حبيبتي سوتشي الوداع !!!

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

سوتشي الحبيبة إلى الأبد ، رغم أنّ القادمون إليها لن يأتوها ثانية كما قالوا ، بل لمرّة واحدة كافية لفض بكارة القضية كما يظنون ، فسهم محبة سوتشي قد غزا قلوب الحاضرين ، وذكرها سيبقى على ألسنتهم ما أحياهم الله ، نظرة فابتسامة ثم لقاء ، ومن بعده الفراق بعدما أتى المحتل المجرم بكل ماهبّ ودب الى فنائها ليشهدوا على شرعية اغتصاب الروسي لسورية ، وضمها الى خليلاته ، كجارية يستنزفون خيراتها ، ويعيدون شعبها الى حظيرة الإستبداد والبوط العسكري، ليُقودوهم كالحيوانات من جديد ، وهذا جُلّ فألهم المخيب هؤلاء الحمقى ، ولهذا تغنّى بسوتشي بوتين وقال : أنتم لاتعرفوا سحر هذه العاهرة أقصد الساحرة ، بعدما عمل من البحر طحينة ، وأوهم أن كل الأمور في سوتشي ستكون محلولة ، ولهذا كان يُلح على المعارضة وقوى الثورة بالحضور لسوتشي ليريهم من خلال فانوسه السحري العفاريت التي ستحوّل البلاد من الجحيم الى الجنّات الوارفة وكل الأمنيات ، وحتى يقنعهم بما أعده لهم من مفاجآت الحلول وبسط السلام والأمان والطمأنينة في سورية ، أطلق طائراته في سماء سورية تحمل حليب الأطفال والدواء والغذاء ، وفتح الطرقات المحاصرة لأهالينا في الغوطة مع كثير من الإعتذارات عن الفترة الماضية وقساوتهم ، وماترك معتقل واحد في السجون وأقبية التعذيب إلا وأطلقه، وفتح المستشفيات لعلاج المصابين ، ودفع التعويضات من فائض بيع السلاح الذي جربه على مدننا وقرانا وقتل به عشرات الألاف وقد أثبت فاعليته في التدمير والقتل ، حتى إخوانا من قادة العرب الرؤساء الأشاوس بُهروا بتلك الفاعلية فعقدوا مع هذا المجرم الصفقات بالمليارات لشراء سلاحه الفعّال الذي جربه بشعبنا ووطننا كما ذكر القادة الروس عن تلك الصفقات وأسباب إقدامهم هؤلاء الزعماء عليها وبالتالي لاصحة لما أشيع أن بوتين قصفنا بكل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً في الغوطة وأدلب وحماة وحلب... أو أنه أوعز لدنبه بشار أن يقصف بالكيماوي ليجبرنا على الحضور فكله كذب بكذب ولا أساس له من الصحة ، وما نُشر من الفيديوهات وما تناقلته المحطات والوكالات وأدانته المنظمات الحقوقية والإنسانية كله مفبرك ، ومع كل ماقدمه الإحتلال الروسي لشعبنا من مقبلات الحضور لم يكن ليعجبنا ، وهذا ما أثار حنقه فما الذي نريده أكثر من ذلك ؟

إلاّ أنّ أختنا رندا قسيس صاحبة الصدر المفتوح عفوا القلب الواسع ... والمعارض الكبير قدري جميل اللي من صوته الجهوري بتعرفه ماشي بالعرض وليس بالطول الذي تركه للأكشن منّاع " منى عودات " الذي باع أهله وعشيرته وانتفى منهم ، ومن دم أخيه ومعاناة والده في سجون الظلم والظلام ، وارتضى أن يكون خزمجي في حذاء الكيماوي بشار وديوثاً للأخوة الروس ، حتى ياحرام كما ذكر هو في مقابلة له مع طوني خليفة أنه كان رهان الروس لاستلام رئاسة الوزراء ، ولكن نفسه العالية وبخه طوني عليها بأنها لاتقبل بأقل من الرئاسة بديلاً ، وجوقة موسكو والقاهرة اللي سموها منصّة وهم شلّة زعران وهلمّ جرّ ومن جرّ واستجر كالجوجو المنتوف أشادوا بالروسي اللطيف الوديع الذي ينشد السلام لبلدنا ، والأحرص على وحدة بلادنا ، ولامصلحة للروسي في كل مايدور إلا كفاعل خير ، لينتشلنا من الوضع البائس ويضعنا على سكًة الطريق ، ولكننا أغبياء لانقدر لهم جهدهم المضني وتضحياتهم

