ما تبقى مني ....جزء1
جزء ....1 عاصفة:
كان الهواء حولها اقل من الازم كي تستطيع التنفس منه....او كان اقل مما تحتاجه من الهواء ....او ان العالم الكبير ضاق بها الى ركن صغير تعجز فيه حتى عن الحركة.....
عقارب الساعة قاربت على... الثانية عشرة تعلن بداية يوم جديد....ولم يعد للان...
تراه لن يعود ابدا ؟؟؟
تراه تركها لللاعودة...
كيف لا!!!
وقد كان ذلك الشجار كفيلا ان يجعله يرحل لعالم اخر...وليس رحيلا دنويا الى مكان اخر
تراه ذهب ليزورها؟؟؟
تلك الفتاة الصغيرة البريئة ؟....التي تحولت في لحظة الى كابوس كبير...
تبدلت ملامح البرائة فيها الى شراسة...
غدت كاسره ....خبيثة ...صاحبة مؤامرات وخدع...
او ربما بدت هي تراها كذلك....
كما ترى العالم اليوم حولها بضيقة الشديد.....
وهوائه القليل...
الساعات تمر عنده كانها دهر ...
لن يعود لي ...
انه لم يكن لي يوما ولن يكون...
سواء كان لها ...
ام لم يكن ...
فانه ليس لي ....
رغم المطر الشديد الذي كان يهطل ...في تلك اللحظة ...
كانت تجلس على اريكتها تنفث دخان سيجارتها التي شارفت على الانتهاء..
وعاصفة اخرى تعصف في نفسها ...
عاصفة من نوع اخر ....اقوى واعنف من اي عاصفة شتاء مرة...
اقوى واعنف بكثير ...كانت .
كان قلبها يتسارع في نبضاته رغم ملامح البرود التي تعلو محياها
وهي تنفث دخان سيجارتها من وقت لاخر....
كان ليلة شديدة المطر وشديدة الظلمة......
ترأت في روحها صور كثيره له...
كم احبته...
اجل لقد كان كل شيء في حياتها ...
كانت لا تصدق ان الحياة اهدتها شخصا مثله...
بلطفه وقلبه الواسع الذي كان يتسع لكل احلامها وهمومها...
كانت لا تزال طفلة صغيره يوم ان عرفته ربما ليس بعمرها .. ..
.ولكن بروحها ..
لقد علمها كل شيء ...
الا شيء واحد ...ان تعرف كيف تعيش من غيره..
كان قلبها لاتزال تعصف به عواصف الشتاء ...
لقد تغير كثيرا ..
من يوم ما عرف تلك الفتاة ...
لم تكن تتذكر اخر مرة دعاها لشرب قهوتهما الصباحيه...
لقد صار يغادر كل يوم دون حتى ان يطبع قبلته المعتادة على وجهها ...
كانت حزينة...
حقا ...
كثيرا ما سالته:لماذا تغيرت ...
كان يبتسم ويقول لها:كلنا تغيرنا ...
هل كان هذا هو نهاية مطافه بقلبها ...
كان لابد لها من اصلاح قطار حياتها ..
فحتى لو فتر الحب في قلبه ...فهو شيء يفتر مع الوقت ..
يهرم الحب في القلب ولكن يبقى وجوده في حياتها شيئا اعتاد قلبها عليه ...
ربما مهما كان مزعجا في كثير من الاحيان ...فقد اعتادت وجوده في حياتها ..انها حقا لا تستطيع العيش بدونه...
لذلك نهضت من مكانها ...اطفئت ما تبقى من سيجارتها ...
واعلنت حاله من الاستنفار ..لابد ان تعيد لذلك القلب الحياة...
جزء 2
محض صدفه:
لم تكن تدرك انها ربما وصلت متاخره
او استيقظت من غيبوبتها وكان كل شيء رحل
حتى قلبه...
ذلك الذي احبها يوما ...
كان قد رحل مع عاصفة المساء ...
كانت قد توجهت الى مكتبه حيث يعمل بالجامعه ...
لقد كانت تود ان تصلح حطام قلبها ..
لقد كان يجلس خلف مكتبه ...و كانت فتاة في العشرينات من عمرها تجلس في الجهة المقابلة له وكان غارقا في الحديث معها ..
وقفت محدفة به للحظات منتظره ان ينتبه لوصولها ...ولكنه اخذ وقتا طويلا ليلاحظ وجودها...
مرحبا سيدة وداد ما اخبارك .قال لها السيد رفعت( وهو زميله بالعمل ).ما اخبارك وكيف حال الجامعة ..
ابتسمت وداد : الحمد لله بخير شكرا لاهتمامك
عندها لاحض السيد احمد وجودها.
تلبكت ملامح الفتاة الجالسة معه واحمر وجهها ..بشكل واضح..
