حديث الذاكرة : زملائي في المدرسة الابتدائية
أولا : ( ملاحظة هامة )
نحن المسلمين مأمورين أن نذكر محاسن الموتى ، ونغض الطرف عن مساويهم ، ومن أفضى إلى ربه فهو الغفور الودود .
١/ عبد الرحيم الرحمو : كنا على مقعد واحد ، صار تاجرا أمينا ، وكان عضوا في جمعية النهضة الإسلامية ، له باع طويل في ميدان الخير رحمه الله
٢/ حكمت حاج خليل العابو : دخل العسكرية وتدرج فيها حتى وصل إلى رئاسة الأركان في سوريا ، أسس مشفى الحكمة ، واشترى مزرعة حسين المحمد العثمان وصارت تعرف بمزرعة العماد ، عنده حس إنساني حيث كان يوزع تنك الزيت لاقاربه الفقراء ، والده معمم بعمامة صفراء ، قصده الداعية الإسلامي الكبير عبد الكريم العثمان من أجل أن يأخذ موافقة على ترك لحيته فاستجاب وخجل أن يرد طلبه ووالده معمم وله لحية ، درست المرحلة الابتدائية في بيته وبيتنا ، مات في ديار الغربة .
٣/ رياض رحمو : أياديه في الخيرات ممدودة ، أسعد أوقاتي يوم كنت أزرو دمشق فيلقاني هاشا باشا ويابى إلا أن أكون ضيفه ، كان يستشار فيمن سيولى رئاسة الوزراء ، درس في اسطنبول واوصله سائق تركي للمطار وبعد حديث معه اعطاه ثمن جحة لمكة المكرمة ، هذا الرجل من مفاخر مدينة الباب علما وادبا وسلوكا ، متواضع لابعد الحدود ، اخطأ هو وزملاء له بالزواج من اجنبيات ناسين قوله تعالى ( ولا تمسكوا بعصم الكوافر ) الممتحنة ١٠ .
تركته زوجته وفرت الى اهلها مخلفة له ولدا يعد من زينة الشباب ، صاحب دين وتقوى كانه مصداق لقوله تعالى ( يخرج الحي من الميت ) ١٩ الروم .
خسرت بوفاته رجلا وفيا واخا صدوقا رحمه الله .
٤/ مصباح الزين : ويسبق اسمه اسم محمد صلى الله على محمد وسلم تسليما كثيرا ، درس البحرية في مصر ، وتدرج حتى وصل الى رتبة لواء بحري ، استلم ميناء اللاذقية ، درس الثانوية العامة في اورقة جامع الخسروية
٥/ محمد عسلي ابن الحاج عبدو العسلي رجل يحفظ الود ، تزوجت اخته وهي ام البنين جميعا رحمها الله .
٦/ رشاد حنفي : وهو من قرى الباب حياه الله إن كان حيا ، ورحمه مولانا إذا سبقنا إلى الدار الاخرة .
٧/ عبد الباسط الشواف : وكان لوالده بركة نسبح فيها ، ولعل له قرابة بالثائر العراقي عبد الوهاب الشواف
- زملائي في المرحلة الثانوية :
١/ عبد الله الاحمد نعم الصديق ونعم ابن البلد وهو من بزاعة ، وكذلك زميله حسين الرجو حيا الله من كان حيا ورحم المولى من انتقل إلى الدار الاخرة
٢/ عبد الغني المارعي ابن مارع وهو من أعظم من عرفت خلقا وأدبا له عمامة لا تفارقه إلا عند التوم ، دفين البقيع رحمه الله.
٣/ محمد شريف زميل في المعهد العربي الإسلامي بحلب ، دخل العسكرية ووصل إلى رتبة كبيرة وظل على تواضعه وافتخاره بمدينة الباب ، وهو ابن الوجيه الكبير الحاج شريف ، وأخ للصديق عبد الغني شريف رئيس بلدية الباب ، وأخوه الانساني الكبير الدكتور عبد المنعم شريف .
٤/ عبد الغني شريف : صديق صدوق تولى رئاسة بلدية الباب فاجاد وابدع ، سألته مرة عن حزبه حزب الوحدة والحرية والاشتراكية قال لي :
بعد ان أضعنا الجولان بدون حرب ، وبعد وصول كوهين للقيادة القطرية فلا بعث ولاحزب ، ويا اسفا على أيام قضيتها مع هذا الحزب الذي افسح لجاسوس إسرائيلي اسمه كوهين وتسمى باسم محمد امين ثابت وكاد يصبح عضوا في القيادة القطرية ، شعاره الآن ( ربنا لاتواخذنا إن نسينا أو اخطائا )
وعبد الغني مهندس لامع وابن بلد يفخر بنفسه وبانتمائه لمدينة الباب .
