خواطر من الكون المجاور الخاطرة 132: لعنة "أوناسيس"
( لا تسألوني عن المليون اﻷول كيف جمعته ) ، معظمنا سمع هذه العبارة ولكن القليل منا يعلم أن قائل هذه العبارة هو الميلياردير الشهير أرستوتيليس أوناسيس. الذي هاجر من بلاده اليونان إلى اﻷرجنتين وفي جيبه فقط 63 دولار أمريكي ليصبح بعد سنوات قليلة من أغنى رجال العالم حيث تم تحويل قصة حياته إلى أكثر من فيلم سينمائي لتعرض شخصيته وكأنه أسطورة يعجز العقل عن تصديقها. ولكن بنفس الوقت أصبحت سيرة حياته أكبر إثبات يؤكد على أن عبادة المال تجلب اللعنة.
ولد أرستوتيليس أوناسيس عام 1906 في إزمير التركية من عائلة يونانية ثرية ، كان والده تاجر تبغ ، في عام 1922إضطرت عائلته الهروب من إزمير إلى اليونان بسبب الحروب اﻷهلية التي حصلت بين العثمانيين واليونانيين ، وهكذا أصبح لاجئ هناك هو وعائلته ، وبعد عام وبسبب سوء الحالة اﻹقتصادية للعائلة إضطر إلى الهجرة إلى اﻷرجنتين بهدف العمل لجمع ثروة ليعود غنيا كما كان السابق ، في اﻷرجنتين مارس العديد من الأعمال البسيطة ، وكان أهمها كعامل هاتف ، فأثناء ممارسته تلك المهنة كان يسترق السمع إلى " محادثات تجارية هامة " بين كبار التجار ، هذه المهنة جعلته يجمع معلومات هامة عن أسعار المواد المختلفة في السوق التجارية بحيث سمحت له هذه المعلومات ب " المضاربة " في أسعار السلع ليحقق أرباح كبيرة ، ورغم أنه أصبح يربح الكثير من المال لكنه ظل يعمل كعامل مقسم في الليل ووسيط تجاري في النهار ليتابع المضاربة في السوق . وبعد أن جمع كمية من المال كافية تحول إلى إلتجارة بالتبغ ، وأخذت أعماله في بيع لفافات التبغ تتقدم.
بعد ذلك تحولت أعماله إلى التجارة بواسطة النقل البحري ، فراح يشتري بأسعار منخفضة جدا سفن بحرية إنتهت صلاحيتها في العمل واستخدمها في نقل تجارته، وحتى يستطيع أوناسيس أن يزيد ثروته وأعماله البحرية تمكن في عام 1946 أن يتزوج من تينا ليفانوس إبنة أحد كبار أصحاب سفن الشحن ، وانجب منها إبنه اليكساندروس 1948 ، وإبنته كريستينا 1950. زواجه من تينا سمح له أن يكون أعظم إسطول بحري لنقل البترول ، حيث أصبح هو المحتكر اﻷول في هذا الميدان. وبعد أن حقق غرضه من هذا الزواج وبسبب علاقته مع مطربة اﻷوبرا المشهورة ماريا كالاس ، طلبت زوجته الطلاق منه وتم الطلاق عام 1960، ورغم إرتباطه بعشيقته ماريا كلاس كان لأوناسيس نزوات عديدة بشكل مستمر مع عدة نساء أخريات.
بعد أن حقق أوناسيس ما تتمناه نفسه من ثروة ضخمة ، وإشباع شهواته من النساء ، راح يبحث عن شيء يدفع جميع سكان العالم تتحدث عنه لتجعل منه الرجل اﻷول في العالم ، وفي عام 1963 عندما تم إغتيال الرئيس اﻷمريكي جون كنيدي، رأى أوناسيس فرصة مناسبة لتحقيق هذا المجد الذي يبحث عنه، فراح يحوم حول زوجة الرئيس اﻷمريكي الراحل جاكلين والتي كانت في ذلك الوقت تعتبر السيدة اﻷولى عالميا بسبب كونها زوجة رئيس أقوى دولة في العالم ، وبعد سنوات قليلة إستطاع أوناسيس إقناعها بالزواج منه ، وكان زواجهما الذي حدث في عام 1968 كما خطط له تماما فقد أحدث ضجة عالمية تناقلته جميع الصحف العالمية بلا إستثناء.