اااه اعذروني ...اراك لاحقا ..وانصرفت
وداد ...ما الذي جاء بك الى هنا..قال السيد احمد مخاطبا لزوجته التي تجاوزت الخامسة الثلاثين من العمر ولا زالت تحتفظ بجمالها ووقارها واناقتها بشكل واضح..قالها وبدت عليه ملامح الاستياء
لقد جئت لاتحدث معك ..فانا لم اراك من اكثر من اسبوع ...هل تسمح لي ببعض من وقتك...قالت وداد بهدوء
بدت ملامح الضيق على السيد احمد:ولكنني مشغول ...
نظرت اليه وداد:مشغول ...؟؟؟
ماذا تريدين يا وداد ؟قال السيد احمد مرة اخرى.بنبرة اكثر استياءا
اريد القليل من وقتك ان تمنحه لي وليس لغيري...
ازدادت ملامح السيد احمد ضيقا ...ماذا تريدين..
عندها نظرت وداد للارض وبدت حزينة حقا ..اردت ان احاول اصلاح الامور ...
ابتسم السيد احمد : وهنا ؟؟
اراك اليوم ..هل هذا جيد.
نظرت وداد اليه ..هل هذا وعد...
قال السيد احمد ...اجل وعد.
انتظار :
دقت الساعة معلنة انها تجاورزة 12 عشرا ليلا
كانت وداد تتملل في فراشها محاولة النوم
كانت تعرف انه لن ياتي ولكن ربما القليل من الامل ..بصيص خفيف من الاحلام جعلها تنتظر
حرمها من النوم ...
كانت متأكده انه لن يأتي
حاولت ...ثم حاولت النوم ولكنها لم تستطع
وفي لحظة سمعت جرس الباب
نظرت لتعرف من الطارق فاذا به هو ..زوجها الذي لم ياتي للبيت من 3 شهر
فتحت الباب ..
مرحبا ...قالت بهدوء وبدأت دموع حائرة السفر من عيونها
اهلا وداد:لم ارد ان اخلف وعدي لك
وان كنت قد اخلفت الكثير من وعودي .لقد كنت مترددا بالقدوم ..
تفضل اجلس ..قالت وداد
خلع احمد زوج وداد معطفه وجلس على الاريكة واشعل سيجارته
وضعت وداد القهوة على النار وجلست مقابله
حدقت بالارض:وقالت بلطف.احمد .ان كان في قلبك اي حب لي .اي امل ان تعود لنا فاخبرني الان.وان لم يكن.
قاطعها احمد:الحب يا وداد شيء غير ملموس .
نحن لسنا شبابا متهورين .او مراهقين
لقد عشنا اكثر من 15 عاما وبيننا اطفال.
نحن نفكر الان بفكر اكثر نضوجا
لقد اصبحت الحياة بيننا لا تطاق ........
اعدت وداد القهوة واشعلت سيجارتها .
ان ترى هذا .فليكن يا احمد .فلنبدأ باجرات الطلاق .اهذا ما تريده
اسمعي يا وداد .قال احمد
انت تعرفين مكانتي بالعائلة ومكانتك لن يكون من مصلحتنا ان نعلن طلاقنا
مصلحتنا :قالت وداد ؟؟بل مصلحتك انت
انت ان لم تردني فحررني منك.
لن اضل طوال عمري مقترنه باسمك..
نظر احمد لوداد طويلا ...
نحن من اكثر من عامين منفصلين لماذا الان تريدين الطلاق ؟؟؟
وهل هذا الامر يعنيك حقا ...ان كنت لاتريديني فاتركني اعيش حياتي متحررة منك
اذن تريدين الزواج؟ قال احمد بهدوء ونفث دخان سيجارته
هذا امر يعنيي:.... قالت وداد بحرقة
كانت تتمنى ان تصلح الامور ولكن الامور قد عفى على اصلاحها الزمن
ساخذ الفتاتان في حضانتي قالت وداد.
ولكنك ستتزوجين ....رد احمد
من قال لك هذا ؟؟قالت وداد
اسمع يا احمد ...ارجوك انا اردت ان نصلح الامور لا ان نجعلها تسوء ...قالت وداد
نظر اليها احمد ولكنها ساءت بالفعل ...
فلنجعلها تتحسن...قالت وداد الا يمكن هذا ؟؟؟
امسكت وداد بيد احمد وقالت انا ارجوك يا احمد ان تحاول ...قالت وداد
نظر اليها احمد و سحب يده من يدها وقال فات الاوان ..
جلس الاثنان يرتشفان القهوة بصمت ...
قطعته وداد لقد كانت 15 عشر عاما من افضل ايام حياتي ...ومن اصعبها
وانا كذلك... قال احمد
ردت وداد ولكن ما الذي جعل حالنا يصل الى ما نحن عليه اليوم...تساءلت وداد
انه تدخل الجميع بحياتنا ...وعدم تفهمك لي ...قال احمد
نظرت وداد لارض .اذن هو الفراق ...قالت وداد
نظر اليها احمد ...سيعز علي فراقك ...ولكن صدقيني ...انه الافضل لكلينا ..
