والصدق شرٌّ !!!؟
من دفتر الذكريات :
وتصْدُقُ وعدٓها ، والصدقُ شرٌّ - إذا ألقاكٓ في الكُرٓب العِظامِ !؟
* هذا البيت للمتنبي ، يصف فيه الحُمّى ، ومعاودتها له في الليل !
أذكر هنا أن أستاذنا الشهيد إبراهيم عاصي - طيّب الله ثراه - كان يختار لنا ونحن طلاب في المرحلة الثانوية موضوعات في التعبير ، تعالج قضايا اجتماعية !
من مثل : تدور على ألسنة العامة بعد تجربة، كلمات منها ( عوجة ) اكتب موضوعاً حول ذلك !
ومن مثل : ( حلال على الشاطر ) اكتب موضوعاً توضح فيه مدلوله في الواقع !؟
ومما أذكره في هذا الموضوع أنه أعاد دفاترالطلاب مصححة مع ذكر الدرجة ، ولم يقرأ اسمي ، ولا أعاد دفتري !؟
فنبهته إلى ذلك ، ففتح الدفتر وهو بين يديه ، وقرأالموضوع كاملاً ، وأعطاه أعلى درجة حينذاك ! ولم أكن أحظى بذلك دائماً !
ومن مثل : ( والصدق شر إذا ألقاك في الكرب العظام ) !؟
واليوم وبعد أكثر من أربعين عاماً أنظر إلى بعضهم ممن انخرط في ميدان السياسة والفكر والدعوة ، فأجد مصداق مقولة المتنبي ولكن ليس على إطلاقها ! كأن يفهم أحدهم من خلال قراءاته فهماً مبتوراً ، ويكبر عليه أن يراجع أهل العلم والذكر والتخصص
، فيبقى متحمساً لهذا الفهم ، يخاصم ويجادل ، ويوبخ ويُخوّن ، ويلمح ويصرح ! وقد يُكفِّر من لا يأخذون بفهمه !؟
وهو صادق في حماسته لابفهمه ! وهذا النوع من الصدق هو مايقال فيه : والصدق شرُّ !؟
ولو استقبلت من أمري مااستدبرت ، لاستشهدت بهؤلاء في موضوع التعبير بين يدي أستاذي - رحمه الله وعطّر ذِكره !!
وسوم: العدد 714