تل رفعت المحتلة !
هاجت بي الذكريات ، العطرة منها والمؤلمة ، الوقت مناسب لأنني في خلوة قسرية .
ورأيت بعين الخيال مدينة عظيمة برجالها ودعاتها
هي تل رفعت إحدى مدن سوريا المناضلة
تقع على بعد ٣٥ كم شمال حلب .
تل رفعت إحدى مدننا المنكوبة ، هُجّر أهلها ، وفرق كبير لغة بين هَجَر وهُجّر ، الأولى بثلاث فتحات ، والأخرى بتشديد الجيم ، فرق كبير بين قوله صلى الله عليه وسلم ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث )
الهجر الدائم الطويل لايليق بمسلم فقه دين الله
هجران المعصية ، نعم .
هجران أهل البدعة ، نعم
كل علماء الإسلام هجروا من يتعصب لصحابي ويسب الآخر ؟
إن القائد العظيم عليه الصلاة والسلام ، صلوا عليه معي قال ( لاتسبوا أصحابي فأن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ماأدرك مد أحدهم ولا نصفيه ) رواه مسلم
كل ماتقدم مقدمة والمقصود هو الحديث عن بلدة مظلومة ، عظيمة برجالها ونسائها وأطفالها
تل رفعت بلد الداعية الشيخ حميدي الشافعي الأشعري ، عاش عزيزا ومات عزيزا رحمه الله
قضى حياته في ظلال الكتب ، خدم الشريعة علما وتربية ، مكتبته تجاوزت ثلاثين ألف كتاب ، خريج الخسروية أسكنه المولى فسيح جناته .
تل رفعت بلد الداعية العظيم محمد خير عليطو تلميذ السباعي رحمه الله
بلد الدكتور صلاح عبد اللطيف طبيب البولية في قطر
بلد الداعية الكبير محمد وليد حياني عميد كلية الزراعة في جامعة حلب الحرة وهو زينة هذا البلد وعطرها الفواح .
بلد خالد عبد اللطيف قضى في تدمر٢٠ سنة وتم تحويله من التعليم إلى إدارة المياه لانه إرهابي حياه الله
تل رفعت بلدة آمنة هجم عليها في ليل مظلم ملحد أساتذته لينين وستالين ، إنه مع الأسف شقيق العالم الداعية الكبير مصطفى مسلم ، أما اسم أخيه فهو ليس بصالح ، وهو من أسماء الأضداد ، في مصر الكنانة يقولون للاقرع شعراوي ، اسمه صالح بدون صلاح ، ومسلم بدون إسلام ، مجرد لقب
هجم الذئب الأغبر تلميذ لينين وعاشق ستالين ، هجم عليها ذئاب الشيوعية الحمراء في ليل مظلم وهجّروا أهلها
تل رفعت لو كان اسمها نبل أو الزهراء ماجرؤ ذئب مفترس على دخولها
هي كما يقول المثل : نبل والزهراء بنات الست ، أما كل الوطن فهم بنات الجارية !
في وطننا سيد ومسود ، وأحرار وعبيد
دعيت لالقاء محاضرة في الجامع الكبير فيها برفقة الشيخ أحمد البربور رحمه الله فأخذت قصيدة للشيخ القرضاوي خريج سجون طرة والواحات ، الذي أسس لأمته البنوك الإسلامية بديلا عن الربوية ، ومن لم يقرأ كتابه ( فقه الزكاة ) ليس بطالب علم ، وهو بمجلدين صادرته من بيتي الست دعوش لأنه يمثل بنظرها فقه الردة رب لطفك وعفوك !
ذهبت إلى تل رفعت وألقيت في ربوعها محاضرة ، أخترت قصيدة للشيخ المناضل خريج سجون مصر الكنانة
مسلمون مسلمون مسلمون
حيث كان الحق والعدل نكون
نرتضي الموت ونأبى أن نهون
في سبيل الله ماأحلى المنون
ووقف شباب تل رفعت يتمايلون ويصرخون في سبيل الله ماأحلى المنون ، في سبيل الله ماأحلى المنون
هجّر الفاسد هذا الشباب من وطنه على إنه إرهابي
أهل تل رفعت إرهابيون سلاحهم المجرفة والمنجل والإزميل
وأنا أكتب هذه السطور دخل عليّ الدكتور محمد وليد حياني حفظه الله ، وآمل منه أن يتأمل طويلا هذا القول :
عزل سيدنا عمر رضي الله عنه سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه وولى بدلا عنه أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه فما تمرد خالد ولا سب ولا طعن وإنما قال :
إنا نقاتل كي يرضى بنا الإله ، ولا نقاتل كي يرضى بنا عمر .
وعلى جميع من أعرف من الدعاة لأبي ذر رضي الله عنه آراء ثورية لا أطيقها أنا ولا غيري
سيدنا عثمان رضي الله عنه اعتذر إليه وقال له : لا تحملني من الأمر ما لا أطيق
إن عثمان رضي الله عنه ذبح ولم يستعد بني أمية لينصروه ويحموه
إن إراقة الدماء من أجل الكرسي شيء خطير ، والدنيا بالوجوه والآخرة بالعمل
تحية إلى تل رفعت ، تحية إلى رجالها تحية لتلميذ السباعي محمد خير عليطو رحمه الله ، تحية لولده بشير عليطو وإخوته
تحية للدكتور صلاح الدين عبد اللطيف ، تحية للدكتور محمد وليد الحياني ، تحية للأخ شعبان عبود
تحية للحاج بهلول رحمه الله .
ولكل أبناء تل رفعت التحية والسلام والتقدير
والله أكبر والعزة لله
وسوم: العدد 767