عاودت وداد الامساك بيده ...كما تريد يا احمد ان كنت ترى سعادتك بهذا فليكن ..اما عني فانا ساسافر بابنتينا
ساد صمت رهيب بالمكان وكان العالم قد توقف فجأة
اطفئت وداد سيجارتها وطبعت قبلت وداع اخير على جبين احمد
وقالت بحزن ...لقد كنت اول من احببت وستكون الاخير ...فقلب المرأة لا يتسع الى اكثر من حب
نظر اليها احمد ...واحتفظ بالاجابة لنفسه ...ولم يضف اي كلمة اخرى
جزء 3
الرحيل ...
كان لا بد لها ان ترحل وان تترك كل شيء يذكرها به
ليس لانها كانت تحبه كثيرا ...بل لان قلبها لم يعد يحتمل الحياة في مكان يذكرها كل شيء فيه
لقد كانت تحب احمد القديم
وان كان ذلك الرجل الذي ودعته الى الابد لا يمد له بصلة
الا انها كانت تعرف ان حبها قد مات ودفن فيه
لم يجادلها في حضانة ابنتيه ...كان يعلم كل العلم ان وداد ستكون افضل لهما منه
كان داخله فراغ كبير تركه بعدهم عنه
فراغ لم يدركه الاعندما رحلت هي وابنتاه
ما اظلم العالم بدون وداد
حتى بعدما تزوج تلك الفتاة العشرينيه ..ورغم روحها الطفولية العابرة ...الا انه لم يحس يوما معها باحساس وداد
لقد كانت وداد سيدة اخرى
انتهى...
كانت الطائرة ترتفع ببطىء شديد
كان وداد تحدق بكل من يصعد متحرية ملامحه
كانت تبحث عنه
عن احمد
كانت تتمنى ان يعود
ان يلحقهم بالطائرة ويعلن استسلامه لحبها هو وابنتاه
ولكن الطائرة ارتفعت
و مرة ثلاث سنوات لم يحادثها فيها احمد الا لاجراءات النفقة
لقد كان يرسل نقود بانتظام لهم
ولكنه لم يطلب يوما رؤيتهم
كانت دائما ما تتسائل عن السبب
هل حقا غيرته الايام ام ان شيء قد تغير بها
لا تدري
وربما انها وصلت لمرحلة انها لا تريد ان تعرف ....
لا تريد ان تعرف ...
وان كانت في بعض الاحيان تحاول ان تختصر الامور ..
كان هناك شيء غير طبيعي
كان الشتاء قد بدأ بالفعل
ماذا يا ابنتي ..هل ستبقين تجالسين نافذتك كل يوم ...انا لا ادري لماذا لا تعيشين حياتك كما فعل هو ...قالت لها والدتها وهي تسكب لها قدحا من الشاي
هل تعرفين يا امي ...كنت احاول قدر الاماكن اصلاح الايام معه ...ليس لانه تبقى في قلبي حب ...الحب امر نسبي ...ولكن لاجل هاتان الفتاتان ...
ان انا تزوجت سياخذهما مني ...انا موقنة بذلك ...ولن يكون لي قدرة على استرجاعهم منه ...
ولكنك بهما ستبقين حياتك متوقفة ...قالت والدة وداد
انا اذهب كل يوم لعملي يا امي ...وفي كل شهر لي راتب جيد ؟؟؟هل تريدين اكثر من هذا؟؟؟
كما تريدين يا ابنتي ...قالت والدتها وهي تقلب قنوات التلفاز
اما وداد فقد كانت تحدق بالمطر وترحل معه لذكريات بعيده ..بعيده جدا جدا
كيف تغيرت ملامح المكان ...لم تزر بيت طفولتها منذ زمن ...لازال سريرها كما كان ,...الكثير من العابها ...وبعض ملابسها...
ماالذي جعلها تغادر هذا العالم لتتعلق باحلام اخرى كانت تعلم قبلا انها لن تسعدها...ولكنها حاولت ...وقد كانت محاولتها خيبة اخرى اضافتها لخيباتها
ولكنها تعلم شيئا واحدا ان احمد انتهى من حياتها وللابد
صدفة:
كان المطر شديدا جدا لم تستطع وداد ان تغادر باب الشركة التي كانت تعمل بها ...
مرحبا وداد ...اتاها ذلك الصوت المألوف كومضة من الحلم..كصعقة كهربائية خفيفة ..وشديدة بان واحد
انها تحلم لا محاله ...