واليوم قد أسدل الستار على سوتشي ، وأغلق أبوابه ياحرام ، ومن حضر إليه لم يتمتعوا بعد بكل ما فيه من الملذات ، وكان عتبهم على بوتين اللي شحنهم كالحيوانات كممثلين عن الشعب السوري وواجهاته ليكونوا شهود زور ولامن تمهم ولامن كمهم ، كالحمير المُسردة وهو يقول لهم تجي تجي ، أن لو أبقاهم المزيد من الأيام ، فيومان لايكفيان للنباح والإدعاء بأنهم كانوا سبباً للإنجاز المرسوم لهم ، وليكملوا متعتهم التي لن تعود مرّة أخرى ، ليخرجوا علينا في نهاية المطاف ب " لجنة دستورية " بعد حوارات مكثفّة وعميقة من أكل العلف الروسي ، والمشروبات الروحية الفاخرة والإستراحات الترويحية مع الروسيات ومما لذّ وطاب ، ومن بعدها ليستجموا من عناء الجهد ووعثاء السفر ، بعدما أحل لهم حسون من كل الطيبات والإرتماء بالأحضان ، ولتعود القطعان من حيث أتت حزينة تندب حظها على رحلة العمر التي لم تستمر إلا يومين ، وبعدها قشطهم بوتين مرغمين غير مخيرين ، ليُعاد شحنهم من جديد على ألحان وأنغام وترانيم سوتشي وقد عمّ السلام والآمان في ربوع بلدنا بفضلهم ، وصار الضحايا أحباب مع قاتليهم ومستبديهم ، ومع الكيماوي بشار الذي صار وديعاً "القطة بتاخد من إيدو الخبزة" والإيراني شو صار ظريف ، والكل بيعرف أنه لايوجد ظريف غير عند الخ.امنئي أبو ريحا وفرشخاني وشمشخاني ومرزلاتي ... معكري الجو ، وأما العدو الروسي وبوتينهم القائد المدلهم عند البعض ممن حضروا على أساس كمعارضة ، والذي وصفوه كحمامة سلام وليس بعدو ، جامع الكلمة ، وموحد الأمّة بالنابالم والفوسفور والقنابل ذات الأطنان وكل الأسلحة المتطورة التي تمّ تجريبها بشعبنا وعلى مدننا وقرانا وقد أثبتت فاعليتها وكفاءتها ، فإنه استبدل ماذكرنا بعد سوتشي هذه الأسلحة في سورية بالألعاب النارية المُسلّية التي سيطلقها ما إن تصل قدم الوفود إلى سورية ، كإعلان عن مرحلة مابعد سوتشي ، وقد إنحلت كل الأزمات بعد خروج معتقلينا من السجون والمعتقلات وأقسام التعذيب التي قرر بوتين أن يحولها الى واحات خضراء تلعن تلك الأيام السوداء التي كان يعيشها شعبنا ، مع وعد قطعه بوتين على نفسه بإعادة المليون شهيد ممن قتلهم هو وبشار وبني صفيون وعصاباتهم ، وتحوير بشار من حيوان مفترس إلى أليف ... وخلص خلصت بفضل بركات سوتشي والعم ديمستور وفتحة صدر رندا قسيس وابتسامة منّاع وماااااع مااااع ....ولاسوتشي بعد اليوم

لمرّة واحدة ياقطعان سوتشي

وسوم: العدد 757