الخاطرة 153 : معجزة عصر اﻷهرامات 4
خواطر من الكون المجاور
جميع رموز عصر اﻷهرامات التي تركها لنا حكماء ذلك العصر تشير على أن نظام مجتمع عصر اﻷهرامات كان نظام ماتريكي ( أنثوي ) فالشكل الهرمي نفسه ليس إلا شكل يعبر عن رمز المرأة ( Λ ) وأيضا الوحدات القياسية التي تم إستخدامها في قياس اﻷبعاد ( الذراع ويعادل 52،5 سم، وعرض الراحة ويعادل 7،5 سم، اﻷصبع ويعادل 1،875 سم هي أيضا أبعاد يد أمرأة ، وكما هو معروف عن تلك الفترة أن مكانة المرأة في تلك الفترة كانت في أعلى مرتبة وصلت إليها في تاريخ اﻹنسانية حتى اﻵن ، فنجد أن أول إمراة عالمة ذكر إسمها في التاريخ كانت إمرأة مصرية عاشت في عصر اﻷهرامات وهي ( ميريت بتاح ) وكانت رئيسة اﻷطباء في ذلك الوقت. فظهور هذه الطبيبة يعني أن القاعدة الفكرية التي يعتمدها شعب هذا المجتمع كانت مختلفة نهائيا عما نتصوره اليوم.
قد يبدو لنا أن القاعدة الفكرية في مجتمع العصر الحديث قد تكون مشابهة للقاعدة الفكرية لعصر اﻹهرامات ، ولكن هذا اﻹعتقاد غير صحيح فاليوم المرأة تذهب إلى المدارس وتحمل شهادات علمية مختلفة فنجد الطبيبة والمهندسة والمحامية والسياسية والفنانة ولكن إذا تمعنا في نظام فكرها نجد أن جميع معلوماتها وسلوكها يعتمد نظام الباتريكي ( الذكوري ) تماما كما حصل في نظام مجتمع المصري في عهد اﻷسرة الثامنة عشر حيث نجد الملكة حتشبسوت رغم أنها إمرأة ولكن حكمت بلادها بفكر رجل وليس بفكر إمرأة ، لذلك نجدها في تماثيلها ونقوشها تضع لحية مثل بقية الرجال. ونجد أنه بعد 100 عام من حتشبسوت عندما حاولت الملكة نفرتيتي زوجة الملك أخناتون أن تقلب نظام المجتمع المصري لتعيده إلى نظام ماتريكي ( أنثوي ) مثلما كان في عصر اﻷهرامات، ثار عليها كهنة أمون ودمروا عاصمة البلاد الجديدة (عمارنة) فكانت النتيجة أن أرسل الله لهم موسى عليه الصلاة والسلام.
ما أريد أن أوكد عليه هو أن طريقة فكر نظام المجتمع اﻷنثوي يختلف كثيرا عن نظام المجتمع الذكوري ﻷن المرأة وبسبب ضعف قوتها الجسدية فهي ستحاول أن تحقق تأمين حاجاتها بقوى مختلفة عن القوة العضلية ( القوى المادية ) التي يستخدمها الرجال ،فالرجل هو القسم المادي للمجتمع أما المرأة فهي القسم الروحي وبهذا النوع من القوى الروحية ستحاول تأمين حاجات المجتمع، وعصر اﻷهرامات هو نموذج صادق عن إستخدام هذه القوى الروحية في تأمين مختلف حاجات ذلك المجتمع والتي جعلت من هذا العصر يبدو لنا وكأنه قد أتى من عالم آخر.
القوة الروحية لا تترك آثار سوى نتائجها ﻷنها تعتمد على قوانين روحية وليس على أشياء مادية ( آلات وأدوات ) يمكن رؤيتها ودراستها ، فمثلا لا يوجد أي أثر أو دليل اليوم يمكن أن يؤكد لنا أن عيسى عليه الصلاة والسلام قد صنع تلك المعجزات المذكورة في الكتب المقدسة ( إحياء الموتى ، شفاءالمرضى ، السير على الماء...إلخ ) ولكن ترك لنا أشياء تؤكد بطريقة غير مباشرة على أنه قام بصنع المعجزات ، فهو ظهر لمدة ثلاث سنوات دعى بها الناس إلى عبادة الله ، واليوم عدد أتباع ديانته يتجاوز المليار والنصف ، وهذا دليل غير مباشر يؤكد على أن طبيعة شخصية وأعمال عيسى تختلف نهائيا عن طبيعة رجل عادي فيلسوف أو عالم أو قائد عسكري.فلو كانت أعماله مزيفة لكانت سيرته وإسمه قد إختفت من الوجود بعد أعوام قليلة من إختفائه ، فاليوم لا يمكن دراسة تاريخ اﻹنسانية إذا حذفنا منه نتائج ظهور عيسى عليه الصلاة والسلام.