التفتت الى صاحب الصوت ...وتجمدت في مكانها ...محاولة قدر الامكان ان تخفي ملامح الدهشة التي خيمت عيلها
مرحبا وداد عاود ذلك الصوت مرة اخرى طرح عيارته علها تتحرك من مكانها ومد يده ليصافحها
عندها انتبهت انها متجمدة في مكانها من وقت كافي ليجعلها تبدو كصنم
مرحبا يا ياسر ...ومدة يدها مصافحة
ياسر؟؟؟؟ماالذي جاء بك الى هنا ...ماالذ اعادك لدنيتي بعد كل تلك السنوات ...لا
لم تكن صدفة ...فهذا مستحيل في عالم الصدف ...
كانت عواصف من التساؤولات تعصف بها في تلك اللحظة
ولكنها اكتفت بمصافحة عابرة
ما رأيك ان اوصلك للمنزل فالجو ماطر وشديد البروده
سيكون كرما منك .....قالت وداد
على الرحب والسعة ....قال ياسر
ركبت وددا في سيارة ياسر وكان المطر شديدا بالخارج لدرجة يصعب مها الرؤية
هذه شركة جيدة جدا...قال ياسر ...ولكنك غيرت تخصصك
اجل احببت هذا التخصص اكثر ...
وانت ماذا حل بك...
لقد انهيت ادارة شركات من امريكا ...وعدة منذ عدة سنوات
نظرت اليه للحظات ...لازالت ابتسامته ساحرة كما كانت ...ولتلك الخطوط التي رسمت على وجهه زادته وسامةووقارا
وذلك الشيب الذي بدأ يغزو شعره...وذلك المعطف الشتائي الكموني اللون ...لقد بدى لها وكنها راته بالامس وهما لم يفترقا يوما
وباي شركة تعمل الان؟ سألت وداد
لقد تم نقلي الى شركتكم ..منذ بعض الوقت ...
هل انت مدير الشركة ...؟؟؟تساءلت وداد
صمت ياسر قليلا ...تقنيا انا صاحب الشركة...ومديرها يعمل عندي...
ماذا ؟؟؟لقد صدمها هذا بكل مقاييس الكلمة ...اذا لقد تعينت بهذه الشركة ليس من محض الصدفة ...لقد كان ياسر ...ذلك الحب القديم الذي عفى عليه الزمن هو وراء ذلك
صمتت وداد لفترة طويلة ..
ما اخبارك انت.... قال ياسر ...
نظرت اليه ودادا طويلا.... اظنك تعرفها اكثر مني ...قالت وداد
هل يمكن ان انزل هنا.. قالت وداد
ولكن منزلك لا زال بعيدا والمطر شديد..... قال ياسر ...
لماذا عينتني قالت وداد.....وهي تحدق بياسر
ماذا تقصدين يا وداد... لقد تقدمت انت للوظيفة ...
اريد ان انزل هنا يا ياسر ارجوك قالت وداد
قال ياسر ارجوك يا وداد اهدئي قليلا ...لن اتركك في هذا المطر الشديد
اريد ان اعزمك على هذا المطعم ان سمحت لي لاتحدث معك قليلا
صمتت وداد قليلا ....
واشعلت سيجارتها
نظر اليها ياسر ...لقد اصبحت مدخنة اذا ...قال ياسر
هذا الشيء الوحيد الذي يجعلني اهدأ
توقف ياسر بالقرب من مطعمه المنشود
وجلس هو ووداد على مقعد مطل على الشرفة وقد كان سيل من الامطار يعصف بالمكان
اجل انا من اردت لك ان تتوظفي بشركتي ...اردت ان اراك واتحدث معك باي طريقة ....قال ياسر
لا انكر انني كنت اتابع اخبارك ....واسف ان قلت لك ان انفصالك عن احمد كان شيئا اسعدني...
لقد كنت اراقبك منذ ان بداتي العمل بالشركة ...
لم اقوى على التحدث معك...
وداد ....انا لازلت احبك...قال ياسر
ياسر ..ماذت تقول ؟؟؟اتعتقد انني فتاة مراهقة ساذجة ...يمكن ان تضحك عليها بكلمتين؟؟؟
.انا لم يتبقى في قلبي مكان لاحد حتى لك ...يكفيني ما مررت به
وداد ...انا تركت زوجتي منذ اكثر من 6 سنوات ...لقد كان حبي لك دائما ما يحرمني من كل شيء
ولم اصدق انك عدتي لي الان
ماذا تريد يا ياسر لقد كبرنا ..لقد تجاوز عمري السابعة والثلاثين ....
قالت وداد: وهي تنفث دخان سيحارتها .هل تريد ان نعود اصدقاء كما كنا ...
لم اعد وداد المرحة التي تتحفك بنكاتها ..صدقني لم اعد اعجبك كما كنت
وكم طفل انجبت من زوجتك...قالت وداد
نظر ياسر للارض ...لم نرزق بالاطفال ..
بدت ملامح الحزن على وجه وداد ...اسفه على سؤالي ...
لا يهمك ..قال ياسر
سيدي ماذا تريد : ساخذ طبقا من المشاوي المشكلة ..لي وللسيدة
ابتسمت وداد : لازلت تذكر انني احب المشاوي
ابتسم ياسر : طبعا .
