المآذن ..
فوق المآذن يابلابل غردي
في مولد الذكرى وذكرى المولد
ياهذه الدنيا أصيخي وأشهدي
أنّا بغير محمد لا نقتدي
في جولة صباحية في مدينتنا التي حلت محل مدينة الباب وصارت لنا وطنا وسكنا رأيت مئذنة تبنى فاستوقفني هذا المنظر !
عشرات الأطواف الحديدية ملتفة حول جسم المئذنة تستعمل كسلم للصعود إلى أعلى ثم أعلى !
وهنا أقف وقفة في أول الطريق خروجا على حزب (صبيان البدعة ) فأقول لهم : لم يكن هناك مآذن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل كان بلال وأبو محذورة يؤذنون على سطح المسجد ثم مضت القرون ، وشيدت المآذن في العهد السلجوقي والفاطمي ( العبيدي ) والعثماني ، وكثرت المآذن ! فهل هي بدعة ؟
وأسأل هل تهمة الإرهاب بدعة أم من العفو المغفور ذنبه ؟
- في حلب التي انتصر عليها الطيران الروسي والحشد المجوسي والفزعة القرمطية من حمدان قرمط اللبناني دمرت المساجد والمآذن !!
فيما مضى لم تكن هناك رافعات فكيف بنيت المآذن الشاهقة ؟
في مدرسة الخسروية مئذنة حاولت الصعود إليها وأنا شاب ابن ١٨ فلم استطع وخارت قواي عند وسطها فعدت أدراجي كما عاد حنين بخفيه !
كان لي قريب يسمى أبو خضير كان يحمل على ظهره حجارة المئذنة ويصعد بها إلى أعلى ثم أعلى ! والحجر إذا كانت على الأرض لا يحركها من مكانها أربعة شباب ( كدعان )
وأثنيت فيما مضى على مدير أوقاف مدينة حلب لكثرة المآذن التي بنيت في عهده وجعلت من حلب غابة مآذن ، فاعترض عليّ معترض وقال كم وفرّ من وراءها ؟ أقول ياأخي نحن المسلمين لنا الظاهر والله يتولى السرائر ، ونأخذ بقول الزعيم الإسلامي ( نحن دعاة لا قضاة ) فالذي خلق العباد هو الذي يحاسبهم !
ألم يقل رسول الله عليه الصلاة والسلام في الحديث المشهود ( إنما الأعمال بالنيات ) ، وأوجز وصية للنبي عليه السلام وهو يشير إلى صدره الشريف ( التقوى هاهنا ) ، ويقول اذكروا محاسن موتاكم ، وهناك أحاديث تخيف من يتتبع عورات المسلمين ؟
- سمعت أن مظاهرة قامت في فلسطين لأن الدولة المحتلة إسرائيل هدمت مئذنة عظيمة !
حيا الله أهل فلسطين احتجوا وصرخوا في وجه من هدم لهم مئذنة !
وعبد اللطيف البغدادي عضو مجلس ثورة يوليو كان وزيرا للأشغال العامة في مصر هدم ٢٦ مسجدا ؟
واستعصى عليه مسجد الخازنداره في القاهرة والمئذنة فرع من المسجد !
وجاء محمد إبراهيم وزير الداخلية المصري فقتل في مسجد رابعة أكثر من ألف شهيد رحمهم المولى.
- اسألوا أنفسكم كم مئذنة قُصفت وسقطت على الأرض في سوريا ؟ كم مئذنة شوهها قصف الطغاة ؟
دمروا مئذنة الجامع الكبير في حلب وصارت كومة حجارة !
مرّ بها معمّر وكان يسمع منها هتاف الله أكبر في الأسحار جلس يبكي صامتا ! ولم يستطع الولولة حتى لا يقبض عليه ؟ ويقال عنه إرهابي ؟
إن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ) ٣٦النور
وقال جل جلاله ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها ) ١١٤ البقرة
- قعد فُساق فجار على سفح قاسيون في دمشق وهم حُمر العقيدة ورأوا مئات المآذن تزين سماء دمشق وخاصة مئذنة الجامع الأموي وقبة النسر فيه ، قال الفساق الفجار وكأن المآذن في عيونهم ! هل يأتي يوم نبطح هذه المآذن ؟
وتحققت لهم الأماني في دوما وداريا والزبداني ووادي بردى ومضايا وجوبر وحلب وادلب والمعرة والباب ودير الزور وتفتناز وووو ....
لكن هذه المآذن لها من يدافع عنها ، وكلمة ( فدمدم عليهم ربهم ) لم ولن يبطل مفعولها .
نرفع شكوانا لرب العزة والجلال كما رفعها عبد المطلب جد النبي عليه السلام في وجه أبرهة ، أخذ عبد المطلب حلقة باب الكعبة وهو يقول مخاطبا رب السماء : العبد يمنع رحله فامنع رحالك ،
المئذنة رمز إسلامي من اعتدى عليه حلت عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .
ماأجمل المآذن في رمضان وغير رمضان وعلى شباب مدينة الباب أن يتذكروا علي العدي ومصطفى المرطو وأذانهم رحمهم الله .
أخيرا :
يوم كانت الدور عربية كان لا يعلو المآذن إلا ضرير كي لا ير مافي البيوت من عورات !
- وجاء مذنب يريد التوبة وشيطانه كبير ، جاء إلى مئذنة الجامع الكبير احتضنها قائلا : يامئذنة قولي لله أن يصرف عني هذا البلاء ؟
- وصعد إلى المئدنة متدين نظر إلى نجوم الصباح تتلألأ ليلا ! مااحتمل هذا المنظر بل رجف هيبة وجلالا وقذف نفسه من المئذنة إلى الأرض صائحا : هوووو
لاتستغربوا ! مات منتحرا ؟ وطريق المنتحر إلى جهنم وبس المصير ، إلا إذا كان مجنونا فقد رفع القلم عن المجنون .
والله سبحانه وتعالى أعلم ،
وعلى الظالمين أقدر
وفرجك ياقدير
وسوم: العدد 704