هكذا كانت اﻷمور تماما في عصر اﻷهرامات ، حيث القوى الخارقة الروحية التي شاهدها الشعب المصري تحصل أمام أعينه جعلته يؤمن بالدين وخلود الروح والقوى الروحية ، فنجد أن إيمانهم الشديد بهذه اﻷشياء قد إنتقل إلى اﻷجيال التالية ولمدة أكثر من ثلاثة آلاف عام ولكن للأسف هذا اﻹيمان إنتقل عبر الزمن بشكل مشوه فيما بعد وخسر روحانيته فنجد خلود الروح قد أصبح بمنطق مادي عن طريق تحنيط جثث الموتى لضمان الخلود وكذلك القوى الروحية أصبحت نوع من أنواع السحر لمحاولة صنع المعجزات وأصبح كل ملك ينصب نفسه على أنه إله أو إبن إله.
للأسف عصر اﻷهرامات حتى اﻵن لم يأخذ مكانته الحقيقية في اﻷبحاث العلمية ، والسبب هو دمجه مع عصور مصر القديمة اﻷخرى وكأنه عصر مثل بقية عصور مصر القديمة ، وهذا خطأ كبير فالعصور التي مرت بها مصر القديمة كانت تنافسها حضارات أخرى عالمية أستتطاعت التفوق عليها من ناحية تأثرها اﻹيجابي في تطور اﻹنسانية ،فمثلا حضارة السلالة البابلية اﻷولى ( 1830 - 1531 قبل الميلاد ) كانت أرقى حضارات العالم في تلك القترة بينما كانت الحضارة المصرية في حالة إنحطاط ، أيضا على زمن الحضارة اﻹغريقية في عصرها الذهبي (550 -250 قبل الميلاد ) كانت اﻷمور في اليونان أرقى من تلك التي كانت عليها في بلاد مصر والذي جعلها تدخل في مرحلة إنحطاط سمح لدخول جيوش الفرس وإحتلال بلاد مصر فنجد إسكندر المقدوني يذهب بجيشه إلى مصر ليحررها .
ما نقصده هنا أن بلاد مصر بعد إنتهاء عصر الأهرامات تحولت إلى دولة مثلها مثل بقية دول العالم وحضارتها أصبحت لا تختلف في طبيعتها عن بقية حضارات شعوب العالم ، فجميع حضارات العالم التي ظهرت بعد حضارة عصر الأهرامات كانت تعتمد على النظام الباتريكي ( الذكوري ) لذلك جميعها كانت تسير وتتطور في طريق واحد والذي كانت نتيجته ما نحن عليه اﻵن حيث جميع المعارف والعلوم تعتمد على القوانين المادية التي ندرسها في الكتب المدرسية.
ولكن عصر اﻷهرامات كان ذو طبيعة مختلف نهائيا حيث أنه ظهر فجأة وأختفى فجأة ، تماما مثل الذي صنعه ونقصد أمحوتب ( النبي يوسف ) ، فعصر اﻷهرامات هو في الحقيقة أفضل إجابة على ذلك السؤال الذي يعجز الجميع عن حله ( الدجاجة من البيضة والبيضة من الدجاجة ،فمن هو اﻷول ؟) . عصر اﻷهرامات هو تلك البذرة التي رماها الله في كوكب اﻷرض وكانت هذه البذرة تحوي على كل شيء فمنها ستخرج الجذور والساق واﻷغصان واﻷوراق والزهور (ما عدا الثمار ) ، كل حضارة عالمية تمثل جزء من هذه الشجرة ، جميع حضارات العالم هي أجزاء من هذه الشجرة ، وجميعها كانت مندمجة مع بعضها البعض في عصر اﻷهرامات ، ثم توزعت إلى جميع أنحاء العالم حيث كل حضارة ستأخذ جزء منها لتطوره ، الحضارة المصرية ( بعد عصر اﻷهرامات ) هي أيضا تمثل جزء من تلك الشجرة. عصر اﻷهرامات هو أفضل إثبات يؤكد على أن اﻷشياء واﻷحداث لا تتغير وتتطور بشكل عشوائي وأن كل شيء يسير ضمن مخطط إلهي في التطور الكوني.