من يتمعن جيد في أخبار أوناسيس كما تذكرها الصحف عن حياته وتصرفاته وسلوكه سيشعر بأن أوناسيس في تلك الفترة كان يظن نفسه وكأنه أذكى خلق الله ، أو أنه إنسان من طينة أخرى ، فهو يملك من المال ما يكفيه ليفعل كل ما يشاء. فقد قام بشراء جزيرة يونانية تسمى سكوربيوس وصممها كما يريد هو لتصبح هذه الجزيرة وكأنها قطعة من الجنة على اﻷرض.
ولكن فجأة حادث بسيط جعل اﻷوضاع في حياة أوناسيس تنقلب رأسا على عقب وراحت اﻷمور تسير أمام عينيه بعكس ما خطط له طوال حياته لتجعله يشعر رغم كل هذه الثروة التي يملكها بأنه كائن ضعيف ،بأنه لا شيء على اﻹطلاق ،ففي عام 1973 تحطمت الطائرة التي كانت تحمل إبنه أليكساندروس الذي كان في ذلك الوقت مدير شركة الطيران العالمية ( شركة طيران الأولمبية) التي يملكها والده ، ورغم أن أليكساندروس لم يمت في الحادثة ولكن بسبب كثرة اﻹصابات البالغة جعلته ( ميت سريريا ) ومعظم الأجهزة العضوية في جسده كانت تعمل بمساعدة الأجهزة الطبية ، وكان أوناسيس يجلس قرب إبنه وينظر إليه ساعات طويلة ويرى أمامه جسدا حيا ولكن هذا الجسد ليس له أي قوة تسمح له أن أي يقوم بأي حركة تثبت أنه حي سوى صوت دقات قلبه التي كان يلتقطها جهاز مخطط القلب.
كان أوناسيس يحب إبنه حبا جما ويعتبره خليفته وكان يمهد له ليتابع هدفه في تكوين أكبر إمبرطوية تجارية عرفها التاريخ ، ولكن هذه الحادثة التي حولت إبنه فجأة إلى اللاشيء دمرت قواه وشلت تفكيره وجعلته هو اﻵخر يبدو وكأنه عاجزا عن القيام بأي شيء سوى النظر إلى إبنه المستلقي على الفراش بلا أي حراك ، وبعد مرور عدة أيام على هذه الحالة اليائسة سأل أوناسيس اﻷطباء فيما إذا كانت ثروته بأكملها تستطيع أن تشفي إبنه ، وكانت إجابة اﻷطباء بأن جميع الأعضاء الداخلية في جسد إبنه قد تضررت ، و إعادتها إلى حالتها الطبيعية كما كانت من قبل يعتبر من أكبر المستحيلات ، عندها طلب أوناسيس منهم أن يوقفوا عمل كل اﻷجهزة الطبية التي يعتمد عليها جسد إبنه وأن يتركوه ليموت بسلام وينتهي من هذه الحالة اليائسة.
في تلك اللحظة وهو يرى اﻷطباء وبناء على أوامره هو ، ينزعون فيش كهرباء اﻷجهزة الطبية الواحدة تلوا اﻷخرى، وجهاز نبضات القلب فجأة يصفر ليعلن عن وفاة المريض ، شعر أوناسيس بإنهيار فظيع ، جعله يفقد معنى كل شيء حوله ، فلم يعد هناك شيء يستحق اﻹهتمام في حياته ، كل شيء أصبح بلا طعم ، المال ، الربح، الخسارة ، الجمال، الجنة التي صممها ، زوجته التي كانت أشهر إمرأة في العالم. ... كل هذه اﻷشياء التي كانت في الماضي بالنسبة له حلم جميل ، أصبحت بعد وفاة أبنه لا شيء وكأنها لم تكن سوى سراب وأوهام.
