باكورة الثمر..
قد أختلف معك ولكنني لا أكرهك، فتبعات الخطاب تأتي بالجواب. ما زلت أراني فيك، فهل كتبتني على سناء كلامك وبهاء مقامك؟ الصبح آتٍ فترفق بهمس المفردات. من تعامل مع البزران خرخش لهم بالحلاوة. ويح الكلمة التي تُجامل ذاتها لمصلحةٍ مُبيتة! هكذا ودعت الطفولة صدر أمها..
سقط الطفل وكبر
فبكى النهر المصور
فخبت أضغاث حُلمٍ
أصحيحٌ مات حيدر؟!
إلى كل الذين ظلت كلماتهم تحملها الملائكة..
أوما زال الشوق يسكن نبضكم، أم يا تُرى في نبرة الصوت سُكنى للحنين؟
لو حُمل الوعي على فوهة اليراع لما تاهت الكتب بين الأنامل. في تمتمتها يسكن الوجع، فكيف لنا أن نستنطق بقايا الهتون؟! قد طفقنا بكاء النهار ونحيب الليل، ألم يحن للمطر السقوط فقد ترمد الغيم بذكره؟! عطاء الذات جوهرة الثبات. سلامة العقول في جودة المحصول. لا تُراهن على الوعي بيدٍ مُطبلةٍ. أُمنية العاجز تلوين الجوائز. لا تُراهن على الماضي وقد سيجتك التجارب للتقدم. الُحب: هو كالوردة التي تشتاق الصبح وأطراف المطر. فرضية الحال يكتبها السؤال. من تعامل بإنسانيته رفرف بمودته. أُماه: أضحى بكِ النثر سوسنة أبجدية، فبأي حال صارت محل روحي أزلية؟! من أضاع حصيره شتت مصيره. يُفتش عن ماضٍ يُزكي ليله نهاره، فكيف يدنو من جلببه قراره؟! ما بين خاصرة الحرف ورمش الطرف حناء كفٍ صانها معنى الحديث. جاهل يتعلم على سبيل نجاة أفضل من رُكام قشٍ فوق قارعة الطريق. نعم، كلما تأملنا ذاتنا خطرت ببالنا هذه الأسئلة:
ـــ لو لم تكن أنت كيف تكون؟
ـــ إن لم يكن بجانبك ماذا تصنع؟
ـــ علام تُفاخر بمكانتك الآن، وتُخبئ ضعف بدايتك للملأ؟
ـــ الأغلب منا يدعي الإلمام بجُل الأشياء، فما هو موقعنا من الإعجاب الأعمى والتبعية؟
لا تُزح عنه الغبار، فتكتشف خُطوات الأمس. مثل المطر مثل العطر
تعرف ودادي
مثل البرق مثل الورق
تكشف عنادي
لا تراهن بالظما وخلك سموح
ولا تجافي وحدتي بين الجروح
واترك اعتابك وره يمك طموح
واسرد عيوني تره كلها سروح
وتجلت الذكرى على سفوح العمر، فأنّى لدموع قلبي بأن تُجلبب ذاتها لفراقك يا أبي؟! أنت التمر والطيب
يا جنه يا راسي
خذني بقايا أزهور
ويتبلور إحساسي
طابت الأنوار يا عذق النخيل
التمر واجد واطرب يا خليل
حين يمتزج العمر بالوعي تجنح الإنسانية فوق زغب الملائكة على رواية "الدين المعاملة". من فرط أشواقي التي كانت لها أشعلت كل أضلعي باسمها حد السماء..
يا سوسن الفجر العميق..
يا سحر وجداني الرقيق..
البعض منا يمقت جذوره، وربما يتكهن لذاته ومُحيطه، فما عسانا أن نقول لليلٍ حالكٍ بالضبابية والقيود؟!
نعم، فقد صُرمت العقول بالفحوى، وتمتمت الشفاه بالنجوى، فكيف لامرأةٍ تسكن جسدي ويمحوها الظلام؛ أم يا تُرى أأنا المجنون فيها أم هاذي السهام؟!