عصر الأهرامات يعتبر المرحلة السادسة في التطور الكوني وحتى نفهم طبيعة هذه المرحلة لا بد لنا من شرح سريع للمراحل الخمسة اﻷخرى :
1- مرحلة اﻹنفجار العظيم Big Bang : قبل حدوث ظاهرة اﻹنفجار العظيم كان الكون بأكمله أصغر بملايين المرات من ثقب الإبرة ، ولكن فجأة يحدث شيء ما و وبشكل فجائي يحدث تضخم هائل وسريع للكون ويبدأ بتكوين الجسيمات النووية . لماذا حصل هذا الإنفجار وكيف حصل ، جميع العلوم المادية لا تستطيع الإجابة على هذا السؤال لسبب بسيط وهو أن المادة قبل اﻹنفجار لم تكن موجودة حتى يستطيع العلماء دراستها لفهم ما حدث. فالكون في تلك الفترة كان روح بلا مادة.
2- مرحلة تكوين الذرات والمركبات الكيميائية ، في هذه المرحلة فجأة الجسيمات النووية تتحد مع بعضها البعض وتشكل ذرة الهيدروجين وهذه بدورها تتحد مع بعضها البعض لخلق ذرات الهيليوم ومن الهيلوم ينتج ذرات الكربون وهكذا يبدأ تكوين بقية ذرات العناصر الكيميائية التي تتحد مع بعضها لتكوين المركبات الكيميائية البسيطة والمعقدة.
3 - مرحلة تكوين الـ DNA وبداية ظهور أول الخلايا الحية ، هذه المرحلة أيضا غامضة ورغم أن العلماء حاولوا تفسير طريقة ظهور الحياة ولكن حتى اﻵن جميع المحاولات بقيت عاجزة عن إثبات صحتها ، وسبب هذا عجز العلماء في تفسير ظهور الحياة هو أيضا بسيط وذلك ﻷن تكوين الـ DNA مرتبط بالروح وفهمها يحتاج إلى علوم روحية ،أما علوم العصر الحاضر فهي علوم مادية عاجزة عن دراسة الروح وقوانيها.
4 - مرحلة اﻹنفجار الكامبري ، في هذا المرحلة حدث تغيير فجائي في نوعية الكائنات الحية فمن الكائنات الحية البسيطة نجد ظهور كائنات حية معقدة التطور بشكل فجائي دون أن يكون لها أي سلف شبيه لها يعلل ظهورها منه ، لذلك تعتبر هذه المرحلة في تطور الحياة أيضا غامضة تعجز نظريات التطور وقوانينها التي وضعها العلماء في تفسير هذا الظهور الفجائي لهذه اﻷنواع المعقدة من الكائنات الحية ،
5- مرحلة ظهور اﻹنسان ، في هذه المرحلة أيضا نجد أن ظهور اﻹنسان قد حدث بشكل فجائي فرغم أنه في فترة ظهوره وقبلها كان يوجد أنواع من الكائنات الحية لها أشكال مشابهة للإنسان والمعروفة بإسم ( اﻹنسانيات ) ولكن لا يوجد أي نوع من هذه الكائنات يمكن اعتباره بأنه هو الذي قد أعطى في تطوره هذا الكائن الذي يدعى ( إنسان ) . فاﻹنسان ككائن حي يختلف عنها جميعا.
6- مرحلة عصر الأهرامات، هذه المرحلة أيضا غامضة ويعجز العلم عن تفسير ظهور هذا العصر ، فهذا العصر ظهر فجأة من اللاشيء بمستوى علوم ومعارف حيث الإنسانية لم تكن تعلم عنها شي من قبل ومن هذه العلوم والمعارف تم إنشاء عصر اﻷهرامات ، الذي كان في تلك الفترة بالنسبة لبقية الشعوب وكأنه عصر خارق يعجز عقل اﻹنسان عن تصديقه. ليصبح هذا العصر نموذجا صادقا عن المقدرات الحقيقية الخارقة التي يملكها هذا الكائن الذي يحوي في داخله جزء من روح الله، والذي من أجله حدثت جميع تلك التطورات الكونية.