وداد :انا لم اطلب منك ان نكون اصدقاء ...لقد عملت بالشركة ثلاث سنوات دون ان اتدخل بحياتك ..ولكنني لم اعد اقوى ان اراك دون ان اجعلك جزءا من حياتي قال ياسر بجدية
نظرت اليه وداد...لماذا لا تصدقني يا ياسر لم يتبقى في قلبي من حب لاحد..لقد انساني ز وجي السابق معنى الحب
و شكرا لك عل الطعام
همت وداد بمغادرة المكان
انتظري قال لها ياسر ...
لن اتحدث بالموضوع ...ولكن عليك ان تاكلي معي لقد طلبت الطعام
حسنا ....قالت وداد
لقد كان ذلك اليوم يوما عصيبا عليها ...لم ترى ياسر مرة اخرى ...الا في حفلة الشركة ..وفي اجتماعات الشركة الكبيرة
لم يعاود فتح الموضوع معها ولكنه ابقاها شاردة للحضات طويلة .
لقد كان ياسر حبها الماضي ايام الجامعة ...حب لم يكتب له الحياة ...حب عابر كنسمة هواء ...لم تراه من سنوات طويلة
لم تستطع ان تخبره عندما راته ان شعره الابيض اعطاه وسامة اكثر
وان ملامحه لازالت كما كانت .لم تستطع ان تخبره انها اشتاقت لروحه العذبة وضحكته الجميلة ...لقد كان قلبها موجوعا بمافيه الكفاية ...غير انها كانت تخشى ان تفقد ابنتيها .اذا ما اقتربت منه
القليل من الابتسام:
قرع باب مكتبها بهدوء
تفضل قالت وداد. لقد كان ياسر
يحمل في يديه قدحين من القهوة الساخنة
هل تسمحين ...قال ياسر
تفضل ...قالت واداد
لم اعد ارك تتسمين كما كنت بالماضي ..قال ياسر
الم اقل لك اني تغيرت ....قالت وداد...
ولكن لا افضل زياراتك لي بالعمل ...انا لا احب ان يتحدث عني احد...
ابتسم ياسر ..انا بالعادة ازور كل الموظفين واشرب معهم القهوة وتستطيعين سؤالهم كلهم ..الا انت كنت اخاف الاقتراب منك بعد ذلك اليوم...
ابتسمت وداد...حقا ..انا اصدقك..
اردت ان اخبرك انك لم تتغيري ...لازلت كما كنت ...ولكنك اكثر حزنا ...قال ياسر
ابتسمت وداد بحزن ...انت ازدت وسامة ...و ذلك الشعر الابيض ...لقد اعطاك وقارا غريبا
ابتسم ياسر ...لقد افتقدتك حقا ...
ابتسمت وداد...انت من اراد الفراق ...ولم يعد قلبي يحتمل فراقا اخر ...
تعلمين كل قصتي يا وداد...اكثر مني ...
لقد كان قلبي يحس دوما انك ستعودين لي ...
ولكنني يا ياسر ساخسر ابنتي ...وهما اغلى ما املك في هذه الدنيا ...هما الشخص الوحيد اللذي لن يتركاني كما فعتلهم انتم
...من قال لك يا وداد انني ساتركك بعد كل ما لقيتك...
نظرت وداد للارض
وطرق باب مكتبها احد
عندها ارتبكت ملامحها وحاولت اخفاء توترها الشديد
نهض ياسر :اذا للحديث بقية
دخلت احدى العاملات تحمل اوراق للسيدة وداد
وحدقت بالسيدة وداد وبالسيد ياسر ...
وقالت ..لم تاتي منذ زمن لتشرب القهوة في مكتبنا يا سيدي
ابتسم السيد ياسر ...انه الدور لابد لك ان تنتظري
ضحكت السيدة ...انا بالانتظار
لا تنكر وداد انها شعرت بالامتعاض من كلام تلك السيدة .ولكن ما دخلها ان ياسر لا يمد لها باي صلة . لقد انتهى ماكان له بقلبها منذ زمن بعيد وهي لا تحب فتح صفحات الماضي .وخاصة عندما تأتي الاشياء متأخرة ...
شتاء طويل...
كان المطر ينهمر بغزراة في الخارج وكانه اول شتاء تراه وداد...
لقد كانت والدتها كثيرا ما تتحدث لودادا عن حياتها ولذلك قررت ان تستقل بشقة لوحدها مع ابنتيها
كان المطر شديدا حقا
جلست تحدق بالمطر من النافذة المطلة على الشارع ...
جلست ابنتها فيحاء .ابنة الحادية عشر الى جوارها ...و التحفت معها وشاحها ..
ماما...الن نرى ابي مرة اخرى ...
غطت وداد ابنتها بوشاحها وقربتها منها وكانها تحاول ان تواسيها ...
