن ، فذهب الشبيلات فوجد الملك حسين في غرفة مدير السجن ، عانقه الملك قائلا له جهز نفسك لنذهب لزيارة والدتك ، وكان الملك قد سبق أن زار أمه في بيتها ، بل انه طلب بتوفير حماية مسلحة للمعارض ليث شبيلات
قد تقولون أن الشيخ صار عميلا للملوك ، وأقول والله وثم والله لست عميلا لا لملك ولا أمير ، أنا عميل لمحمد بن عبد الله العربي الهاشمي ، ولشرعه الحنيف المطهر
فقط أريد المقارنة بين حكام القرامطة لبلادنا وماقاموا به ضد الثوار فهم ( القرامطة ) لايملكون العروبة ولا الشهامة العربية ولا الشرف العربي ؟؟
اللهم لا عز إلا عزك ، ولا سلطان إلا سلطانك ، أحينا مسلمين أمتنا مسلمين
نبرأ إليك من صنع قوم يقتلون الأبرياء بالالغام ، من قوم يدعون الإسلام ، والإسلام منهم براء
اللهم ارحم من مات بلغم أو بقصف طيران ، ارحم شهداء مديني ، وكل الشهداء يارب .
اكشف عنا مانحن فيه ، فليس لها من دون الله كاشفة
ربنا لاتؤاخذنا بما يفعل السفهاء منا ، والى غيرك لا تكلنا ، آمين ، آمين ، يارب العالمين
والله اكبر والعاقبة للمتقين
وفرجك ياقدير
وسوم: العدد 704