هرم زوسر بدرجاته الستة يعبر عن هذه المراحل التي شرحناها قبل قليل ، حيث نجد أن مراحل بنائه تتطابق تماما مع مراحل تطور الكون التي ذكرناها :
- المرحلة اﻷولى كانت حفر البئر والغرف واﻷنفاق تحت اﻷرض، وهي تمثل مرحلة ( الصفر ) ما قبل اﻹنفجار الكبير وهي مرحلة إنهيار روح اﻹنسان بعد طردها من الجنة، لذلك كان عمق هذه المنشآت تحت اﻷرض يعادل 28 متر ، وبالوحدات القياس المصرية يعادل 53 ذراع مصري ، وكما ذكرنا في المقالة الماضية ، بأن الرقم 53 هو ترتيب سورة النجم ، حيث مجموع أرقام تراتيب السور من سورة الفاتحة (هو رمز طرد اﻹنسان من الجنة) وحتى سورة النجم هو الرقم (1430 ) وهو القيمة الرقمية لعبارة ( الثقب اﻷسود ) في اللغة اليونانية ( ΜΑΥΡΗ ΤΡΥΠΑ) ، فمع طرد اﻹنسان من الجنة فقدت الروح جميع مادياتها لذلك تحولت إلى ما يشبه الثقوب السوداء الموجودة في الكون والتي تلتهم كل شيء وتجعله يخسر ماديته ، ولكن مع تحطيم هذا الثقب اﻷسود وحدوث اﻹنفجار العظيم إستطاعت الروح إعادة تكوين ماديتها لتبدأ صنع نفسها من جديد بالصورة الصحيحة ، لذلك تذكر اﻵية 47 من سورة النجم ( وأن عليه النشأة اﻷخرى ) .
- المرحلة الثانية كانت بناء أول مصطبة في الهرم وهي مرحلة اﻹنفجار العظيم ، والتي به تكونت الجسيمات النووية.
- المرحلة الثالثة هو بناء ثلاث مصطبات فوق المصطبة اﻷولى ليعطي هرم بأربع مدرجات ، وهي مرحلة تكوين المركبات ثم تكوين الـ DNA ، ثم اﻹنفجار الكامبري والذي أدى إلى ظهور كائنات حية كبيرة حجم معقدة التكوين ،.
- أما المرحلة الرابعة فهي مرحلة بناء المصطبتين الخامسة والسادسة ، حيث المصطبة الخامسة هي مرحلة ظهور اﻹنسان ، أما المصطبة السادسة فهي مرحلة ظهور عصر الأهرامات أي ظهور اﻷعمال الخارقة والتي ستكون دليل على إقتراب تكوين اﻹنسان من الكمال والتي منه ستظهر الحضارات والديانات لتكوين مجتمعات إنسانية تعتمد على قوانين مدروسة مختلفة نهائيا عن المجتمعات الحيوانية . لذلك نجد أن سفر التكوين في التوراة ينتهي بقصة يوسف ، فإذا عددنا عدد اﻷجيال من آدم إلى يوسف كما هي مذكورة في هذا السفر سنجد أن جيل يوسف هو الجيل الثالث والعشرين من خلق آدم، وهو عدد نصف الصبغيات الوراثية في اﻹنسان وبما أن كل جيل يتألف من رجل وإمرأة هذا يعني أن عدد اﻷجيال هو 46 وهو عدد الصبغيات الوراثية المسؤولة عن تكوين اﻹنسان فالرقم 46 ليس صدفة ولكن هو القيمة الرقمية لكلمة ( ΘΕΟΣ) ومعناها ( الله ) في اللغة اليونانية، وهو رمز له معنى أن اﻹنسان يختلف عن بقية الكائنات الحية ﻷنه يحوي في تكوينه جزء من روح الله ، فولادة يوسف الذي يأتي ذكر قصته في آخر كتاب التكوين هو رمز له معنى أن روح حواء قد تخلصت من جميع الشوائب التي دخلتها بسبب غواية الشيطان لها. لذلك كان عصر اﻷهرامات الذي صنعه يوسف محطة جديدة في تاريخ اﻹنسانية.