لا اظن ذلك يا حبيبتي ...لقد تخلى والدك عنا جميعا ...
نظرت فيحاء الى امها مرة اخرى...اظنه قد فعل هذا منذ زمن بعيد يا امي ...ولا اظننا بحاجة اليه...
صعقت كلمات فيحاء امها حقا..من هذه التي تتحدث ؟؟؟اهي فيحاء ابنة الحادية عشر ربيعا بحق؟؟؟ هل كانت حقا تشعر بشعور امها ...ان احمد قد تخلى عنهم منذ زمن ...منذ زمن بعيد....
قرع باب المنزل ...وقد كانت الامطار بالخارج تشتد اكثر واكثر ...
اسرعت نرجس (ابنة وددا الصغرى )لفتح الباب
نرجس لا يا ماما ..قالت وداد
لا تفتحي الباب دون اذن امك ...قالت وداد وهي تحدق بنرجس بغضب
اتجهت وداد نحو الباب ونظرت من فتحته الصغيرة ...فاذا به ياسر ...
تراجعت قليلا...ياسر ما الذي جاء بك؟؟؟قالت وداد بحنقة في نفسها ولكنها فتحت الباب ورحبت بالسيد ياسر
دخل السيد ياسر الصالة
انت تعلم انه لا يحق لك زيارتي في منزلي... قالت وداد
لماذا.. قال ياسر
لانني سيدة تعيش لوحدها مع ابنتيها
وهل استطيع ان اكسر هذه الوحده...قال ياسر
هل يمكن لك ان تعدي لنا فنجان من السحلب الساخن يا سيدة فيحاء
نظرت اليه فيحاء ...حسنا يا سيد ياسر
وانصرفت
ماذا جئت تفعل هنا يا ياسر
الا تعرفين المقولة ...من لا يملك الحب يخشى الشتاء
وبعد ؟؟؟ قالت وداد؟؟؟
اتعتقد انني تلك الفتاة الصغيرة المنطلقة للحياة التي عرفتها منذ زمن
ام تظن انني ساتجاوز عن زياراتك لي بالمنزل وانا سيدة لوحدي
ارجوك يا ياسر ..يكفي ما وجدته في حياتي ..لا تصعب علي الامور وتجعلني اترك الشركة قالت وداد
اشعل ياسر سيجارته
واخذ منها نفسا عميقا ....لا لا اصعب عليك الامور يا وداد .ولا اطلب منك ولا اتوقع ان تكوني تلك الفتاة التي عرفتها ..انا اطلب يدك للزواج...ولكنك انت من يصعب الامور علي ...انا لا اطلب من الحياة الكثير غير ان ارتاح فيها مع من احببت ما تبقى لي من عمر
نظرت وداد لياسر ...وبدأت عينيها تذرفان الدموع بعزارة ...قرعت فيحاء الباب ...ووضعت السحلب وخرجت على الفور
نظر ياسر لفيحاء ...وقال ابنتك مهذبة حقا ...كأمها
لماذا بعد هذا العمر يا ياسر ؟؟؟قالت وداد
ان تاتي متأخرا افضل من ان لا تأتي ...رد ياسر
يكفي ما ذهب من عمرنا ونحن نحاول اصلاح ايامنا دون جدوى ...
ماذا تقولين ياوداد
ياسر ....انت لا تعرف ما انت مقدم عليه...
انا حطام سيدة...صدقني لم يتبقى مني اي شيء لاعطيك اياه...
نظر اليها ياسر ...وانا يا وداد لم يتبقى مني شيء سوى هذا الجسد المتعب من الحياة ...فهل تقبلينه
واصلت وادد البكاء عندها احاطها ياسر بذراعيه ومسح دموعها الغزيرة
اما ان لنا ان نرتاح يا حبيبتي
نظرت وداد للارض ...واومئت براسها ايجابا
بلى ...فانا تعبت ...
زهور النعمان
كان الربيع قد اوشك على الحلول
لم تكن تعرف وداد هل كان هذا اول ربيع في حياتها ام لا
وكانه اول ربيع حقا
لم تتوقع ان تكون حياتها القادمة هي الاسعد
ولكن كانت تعرف ان حملا ازيح عن كاهلها
هل يمكن لاانسان ان يدفع ضريبة باهضة كعمره
ان يدفع شبابه ضريبتا لاختياره
هل يمكن ان يكون احساس الانسان الدائم وبحثة عن احلامه المسلوبه سببا لتعاسته
قبل 15 عاما تركها ياسر لسبب هي لم تكن تعرفه ...ولم تسال عنه
و ذهبت تبحث عن عزاء لروحها باحمد الذي قتل فيها ما تبقى لها من روح
وبعد 15 عاما جاء ياسر ليقرع ابواب قلبها من جديد ...وكان قلبها منزل لكل من اراد الدفىء والحنان \
ولكن ...
لم تستطع ان تبقى ذلك المنزل ...