اصدقائه المقربين حاولوا بشتى الوسائل أن يواسوه في محنته لعله يخرج من كآبته ليعود كما كان من قبل رجل قوي، نشيط يعرف كيف يواجه أكبر المشاكل التي تصادفه ويخرج منها دوما منتصرا ، بعد أكثر من عام تقريبا وبعد محاولات أصدقائه المستمرة كادت هذه المحاولات أن تعيد الحيوية ثانية إلى نفسية أوناسيس ، و راح الجميع يشعر أنه شيئا فشيء بدأ يكتسب قوته من جديد ، ولكن حدث حادث آخر جعله ينهار ثانية وعلى شكل أفظع ، فزوجته اﻷولى تينا أم إبنه المتوفي توفيت هي اﻷخرى بسبب تعاطيها جرعة كبيرة من المخدرات حزنا على إبنها.
وفاة زوجته السابقة أم إبنه بهذه الطريقة الفاجعة جعل أوناسيس يشعر بأن القدر أقوى منه وأن أمواله جميعها قد إنقلبت لعنة عليه وعلى عائلته ، فتنازل عن شركة الطيران اﻷولمبية للحكومة اليونانية. وبعد عدة أشهر من وفاة زوجته اﻷولى تينا ، وبسبب سوء أوضاعه النفسية إصيب بإلتهاب رئوي حاد أدى إلى وفاته.
إبنته كريستينا التي كانت الوريثة الوحيدة لعائلة أوناسيس أيضا كانت حياتها تعيسة ، فهي بسبب اﻷوضاع العائلية المتفككة التي كانت تعيشها عائلتها منذ صغرها ، والتي كان سببها شدة إهتمام والدها بأعماله التجارية ، لذلك كانت تبحث عن رجل يحبها لشخصيتها هي وليس لثروتها لتستطيع أن تؤمن لنفسها حياة عائلية سعيدة لها ولأولادها تختلف نهائيا عن تلك التي عاشتها هي ، حيث أبوها كان له علاقات عديدة مع النساء ، وكذلك أمها التي تزوجت ثلاث مرات هي اﻷخرى.
حاولت كرستينا أن تجد رجلا مناسب ليكون زوجها لتعيش معه حياة بسيطة يملؤها الحب والحنان ، فتعرفت في البداية على رجل يكبرها ب27 عام يدعى جوزيف وظنت أنه سيحقق لها الحياة التي تبحث عنها ، ولكن بعد زواجها منه بعدة أشهر إكتشفت بأنه لا يعشقها ولكن يعشق ثروتها ، فبعد تسعة أشهر طلقته ، ثم تعرفت على شاب أخر وحصل نفس الشيء فطلقته بعد عامين ، ثم تعرفت على شاب ثالث لم تستطع أن تعيش معه أكثر من عامين ، ثم تزوجت رجل رابع وأنجبت منه طفلتها أثينا وظنت أنها أخيرا وجدت السعادة التي كانت تبحث عنها، إلا أنها سرعان ما إكتشفت أنه أيضا يعشق ثروتها فقط ، حيث هجرها هو اﻵخر ليتزوج من عارضة أزياء سويدية.
خيبة أمل كريستينا في الرجال ، جعلها تظن بأن جميع الرجال الذين يتقربون منها هدفهم هو فقط ثروتها ، وشعورها بأنها لن تجد رجلا يحبها لشخصيتها وليس ثروتها، جعلها تصاب بإنهيار وإضطرابات نفسية ،فكان دواءها الوحيد للهروب من واقعها المرير هو تعاطي المخدرات، توفيت كريستينا في عام 1988 بجلطة دماغية بسبب إدمانها على المخدرات لفترة طويلة من الزمن.