بعض العلماء يحاولون التقليل من قيمة هذا العصر ، فالأهرامات حسب رأيهم ليست إلا شكل متطور عن شكل آخر والمعروف باسم ( مصطبة ) والتي كانت عبارة عن مبنى صغير من الطوب كان يبنى فوق مكان دفن الملوك، وكبار رجال الدولة ولكن الحقيقة هي غير ذلك على اﻹطلاق ، فإذا تمعنا جيدا في طبيعة بناء أول هرم في التاريخ ونقصد هرم زوسر المدرج الذي بناه يوسف ( امحوتب ) نجد أن اﻷبنية التي حوله واﻷنفاق التي تحته مختلفة نهائيا في طبيعتها وطريقة صنعها عن جميع القبور الملكية التي كانت قبلها، لأن مجمع هرم زوسر لم يكن مقبرة ، حيث يوجد تحت الهرم على عمق 28 متر غرف وأنفاق تم تقدير طولها ب ( 7 كم ) تقريبا ، فهل من المعقول أن يتم حفر جميع هذه اﻷنفاق من أجل قبر ، أيضا هناك حفرة على شكل بئر ضخم جدا يصل عمقه إلى 28 متر ، لو تمعنا في هذا البئر وتلك اﻷنفاق والغرف التي حوله سنعلم بأن هذا البئر هو صومعة تخزين حبوب واﻷنفاق هي أماكن تخزين اللحوم والأغذية المجففة. وقد تم صنعها لتأمين ما يحتاجه الشعب المصري من أغذية في فترة سنوات الجفاف السبع التي سيمر بها كما تذكر قصة يوسف عليه الصلاة والسلام ، فالنبي يوسف( أمحوتب ) أنشأ جميع هذه المباني ليخزن فيها المواد الغذائية لسنوات طويلة وبنفس الوقت لتكون أشكالها تزرع في نفوس الشعب المصري الرهبة واﻹعجاب الخارق لتنمي فيهم اﻹحساس بذلك الجزء من روح الله في داخلهم ، ولتعطيهم نوع من القوة الروحية ليستطيعوا أن يمضوا سنوات الجفاف بطمأنينة دون أي خوف أو قلق من حصول أي كوارث بشرية بسبب المجاعات التي ستحصل.
الشكل الهرمي الذي تم بنائه فوق مخازن اﻷغذية في الحقيقة هو رمز روحي يجلب الرعاية اﻹلهية ، حيث الشكل Λ حسب تعاليم النبي يوسف هو رمز لسلم يصعد نحو السماء وله معنى أن حواء قد تابت وأن كل إنسان عند ولادته هو مخلوق طاهر من الشوائب الشيطانية وأن عليه في حياته إثبات ذلك ليستطيع متابعة تطوره نحو الكمال حتى تصبح روحه خالدة.
فوجود هذا الشكل الهرمي في المنطقة يجعلها مكان مقدس و يحميه من جميع سلبيات روح السوء ،فهو كما ذكرنا رمز يعبر عن تحرر روح حواء من شوائب غواية الشيطان والذي عبر عنه الحديث الشريف بطريقة أخرى ( الجنة تحت أقدام اﻷمهات) ، لذلك نجد أن بلاد مصر القديمة كانت تتكون من منطقتين مصر السفلى ومصر العليا ، فهي أول دولة إتحادية ظهرت في تاريخ البشرية، فهي في الحقيقة رمز لتوبة حواء التي كان نتيجتها ولادة علاقة المحبة والتعاون بين أخوين، بعكس تلك العلاقة التي كانت بين قابيل وهابيل والتي أدت إلى ظهور غريزة القتل في هابيل والتي دفعته لقتل أخيه هابيل ، فظهور عصر الأهرامات بشكل عام يحمل هذا المعنى . لذلك كان إسم يوسف عند المصريين القدماء هو ( إمحوتب ) ومعناه الذي جاء في سلام. وكان دوره زرع المحبة في نفوس أفراد الشعب المصري وبدلا من أن يتشاجروا ويتقاتلوا مع بعضهم البعض لتأمين حاجاتهم من الطعام في سنوات الجفاف ،إستطاع أن يجعلهم يتعاونوا معا جميعا على مواجهة هذه الكارثة الطبيعية.
في اﻷسبوع القادم إن شاء الله سنتحدث عن رموز أهرامات الجيزة لتتكون لدينا صورة كاملة عن المنطق الفكري لعصر الأهرامات ونأخذ صورة واضحة عن نظام المجتمع الماتريكي ( اﻷنثوي ) والذي سيكون نظام المجتمع اﻹنساني في مستقبل القريب إن شاء الله.
وسوم: العدد 745