ماما لقد جاءت فيحاء ....انظري لقد صنعت طوقا من الزهور ...انه زهور شقائق النعمان ...
نظرت وداد الى ابنتها فيحاء وهي ترتدي الطوق لقد كانت اشبه بملاك يلتفح الربيع طوقا
ضمتها اليها....حبيبتي
فيحاء ...امي الن نعود مرة اخرى الى هناك
لا يا فيحاء ...هذا هو عالمنا الجديد حيث لا يعرفنا الماضي ولا نعرف الحاضر ...
امي ...لماذا غادر السيد ياسر ذلك اليوم مستائا جدا...
الرجال يا ابنتي يظنون ان العالم كله بين ايديهم ...يظنون اننا دمى نتحرك وقتما يشاؤون ...ومتى يشاؤون
وان كان الشتاء من غيرهم طويلا
ولكن بعده ربيع جديد
كان لك المنزل الربيعي دافئا جدا
جميلا لقضاء اجمل عطلة ربيعية مع الابناء
كانت ام وداد قد اعدت طعامل شهيا عند عودتهم من نزهتهم
كانت وداد جالسة بهدوء عند النافذة ...
لماذا لا تاتين لتاكلي يا ابنتي
لا يوجد عندي شهية يا امي ....قالت وداد
استضلين هكذا يا ابنتي ...تتصفحين دفاتر ايامك .كان عليك ان تقبلي بالحياة كما هي
ولكنني لم استطيع يا امي ...لم اعد في سجن ذلك الرجل انا ..لقد تشهوت ملامحي فتحررت منه قالت وداد
وياسر يعود لي الان لياوسي نفسه ...انا اكرهه الان اكثر من احمد بكثير ...انه شخص لا يعرف الا مصلحته
يفتح جراح الاخرين ليداوي جرحه هو...
جلست تتصفح دفاتر الماضي بكل حذافيره ...
لابد لها ان ترحل من هنا
من اين جاء لها ياسر هذا
كانت حياتها بعد عامين من تركها لاحمد بدات تستقر
ولكنها لن تسمح لاحد بان يدوس على جراحاتها
كان ىقلبها متعبا اكثر مما يمكنها تحمله
.من يقدر حزنها...
زوجها احمد تزوج حبيبته الصغيرة ...و طوى صفحتها من حياته
و هي الملامة في ذلك ...كان عليك ان تصبري ...هذا ما تستطيع امها قوله...
لا تدري لماذا اعادت فتح البوم صور زفافها وكانها تحاول ان تنبش الماضي ...ربما انها تريد ان تعاقب نفسها ولكن على ماذا ...هي لم ترتكب جريمة...
لقد كانت في لحظة ما مقتنعة بحبها له ...
لاحمد...
وان كان الحب شيئا لا قيمة له...
فلم يكن الحب مشكلة كبيرة..كان المشكلة الرئيسية ان احمد كان يضعها دائما على الرفوف الاخيرة من حياته...لا تدري لماذا؟؟؟ربما لانه اعتاد دائما ان يتملك الاشياء ويضعها على الرفوف
اما ياسر...كان في الماضي شخصا اخر ...ولكنه رحل فجأة لسبب غير مبرر ...ولم تعرف كيف تتصل معه ...او كيف تجده
قطع حبل افكارها جرس الهاتف ...
سيدة وداد ...المدير يريدك في مكتبة...
كان لابد لي ان اترك العمل ...ان اردت ان ارتاح من وجع القلب ..قالت وداد في نفسها وهي تخط ورقة في استقالتها ...بخط رديء للغاية ...كانت متوترة بشدة وهي تحمل ورقة استقالتها ...التي كتبتها على عجاله وتوجهت بها للمدير ...الذي يصر على ان يحوم حولها ...
مصارحة....
تفضلي يا وداد...قال لها المدير ...
نظرت اليه وداد بدهشة ...انه ليس ياسر ...اين ذهب ياسر
نظرا لجهودك بالعمل فقد قررنا ان نقدم لك هذا الشهر مكافاء مالية وهي شيك بقيمة 100 دولار
وقدم ذلك المدير الجديد الشيك لوداد...التي تناولته وخرجت دون حتى ان تعبر عن شكرها او سرورها ..وهي تحمل الشيك بنفس اليد التي كانت تحمل الاستقالة ...اذا لقد اختار ياسر الرحيل ...هذا افضل ..ولكنها لا تنكر ان جزءا منها كان حزينا على رحيله...
مرة ثلاثة شهور ...على اخر مرة شاهدت فيها ياسر
عندها وصلت هاتفها رسالة ....
مرحبا وداد ...انا ياسر ...انا مدين لك باعتذار ان امكن
هل يمكنني ان لاقيك بالمكان الذي تحبين ...لن اخذ من وقتك الكثير ...
بانتظار ردك
جلست وداد طويلا تحدق بالرسالة...
