أيها الشباب
من كتابي ( طاقة من النّثر )
** من كلماتي الأسبوعية الموجّهة للطّلاب **
ما حديثي إليكم - اليوم - أيّها الشّباب , إلا ذكرى , فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين إنّكم الآن في المرحلة النّهائيّة من عملية صنع الرّجال , وقد قرب موعد إلقائكم في غمار الحياة . , فتعالوا نعجم عيدانكم قبل أن تعجمها شدائد الحياة , فتلين قناة أحدكم , فيفرّ من معترك الأيام , وهيهات هيهات أن ينفع الفرار!
تعالوا لنرى ما أعددتم في الجعبة ليوم الكريهة والنّزال , ولنبدأ أوّلاً بخير سلاح :
هل حررّتم وجدانكم من عبادة أحد غير الله – تعالى - ومن الخضوع لأحد غيره سبحانه وتعالى ؟ , هل عملتم على الاتّصال مباشرة بالله خالقكم , تستمدّون منه القوّة والعزّة والشّجاعة , وتشعرون برحمته وعنايته , فيشتدّ إيمانكم وتقوى عزائمكم ؟
هل تقفون كلّ يوم خمس مرّات لتتصلوا بربّكم , وتتوجّهوا إليه بالقلب والفكر والجسد , فتطردوا من أنفسكم شعور الخوف على الحياة أو الخوف على الرّزق أو الخوف على المكانة ؟
هل تحرّرتم من عبوديّة القيم الاجتماعيّة , قيم المال والجاه والحسب والنّسب ؟
تلك القيم التي تصدّى لها الإسلام فوضعها في موضعها الحقيقي بلا إغفال ولا مغالاة , وردّ القيم الحقيقية إلى اعتبارات معنويّة ذاتيّة كامنة في نفس الفرد أو واضحة في عمله , وبذلك يضعف تأثير تلك القيم الماديّة , وتضؤل آثارها النّفسيّة , قال – تعالى - :"إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم "
بل هل تحررّتم , أيّها الرّجال من ذاتكم , فلم تستذلّكم لذّاتكم وشهواتكم ؟ أرجو أن يتم ذلك , وعندها لا يسلّط الله علينا طرائد البشريّة وشذّاذ الآفاق !
لا تلوموا الدّهر في ذلّتكم إنّما ذلّلكم عميُ البصائر
ولقد نكـّبـتـمُ عن دينكم فأباح الدّار شذّاذٌ أصاغر
انصروا الله تنالوا نصره ما لكم من دونه يا قومِ ناصر !!
وسوم: العدد 702