إلى المسؤولين عن حالة شوارع المدينة المرشحة لتكون عاصمة الثقافة العربية
إلى المسؤولين عن حالة شوارع المدينة المرشحة لتكون عاصمة الثقافة العربية
أصلحوها أو بادروا إلى تقديم استقالتكم كما يفعل غيركم في البلاد المتقدمة
سبق لي أن وجهت رسالة عبر هذا الموقع الذي انتدب نفسه للدفاع عن مدينة وجدة ،مدينة الألفية ، ومدينة زيري بن عطية ، والتي اختيرت لتكون عاصمة الثقافة العربية إلى السيد العمدة بخصوص ظاهرة انتشار الحفر في شوارع المدينة عموما ، وفي شوارع حي الأندلس على وجه الخصوص دون أن يعير أدنى اهتمام لهذه الرسالة التي بقيت مجرد صرخة في واد كما يقال .
واليوم أعيد توجيه رسالة مماثلة إليه وإلى كل مسؤول تعنيه حالة شوارع عاصمة الثقافة التي تخترقها الحفر من مختلف الأحجام ، ذلك أن الحفر الصغيرة تحولت بفعل التساقطات المطرية، وبفعل حركة السير إلى برك مائية ، وجداول وأخاديد. ولو أن هذه الشوارع كانت تحظى بعناية المسؤولين لتم إصلاح كل حفرة صغيرة في إبانها قبل أن يكبر حجمها ، وتصعب معالجتها ، وتصير مكلفة.
ولقد ألف المواطنون بمدينة وجدة في الماضي وجود عمالة خاصة تتكلف بإصلاح الشوارع التي تظهر فيها الحفر إلا أن هذه العمالة اختفت منذ زمن بعيد .
ويجدر بالمسؤولين أن يبادروا إلى معالجة ظاهرة الحفر المنتشرة في معظم شوارع هذه المدينة خصوصا بعد التساقطات الأخيرة ، والتي صارت تؤذي المواطنين الراجلين والراكبين على حد سواء ، فضلا عن كونها تسبب أعطابا لكل ما يركب من حافلات، و شاحنات، وسيارات ، ودرجات من مختلف الأحجام. ولا يخفى ما في انتشار هذه الحفر من تشويه لجمالية شوارع مدينة ستكون عروس الثقافة العربية . ومعلوم أن كلمة ثقافة تعني من ضمن ما تعنيه مجموع أفكار أصحابها ، و سلوكهم ، وعاداتهم ، ونمط عيشهم ، وهندسة فضائهم أو محيطهم ... و المحيط أو الفضاء بما فيه من بنايات، و مرافق ، وشوارع، وساحات ، ومساحات خضراء... كل ذلك يعكس نوع وطبيعة الثقافة السائدة ، لهذا لا يليق بمدينة تختار لتكون عاصمة للثقافة العربية العريقة التي لا زالت مآثرها في طول الوطن العربي وعرضه ، وحتى في البلاد التي لم تعد عربية كالأندلس شاهدة على عظمتها ،وبعد شأوها الذي لا يضاهى أن تسجل عليها آفة انتشار الحفر في شوارعها ،والتي تعتبر سبة معرة لا تليق بساكنة هذه المدينة العريقة .
وإذا كان المسؤولون لا يستطيعون معالجة هذه الآفة، فما عليهم إلا التعجيل بتقديم استقالتهم من مناصب فوق أقدارهم ، وهي تتطلب الكفاءة والاستحقاق ، تماما كما يفعل المسؤولون في البلاد المتقدمة حين يصدر عنهم تقصير ما . وإذا كان المسؤول عند غيرنا يقدم استقالته لمجرد تأخر لم يتعد خمس دقائق ، فماذا يلزم المسؤولين عندنا عن انتشار الحفر ،والبرك المائية، والأخاديد التي تشوه شوارع عاصمة الثقافة العربية . وعلى هؤلاء أن يبادروا بأحد أمرين إما إصلاح حفر الشوارع على وجه السرعة أو تقديم استقالتهم إن كانوا يحترمون أنفسهم ، ويحترمون وطنهم ومواطنيهم ، ويحترمون مسؤولياتهم ، ويحترمون الثقافة العربية.
وسوم: العدد 765