المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا: القطاع المصرفي العربي لابد أن يكون لديه عقلية الشركة التكنولوجيا الناجحة
"التكنولوجيا المالية والابتكار الرقمي" كان عنوان لمشاركة المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا في "المؤتمر المصرفي العربي" الذي ينعقد يومي 29 و30 إبريل 2018 في القاهرة بتنظيم من اتحاد المصارف العربية تحت عنوان "ابتكارات التكنولوجيا المالية ومستقبل الخدمات المصرفية". تم اافتتاح المؤتمر بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، طارق عامر محافظ البنك المركزي المصري، المهندس ياسر القاضي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لو جيانز هونج رئيس غرفة التجارة الدولية لطريق الحرير بالصين، وحضر الافتتاح عدد كبير من كبار مسؤولي القطاع المصرفي العربي ومحافظي المصارف العربية، رئيس مجلس إدارة اتحاد المصرف العربية الأستاذ محمد جراح الصباح، هشام عز العرب رئيس مجلس إدارة اتحاد بنوك مصر، جوزف طربيه رئيس مجلس إدارة الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب.
وكانت مشاركة المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا في إطار دعم الابتكار التكنولوجي لتنمية الخدمات المصرفية في المنطقة العربية. وقد علق الدكتور عبداللـه النجار رئيس المؤسسة آن نسبة الشباب في العالم العربي تمثل 50% من مجمل عدد السكان، وهم محركات كبيرة للإيرادات المصرفية في المستقبل غير البعيد، وأن الشباب اصبح لديهم طبيعة مختلفة تماماً عن الأجيال السابقة، فهم يتبنون التكنولوجيا الجديدة بسرعة، ويبحثون عن مصادر غير التقليدية للتمويل والاستثمار بما يتطلب مستويات أعلى من التخصص والسرعة في الخدمات البنكية.
وقد ألقت الاستاذ الدكتور غادة محمد عامر نائب رئيس المؤسسة في الجلسة الأولى للمؤتمر كلمة بعنوان "التكنولوجيا المالية والابتكار الرقمي: مستقبل القطاع المصرفي"، عرضت فيها أهمية الإبتكار لكل القطاعات والافراد في المجتمع العربي، وشددت علي أن التنافسية باستخدام الابتكار لا يمكن ان تكون ظرف أو حاله وإنما لابد ان تكون أساس التنمية والنمو، فالانتاجية الناتجة من الابتكارات المحلية تحدد مستوي المعيشه في الدوله، و قد اشارت عامرأن الابتكارات الحالية في تكنولوجيا المعلومات من المتوقع أن يكون لها تأثيرات كبيرة على الصناعة والخدمات المصرفية، لأسباب عديدة منها على سبيل المثال، أن التمويل هو نظام متطور من مختلف أنواع معالجة المعلومات مثل الدفع والتسوية وقرارات الاستثمار وإدارة المخاطر، وبالتالي يمكن إعتبار الصناعة المصرفية هي "صناعة معلومات"، وأن بعض تقنيات المعلومات الحديثة مثل "blockchain" وتكنولوجيا DLT "السجل الرئيسي الموزعة"، لديها القدرة على التأثير بشكل ملحوظ على المال والسجلات، والتي هي البنية التحتية الأساسية للأنشطة المصرفية.
فيما ذكر جاء في تصريح الدكتور النجار أن متوسط حجم رأس مال السوق للشركات التكنولوجية تفوق سبع مرات متوسط حجم رأس مال السوق للبنوك في العالم. وأن السيولة النقدية القابلة للاستثمار في الشركات التكنولوجي أكبر بست مرات من عوائد البنوك، كل هذا يحتم تحول قوي من المنظوة البنكية باتجاه استخدام التكنولوجيا الحديثة.
وقالت الدكتورة غادة عامر، نائب رئيس المؤسسة، أن هناك عوامل تكنولوجية تعيد بالفعل تشكيل الصناعة المصرفية ونمو التكنولوجيا، منها انتشار الأجهزة المحمولة والمنصات الرقمية، وسقوط الحواجز التقليدية أمام الدخول ومنافسة أكبر، وأن البيئات والسياسات التنظيمية أصبحت أكثر دعماً للمبتكرين في مجال التكنولوجيا، وتغيير السلوكيات والمواقف الاستهلاكية، التي يقودها المد المتصاعد من جيل الألفية، والتحرك نحو نماذج الأعمال القائمة على المنصات، والذي سيكون المحرك الأساسي لتطور الصناعة المصرفية في المستقبل.
ومن الجدير بالذكر أن تعاون المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا مع اتحاد المصارف العربية ليس بالجديد، فقد بدأ منذ سبع أعوام، وذلك إيمانا من المؤسستين بان أساس التقدم هو التكامل في الفكر والممارسة بين الأداء المصرفي والابتكار التكنولوجي، وأن العمل في جزر منعزلة لاعوام كثيره كان سبباً لعدم امتلاك اوطاننا العربية لتكنولوجيا مؤثرة في الاقتصاد العالمي.
وسوم: العدد 770