مدين لي باعتذار ؟؟؟
ماذا تريد يا ياسر اتركني وشاني ...همت بكتابة كلماتها ولكنها تراجعت
دق جرس هاتفها ....انه رقم من خارج الولاية ...لا تعرفه ...
مرحبا وداد ...اتاها صوت احمد كصاعقة ...بقيت صامتة طويلا ...وداد هل تسمعينني وداد...قال احمد
ماذا تريد؟ قالت وداد على امتعاض ... بعد ثلاث سنوات ...لماذا تتصل ...لو كنت اعرف انه رقمك لما رددت على الهاتق ...
وداد...لقد راجعت نفسي ...انا لن اجد افضل منك ...قال احمد بصوت يعتصره الندم
انتهت المكاملة سيد احمد...ولعلمك لقد حصلت على حضانة البنتين ...ارجوك لا تزعجنا بحياتنا ...قالت وداد
الا يمكن ان ازوركم...قال احمد
لا ...لا اريد ان اراك...قالت وادا
لماذا انت حاقدة علي كل هذا يا وداد
انتهت امكالمة يا احمد لم يعد العتاب معك يجدي نفعا ..... قالت وداد
ولكن من اين احضرت رقمي ...قالت وداد ...من امي طبعا...
مع السلامة يا احمد...وانهت المكالمة
لم تعرف يوما ان في قلبها كل هذا الحقد على احمد ولكن ثلاث سنوات مرة ولم يدق هاتفه ...لابد انه يحتاج لبعض النقود او الدعم انه هكذا لا يعرف الامصلحته
كانت متردده ولكنها :
مطهم روز ...الساعة 7 مساءا...ارسال للسيد ياسر
كانت متوترة ...ماذا كانت تنتظر من ياسر ؟ باقة زهور ...هذا ليس موعدا غراميا بل هو لقاء اخير باعتذار
كانت تتمنى ان تعتذر الحياة لها ...عن كل شيء
وربما ان الحياة جاءت بصورة ياسر
ولكنها جاءات متاخرة وهي على ابواب الاربعين
وصلت الى ذلك المطعم الصغير على اطراف البلدة ...لتجد ياسر هناك يجلس وهو يرتشف كوبا من النسكافية
مرحبا وداد وقف ياسر محييا ...اسف لقد جئت قبل الموعد بساعة ...لا تدرين كم افضل هذا المطعم الصغير ...
ماذا تريدين ان تشربي ...لقد طلبت لك مسبقا الكاكاو الساخنة اعرف انك تحبينها ابتسمت وداد
وجلست بهدوء ...
ماذا تريد يا ياسر
هل تشربين الكاكاو اولا ام اقول ما عندي ...انا افضل انتظار الكاكاو....قال ياسر
كما تشاء ...
قالت وداد وهي تحدق بالخارج ...
لا اعرف لماذا قبلت الحضور ...هنا
لقد اصرت امي على معرفة المكان الذي اقصده ولكنني رفضت ...لماذا وافقت ...ربما انني امضيت 15 عاما وانا انتظر منك هذا الاعتذار ...لماذا تركتني يا ياسر دون ان تخبرني بشيء
اين ذهبت ...
ماذا فعات لك؟؟؟ولماذا تعود الان لتفتح صفحات قلبي المتعب ....
كان كاس الشوكولا قد وصل ...عندما نظر ياسر للارض وقتا طويلا قبل ان يطرق قائلا:لقد اكتشفت حينها ...عندما كنت طالبا ارتفاعا في كريات الدم البيضاء ...لاكتشف انني مصاب بسرطان الدم...
لم اكن اتخيل انني يمكن ان اعيش لهذه الايام ...ولم يخبرني احد...لقد هربت حينها من كل العالم وكان اوله انت ...
ووضع امامها مجموعة من التقارير...
لقد سافرت حينها لامريكا ..وكان مرضي قابلا للعلاج الا انه اثر على قدرتي على الانجاب ....
انا املك لك الاعتذار ...لم اكن اريد ان ادخلك في دوامتي ...
ولكن قلبي لم يتوقف يوما عن حبك
لقد اعادتك الحياة لي كهدية ...هدية من القدر لي ....قال ياسر
عندما رفع ياسر وجهه ...كانت وداد قد انفجرت عيونها بالبكاء ...كان هذا اعتذارا كافيا من الحياة ...كافيا لدرجة الالم ...لدرجة الحرقة ..ولدرجة الموت...
وقفت وداد وهي تمسح دموعها وغادرت المطعم على عجاله ونسيت كل شيء خلفها حتى حقيبتها ....
لقد قبلت اخيرا اعتذار الحياة لها ...ولكنها لم تسامح ياسر ...لانه لم يعتبرها جزءا من حياته ذلك اليوم...
لقد كانت حياتها لتكون مختلفة تماما...
هكذا ما توقعت ..وهذا ما كانت تحلم به..
.............................
وللحديث بقية
انتظروني ....
وسوم: العدد 697