أتعجب حقاً من أصدقاء المرحلة المتوسطة والثانوية، فكلما رأيتهم كأنك لم تفتقدهم؛ بينما أصدقاء اليوم ككلام الليل الذي زاده الغبش! غاية الحُب كلمة، فأيُّ الأماني نخُطها هُنا؟! الإنسانية التي لم تختلط بالتجارب لا تُراهن عليها. قوة الألم أنك تستحضر من تُحب لتتحدث عنه ومعه لوحدك! الكاتب وليد زمانه ومكانه، فلا تُسوف بنشر إبداعك؛ لأن القناعات تتغير بالثقافة والاطلاع، (وعلينا أن نتذكر كيف كانت بداية السُلّم). يا كف مروى التي سقتني من وجلٍ كيف يُنسى عذب القُراح؟!
يا روح نجوى التي ألهبت مُخيلتي أنّى له السراح؟!
هل تذكرين الماء وسكب القداح، أم تعرفين الغيم بسقيا الرجاح؟!
أوما زالت الشفاه عطشى للثم ندى الياسمين؟!
بالله عليكِ كيف للنسيان أن يمحو صدق المشاعر، وكيف للوقت أن يمضي على جمر الخواطر؟!
طوبى لعُمرٍ كلله عمق النواظر، فإذا ما أردتِ الصدق فارمقي تيه الشواعر!
أجل، انغمسي في الهمسات، واسكني بكل الرشفات، فلعل الزمان ينفتل من شرنقته بالمديح..
ليكون الختام:
أأستشعر الروح أم مس الجسد..
يا لُباب النبض ويا طب الغنج..
ومضة لمبدع سعودي
سعادة الاستشاري الدكتور: أحمد بن ناصر بوعيسى
على مُتكأ الذكرى طال الحوار، وعلى خيوط القمر ذاب السوار..
فقد ألهبتك المعطيات بحنينها، وتاقتك الأماني برنيمها، وفاخرت بك الأحساء بنخيلها..
فأنّى للتمر باستنطاق اسمك، وكيف للخُطى مُلاحقة رسمك، وأنّى لليراع تدوين خبرتك وسيرتك؟!
فقد كتبك المديح بالعطاء ونكران الذات لإسعاد المرضى، فغدوت شمعةً مُضيئة بين أفراد عشيرتك، ومحلتك، ومنطقتك، ووطنك، أيها التمر الهجري..
فـأيُّ حرفٍ تاق حوارك، وأيُّ مهنةٍ ساقت جوارك، وأيُّ معصمٍ جلبب الأطفال بتحنانك ومزاحك، وأيُّ وقفةٍ سكبت خواطرك؟!
فهل تذكر فرح الآباء بعد كل عمليةٍ تُجريها، وهل تستحضر دعاء الأجيال لكل دمعةٍ تحويها؟
ليطول المقام بنا هنا..
فخذ ما طاب لك، واترك لنا ما تبقى من عطرك على مطرق باب السيد الحداد!
الابتسامة أفضل جُملة مُختصرة. على سفرجلة الصُبح ترقد أُمنية بين قُبلة الشروق ودفء الاشتياق..
فعلى وصالٍ استيقظت كل الأمنيات!
يا دوحة الجود على جيد الجمال..
يا نفحة العطر على كل الخصال..
هبي الغياب بمسحة صدرٍ امتزجت بالعنب، أو لا أقول لماذا يُكتب العتب؟!
فقد تأرجح الوجد على لون العقيق، وتمارى إحساسي على مد الشهيق، فأنّى لصهيل عطري مُجاراة الرفيق؟!
قل ما تشاء وتدبر ماذا أقول: أفي الحضور أنتِ أم كل الشعور؟
ليثمل اليراع: "أُحبكِ وكفى"!
حدثته: أأنت أنت، أم أنت أنا؟!
فأجابني: لم يعتد لساني على التملق لعُمرٍ تائهٍ فوق أروقة النفاق، والتي حطمها عجوز دهري بعصاته!
فظل يُتمتم بشفاهٍ مُرتعشةٍ وإشارات لم يُضللها السواد: أأُماري قداسة قولكم بكلام عرفته الأضلاع، وكسره أزميل الشهاق، أم نعيش عشوائية طالها الملام ووثقها الخصام؟
على مرأى من الناس قُلنا: أفي ظلال السدر شكلنا الرحيل؟! على أي دُكةٍ سجلت حلمي، وكيف لقلبي إذا ما ناجى السحر؟!
وسوم: العدد 750