خاطرة مزدوجة: العلامة المحدث نور الدين عتر
نور الدين عتر علامة الحديث النبوي في سوريا المحتلة بفرنسا أولا والقرامطة ثانيا ، من هو ؟
صدقا أرفع قدري بكتابة سطرين عنه ، أليس هو خادم السنة المحمدية .
درّس في بلدنا التي كان اسمها مدينة الباب ، وصار اسمها الآن خراب أو يباب ؟
الشيخ نور الدين عتر ، ولا أقول دكتور وهو حقا دكتور رفع قدر هذا اللقب ، لكن لقب شيخ أكبر من لقب دكتور ، يعرٰف الإمام الغزالي بأنه حجة الإسلام ، وابن تيمية العظيم بأنه شيخ الإسلام .
أخونا نور الدين عتر ، عفوا شيخنا وأستاذنا نور الدين ابن الأماجد وسليل المفاخر ، خاله الشيخ عبد الله سراج الدين ، وهو حفيد الشيخ نجيب سراج الدين كبير أولياء حلب رحمهم الله .
درّس في الباب وسكن عند الحاج إسماعيل الخطيب مكان المصور أديب الذي هدمه طيران الحقد المجوسي ثم سكن الدار القاضي الكبير حاكم الصلح وقاضي الشرع في الباب عبد الوهاب الالتونجي رحمه الله .
أنا أذكر كلمات لا من باب المفاخرة ولكن من باب الاعتزاز ، وقديما قالوا طباخ البيك بيك ، لما صار الشيخ نور الدين مدرسا في مدينة العلماء الباب جعلت من نفسي خادما له ، فأنا ظله أينما سار ، أسهل له أسباب العيش فخدمة العلماء عبادة .
قدمته لدرس في الجامع الصغير فشرح سورة الحمد شرحا قلّ من يحسنه ، كنت أقتبس من نوره وعلمه قبل أن ينال الدكتوراة ويدرس في الأزهر ، وقبل أن يلمع ويشتهر ، وكنت دليله السياحي في زيارتنا لمعالم المدينة وجبلها عقيل ( وهو شيخ وليس صحابي ! )
كنت أزوره في بيته في حلب وكان قرب السجن القديم ولما انتقل إلى الأنصاري الشرقي عند كورنيش الإذاعة الصعود إليه إلى الطابق الرابع مجهد ولكن زيارة الكرام نسعى إليها ولو كانت على جبال هملايا .
نور الدين وبدون لقب قمة لا في العلم فقط بل في التواضع والخلق والكلمة الطيبة وإكرام الضيف .
رأيته آخر مرة في تعزية الشامي صافحته فكأني والقمر ليلة البدر ،
سألته عن هذا اعتلى منصب كبير وبطاقية قال لي بإيجاز وبإسلوب رمزي : هو من القوم !
وفهمت الكثير من هذه الإشارة ، وشكرت أبا يحيى وكان مديرا لأوقاف مدينة الباب عندما أغلق المسجد الذي سيحاضر فيه ورفع الحصر كي يجلس محبوه على الأرض ؟
سيادة المفتي : أنت شيخ قبل أن تكون صاحب ( د) والشيخ الحليق كان يسمي نفسه شيخ تحري ،
أي بلغة القوم اليوم مخابرات سرية ، وأنت شيعي تحري ؟
ياتلميذنا النجيب خليك تخوض في السواقي ولاتقترب من بحر الظلمات !!
وقد صرت مفتيا أقول : خليك في فكرك تغوص في السواقي لا في المحيط الاطلسي ، وكان يسميه أجدادنا بحر الظلمات !
في هذا البحر الهائج قاد سيدنا معاوية رضي الله عنه ( الذي تطعن فيه ) جيشا يهتف الله أكبر ، هل تذكر معركة ذات الصواري قائدها كاتب الوحي المبارك سيدنا معاوية الصحابي الجليل الملك المجاهد رضي الله عنه ، سيد البيت الأخضر ، قرب الباب الجنوبي لمسجد بني أمية ، كانت الملوك يأتونه بالجزية وهو على كرسيه في البيت الاخضر .
ستسألني عن هذا البيت ؟
ضاعت معالمه ، إن ذهبت إلى دمشق للسلام على عظيم القرامطة سيدك ؟ اسأل أي دكان في المسكية يدلونك على الخضراء !
الرجل ترك الأزهر ويمم وجهه نحو السوربون في فرنسا وفيها غُرس في قلبه وعقله بذرة التشيع ، وهناك دهاة يريدون شق الصف المسلم ! أليسوا أحفاد شارلمان ؟
ياشيخ محمود لقد أهديتني فيما مضى كتابا رائعا من الوجهة الأدبية والعلمية وعنوانه ( وقبلي بخشية أعتابهم ) أبدا يامحمود لن نقبل إلا حجرا قبله رسول الله عليه الصلاة والسلام وأنت تعرفه وهو الحجر الأسود ، أما أعتاب آل البيت فلن نقبلها ، نحترم ونجل أصحابها فقط ولن نقبل الأعتاب ؟
فأنت شيعي قبل كما تشاء لكن لاتدعونا أن نقبل أعتاب آل البيت
وصدق شيخنا العتر بقوله ( إنه من القوم ) فقد غطس في القليط !!
حفظ الله الشيخ الجليل المحدث الفاضل نور الدين عتر العالم الأزهري ، أستاذ الحديث في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، رئيس قسم علوم القرآن والسنة في كلية الشريعة بجامعة دمشق ، وأستاذ الحديث وعلومه في الجامعات والكليات ، صاحب المؤلفات القيمة التي أثرى بها المكتبة الإسلامية والتي زادت عن الخمسين كتابا قرر بعضها في الجامعات والكليات ، منها :
كتاب الحج ، في ظلال الحديث ، علم الحديث والدراسات الأدبية ، منهج النقد في علوم الحديث ، علوم القرآن الكريم ، السنة المطهرة والتحديات ، ماذا عن المرأة ...
سلام الله عليك ورحمته وبركاته وقبلة على جبينك الطاهر
والله أكبر والعاقبة للمتقين
وفرجك ياقدير
وسوم: العدد 710