جميع أفراد العائلة تم دفنهم في جزيرة سكوربيوس التي إشتراها أوناسيس وصممها كما يريد هو لتكون بالنسبة له جنة على اﻷرض يعيش بها هو وأبنائه وأحفاده ، ولكن هذه الجنة سرعان ما تحولت إلى مقبرة لهذه العائلة التي توفي جميع أفرادها بطريقة مفجعة ، لتجعل جميع سكان المناطق المحيطة بهذه الجزيرة عندما يتكلمون عن هذه العائلة أن يذكروا مع إسم أوناسيس كلمة أخرى وهي (لعنة المال ) التي حلت على هذه العائلة التي كبيرها أرستوتيليس أوناسيس إستخدم جميع ذكائه وطاقاته لتحقيق فقط ثلاثة أهداف في حياته وهذه اﻷهداف هي الثروة والجنس والمجد ، حيث أن هذه اﻷهداف هي في الحقيقة أهداف اتباع عبادة الشيطان ، فأوناسيس رغم أنه كان يذهب إلى الكنيسة ويبدو وكأنه مسيحي ولكن الحقيقة كانت غير ذلك فسلوكه وإهتماماته كانت مشابهة تماما لأتباع عبادة الشيطان. فالشيطان يعطي في البداية ولكن نتيجة هذا العطاء الشيطاني نهايته هو الدمار وعلى أبشع أشكاله.
من العائلة أوناسيس لم يبقى على قيد الحياة سوى الحفيدة أثينا إبنة كريستينا ، فبعد وفاة أمها أخذها والدها الفرنسي روسيل لتعيش مع عائلته ،وأصبح وصيا عليها وعلى ثروتها ريثما تكبر وتبلغ سن ال18 عشر من عمرها، فعاشت هذه الطفلة منذ صغرها في بيت غريب ، وعلى ما يبدو من خلال سلوكها عندما كبرت بأنها في طفولتها لم تشعر من حولها بأي حنان حقيقي فالجميع كانوا يظهرون أنفسهم بأنهم يحبونها ويعطفون عليها ، ولكن روحها هي التي كانت تشعر بأن كل هذه المحبة كانت مزيفة لا شيء منها ينبع من قلب صاف.هذا الشعور باﻹضافة إلى تلك اللعنة التي كانت تشعر بأنها حلت على عائلة أمها ،جعلت أثينا بمجرد وصولها إلى سن الرشد وأصبحت هي التي تدير ثروتها بنفسها ، فقامت ببيع جزيرة سكوربيوس لرجل أعمال روسي ، وكأنها من خلال بيع هذه الجزيرة التي تحوي على رفاة عائلة أوناسيس أرادت أن تقطع علاقتها نهائيا مع هذه العائلة ، وكذلك قامت بإنشاء علاقة عاطفية مع الشاب ألفارو ألفونسو مدربها في رياضة الخيل التي كانت بالنسبة لها من أحب هوياتها. ورغم معارضة والدها الشديدة على هذه العلاقة، فحسب رأيه بأن ألفارو شاب جشع يطمع في ثروتها ، إلا أن أثينا ليس فقط لم تعطي أي أهمية لرأي والدها ولكنها أيضا أخذت منه كامل حقوق إدارة ثروتها ، وهاجرت إلى البرازيل بلاد حبيبها لتعيش معه هناك ، وتزوجت منه ورغم أنها بذلت المستحيل لتحمل منه إلا أن جميع محاولاته باءت بالفشل ، حتى وصلت إلى مرحلة شعرت بها بأنها عاقر ولن تستطيع اﻹنجاب في طوال حياتها.
ويبدو أن اللعنة تصيب كل من يستخدم ثروة أوناسيس ، فبعد زواجها من مدرب الخيول البرازيلي ، ظنت بأنه إنسان يحبها هي وليس ثروتها ، ولكن تبين لها فيما بعد بأن حبيبها لا يختلف عن والدها فقد إكتشفت أنه على علاقة بإمرأة أخرى تعمل عارضة أزياء وكانت النتيجة بينهما الطلاق.
اليوم أثينا تعيش بمفردها، ووالدها يخشى أن تمر هي اﻷخرى بنفس اﻷزمة النفسية التي مرت بها والدتها والتى أدت بها إلى تعاطي المخدرات والتي كانت سببا في وفاتها.