٥/ نهاد حسين : هو عم الدكتور الشهيد بإذن الله حسان كمال قتله الطغاة في ظلمات السجون ، اختص بالجغرافيا وذهب إلى السعودية مدرسا ، سقطت عليه البناية التي كان يسكن فيها ، يعرف بأدبه وتواضعه واخلاصه في الصداقة رحمه الله رحمة واسعة .
٦/ محمد بطحيش : وللعلم كلمة بطحيش تعني السمك الصغير الذي يوضع للزينة ، كان قويا باللغة الفرنسية علمني كلمة فاحشة اقولها للاستاذ إذا دخل الصف ، قلتها ولا أعرف معناها فبطحني استاذي على الأرض وأخذ يدوسني بحذائه ، وطعم حذائه على ظهري لايزال كما يقولون .
٧/ من زملاء هذه المرحلة
الأخ المجاهد محمد فاروق البطل حفظه الله ، كتب كتابا عرف بالصحابة الكرام لا أظن أن أحدا كتب مثله ، وكنت اتمثل بالبيت القائل :
اذا ما راية رفعت لمجد
تلقاها عرابة باليمين
وكنت أسأل نفسي من عرابة هذا حتى رأيت ترجمته في هذا الكتاب العظيم ( أبطال الاسلام في موكب النبوة )
ألفه أخونا فاروق ، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين كل خير وأمد في عمره .
٨/ حسن علي هاشم : فقيه شافعي من اتارب قل نظيره في الفقه والثقافة العامة ، عين في مدينة الباب فأنار مساجدها بعلمه وثقافته رحمه الله .
٩/ مصطفى عنجريني : وهو من قرية عنجارة ، سكنا معا في غرفة واحدة في الجديدة بحلب فكان نعم الصديق .
١٠/ محمد حسني العبد الله : هو خيار من خيار ، والده الشيخ حسني ، على صغره علا منبر الجامع الكبير فأفاد واجاد ، ثم صار موظفا في إدارة التعليم بحلب يخدم كل طلاب العلم .
١١/ عبد الرحمن كرمان ورفعت حسن : درسا في الخسروية ، ثم انتقلا إلى الكلية الحربية في حمص وتخرجا من سلاح المظلات ، طلب منهما أن يحتلا حلب فرفضا وتم تسرحيهما .
١٢/ علي علاف : خل وفي ، صديق صدوق ، لا يلقاني الا مرحبا بوجهه البشوش رحمه الله .
١٣/ حسن بكار المحمد : من تادف ، أبوه عالم تادف محمد البكار ، وقريبه الداعية الصامت محمود بكار رحمه الله رحمه واسعة .
١٤/ محب الدين ابو صالح : هو محب للدين حقا ، صديق صدوق ، داعية من الطراز الاول رحمه الله .
١٥/ عبد الوهاب ريحاوي : وهو صهر الاديب عبد الله الطنطاوي ، خلوق ، متواضع ، أخذ الدكتوارة أخيرا لكنه لم يستفد منها .
١٦/ ابرهيم خطيب : متواضع جدا ، صار مفتشا لمادة الديانة ، ومات شهيدا في حادث سير على طريق الامارات رحمه الله .
١٧/ هشام برهاني : علامة لايبارى ، وفقيه لا يجارى .
١٨/محمد اختباء الندوي : جاء لدمشق لدراسة الشريعة ليعود إلى وطنه داعيا إلى الله .
١٩/ يحيى طباخ : ابن مؤرخ حلب راغب الطباخ صاحب كتاب اعلام النبلاء في تاريخ حلب الشهباء .
وكان الذي يجمعني بزملاءالدراسة الثانوية الأديب الأريب صاحب القلم البليغ الأستاذ عبد الله الطنطاوي الذي يجمع بين رابطة الدين والأدب والدعوة الى الله ، حياه الله وحفظه وامد في عمره .
هذا وقد نسيت الذاكرة الكثير من الدعاة والاعلام منهم من قصى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا .
واحسن ختامنا ياديان .
فرجك ياقدير .
وسوم: العدد 733