الجميع يعلم بدون أي شك بأن ثروة أوناسيس تحمل في داخلها نوع من اللعنة التي لا يمكن ﻷحد الهروب منها ، حتى أن الشركة اﻷولمبية للطيران التي تنازل عنها أوناسيس لتكون ملك الدولة اليونانية ، بعد سنوات أصابها الإفلاس وسببت أزمة مالية للإقتصاد اليوناني، مما دفع الحكومة اليونانية إلى بيعها للقطاع الخاص وبأخفض اﻷسعار.
من يعلم بعلم الرموز ، ويبحث في رموز أحداث عائلة أوناسيس سيرى أن أوناسيس نفسه بعد هروبه مع عائلته إلى اليونان ،قد تحول منذ تلك الفترة إلى إنسان يسيطر عليه الكائن السفلي وأن الكائن العلوي فيه قد فقد جميع قواه ، لذلك نجد روحه نفسها قد عبرت عن ماهيتها ، فعندما أراد أوناسيس شراء جزيرة صغيرة في اليونان ليجعلها جنته الخاصة ، راح يبحث عنها من اﻷعلى وهو في داخل الطيارة فوقعت عينه على تلك الجزيرة الصغيرة فأعجب جدا بشكلها ﻷنها تشبه العقرب ، لذلك سميت بإسم ( سكوربيوس ) ومعناها في اليونانية عقرب.
العقرب كحيوان يعتبر أحد رموز روح السوء ، فكلمة (سكوربيوس) في اليونانية مصدرها فعل ( سكوربيزو ) ومعناها يشتت، يبعثر. وكلمة عقرب في اللغة العربية تسمع وكأن مصدرها ( عاق - الرب ) . وكلا اﻹسمان لهما نفس المعنى ،فالسنة اﻹلهية في الخلق هدفها توحيد اﻷشياء بهدف الوصول إلى الكمال ، بينما عمل الشيطان هو أن يشتت ويبعثر اﻷشياء ليمنعها من اﻹتحاد. الزوج اﻷول من اﻷرجل اﻷمامية في العقرب تحوي على ما يشبه الملقاط حيث يستخدمه في اﻹمساك بالفريسة لقتلها ، هذا الملقط يعتبر أول أداة قتل ظهرت في الكائنات الحية على سطح اﻷرض، والتي بعد ذلك تطور ليأخذ شكل الظفر في اﻷصابع كما توضح الصورة.
الحكمة اﻹلهية من ظهور هذه اللعنة في عائلة أوناسيس هو أن نعلم ماذا يعني رمز العقرب ، وعلاقته في تطور غريزة القتل وإنتقالها من كائن إلى كائن آخر بأشكال مختلفة. فأن نقول بأن هناك لعنة إسمها لعنة أوناسيس ونتوقف هنا ، هذا لا يكفي يجب علينا أن نبحث عن الرموز التي تركتها لنا الحكمة اﻹلهية في هذه الظاهرة. فالله عز وجل من خلال هذه الظواهر التي تدخل في قسم الميتافيزيقيا ( ما وراء قوانين الطبيعة ) يترك لنا رموز وعلامات تساعدنا على فهم سلوك الروح وتطورها، حيث هناك تعجز العلوم المعروفة عن رؤيتها وفهمها. فنحن كإنسانية بدون إعطاء هذه الظواهر الميتافيزيقية أهمية للبحث فيها ستظل علومنا ومعارفنا فقيرة عاجزة عن فهم حقيقة معنى وجودنا . والفرق بين اﻹنسان والحيوان هو أن اﻹنسان دوما يبحث عن معنى وجوده وأسبابه في هذا الكون.
من يشاهد جميع صور اﻹبنة كريستينا أوناسيس والحفيدة أثينا ( الصورة ) ربما يرى صورا عديدة لهما وهما تضحكان ولكن من يتمعن جيدا في ملامح وجههما لن يرى في أي واحدة منها ملامح تلك سعادة التي تنبع من القلب ،وسيلاحظ شيئا واحدا في جميع هذه الصور. . نظرة تخفي داخلها حزن عميق وكأن روحهما من خلال تلك النظرة تقولان لكل شخص يشاهد هذه الصور ( نحن ضحايا الجشع وعبادة المال ).
وسوم: العدد 719