ما هو الحل في سورية ؟!

بعد هذه الكوارث.. والنكبات التي ألمت بسورية.. وشعبها البسيط الطيب. . والهزائم المتتالية للفصائل المسلحة..

وتسليم المناطق المحررة مع كامل عتادها.. وأسلحتها الثقيلة.. والمتوسطة.. سليمة.. كاملة..للأعداء.. والتي تم شراؤها.. سواء بأموال بعض الدول.. أو بعض الأثرياء.. أو بأموال المقاتلين البسطاء.. الذين دفعوا ثمنها من عرق جبينهم...

وتهجير أهلها منها بالقوة.. والإكراه.. والإجبار. . والتهديد بالويل والثبور.. والوعيد بالإفناء!!!

مما جعلت الإنسان الحليم حيرانا!!!

 ماذا يفعل .. وكيف يتصرف؟؟؟!!!

ما كان أحد يتخيل.. أو يتصور.. أن يظهر هذا الكم الهائل.. من الخيانات في صفوف الفصائل المسلحة.. التي عاهدت الله.. ثم شعبها..

في فيديوهات كثيرة بثتها على الهواء مباشرة.. على أن تقاتل في سبيل الله.. وتدافع عن حرمات.. وأعراض المؤمنين والمؤمنات.. ورفعت رايات الإسلام... وشعارات الدين...

وإذا بها تنحرف عن الهدف.. الذي لأجله نشأت.. وتشكلت.. وتأسست..

وظهر كذبها.. ودجلها!!!

 وغرتها دراهم معدودة.. تلقتها من الشرق  أو الغرب!!!

 فانشغلت بالتمتمع.. والتلذذ بها!!!

وتركت حرمات.. وأعراض  المسلمين.. والمسلمات.. نهبا لحقد.. وبغض الأعداء...

وما كان أحد يتخيل.. أن يخترق هذه الفصائل.. هذا الكم الضخم من الضفادع.. والعقارب.. والعناكب القادمة من ميليشيات الأسد.. على أساس أنها منشقة عنه.. وأنها جاءت لتدافع عن الشعب.. وتحرره من طغيان.. واستبداد الأسد.. وتبوأت مراكز حساسة.. وهامة لدى الفصائل المسلحة..

والأدهى.. والأمر.. أن بعض من يسمون أنفسهم.. نشطاء الثورة...

 يستنكرون.. ويعترضون على ذكر هذه الحقائق.. أو نشر خيانات..

 الفصائل العنترية.. المأجورة.. المرتزقة.. التي ما قاتلت إلا لأجل الدولار.. وفي سبيل من يدفع الدولار.. وتحركت بأوامر صاحب الدولار..

مع العلم..

 أن بعضها.. وخاصة المقاتلين الفدائيين.. المؤمنين بالله.. والذين كانوا يقاتلون في سبيل الله حقا.. أبلوا بلاء حسنا.. وأثخنوا في العدو أيما إثخان.. وقتلوا منه أعدادا كبيرة..

لقد أظهرت هذه الأحداث المفجعة.. الأليمة.. الحزينة..

 أن هناك خللا في تربية هذا الشعب..

وأظهرت مرضا عضالا.. في قلوب الناس.. وفسادا خطيرا في نفوسهم.. وآفات مهلكة.. ومفتتة.. وممزقة لجسد الشعب..

وفقدانا شبه كامل لتقوى الله.. والخوف من عقابه..

وحب شديد للدنيا.. والحرص على لُعاعتها.. وزينتها.. ومتاعها الرخيص..

 وانعدام للأخلاق.. والمُثُل.. والقِيَم..

واستخدام للدين.. كدريئة لإشباع نهمهم.. من ملذات الدنيا.. وحطامها..

هذا الشعب الذي رضع من لبن الذل.. والمهانة.. والفساد.. والعبودية.. من أثداء الأسد لمدة نصف قرن..

ليس من السهولة بمكان.. أن يتطهر.. ويتنظف.. ويتخلص من أدران هذا الفساد المقيت.. في خلال سبع سنوات..

طبعا.. وللإنصاف.. ليس كل الشعب سواء في الفساد..

وإلا لما قامت الثورة..

ومع ذلك..  

إنه يحتاج إلى زمن طويل..

ولا تستغربوا.. ولا تتعجبوا.. إذا قلت لكم.. إنه قد يحتاج.. إلى نفس الزمن الذي احتاجه بنو إسرائيل.. حينما رفضوا دخول الأرض المقدسة..

فحرمها الله عليهم أربعين سنة.. يتيهون في الأرض..

حتى تشكل جيل مؤمن جديد.. استطاع دخول الأرض المقدسة.. وانتصروا على القوم الجبارين.. الذين كانوا يحتلونها..    

وأظهرت أيضا خللا في تشكيل هذه الفصائل المسلحة.. وفي تركيبتها.. وتكوينها. . وخللا في قيادتها..

فخبراء الجيش.. وضباطه ذوي الرتب العالية.. الذين درسوا العلوم العسكرية.. والخطط القتالية الإستراتيجية.. في الكليات الحربية.. واكتسبوا خبرات جيدة في المناورات العسكرية.. ثم أعلنوا انفصالهم..  وتمردهم على جيش الأسد..

جلس بعضهم في المخيمات.. وبعضهم خرج إلى الدول المجاورة.. ليستريح.. أو يعمل في غير اختصاصه.. وبعضهم أخذ يشتغل كمنظر.. ومحلل عسكري.. لدى الفضائيات الإعلامية..

فبدلا من أن يكونوا هم قادة الفصائل.. لما لهم من معرفة علمية.. تقنية.. وخبرة عسكرية.. وقتالية.. تركوا القيادة.. للجهلة.. والأميين من رعاع .. ودهماء الناس..

مما سهل على دول الدولار استغلالهم.. لضعف شخصيتهم.. وانعدام أخلاقهم.. 

لذلك..

فإن الحل الوحيد.. والأوحد لسورية..

هو..

مواصلة الجهاد.. والقتال في سبيل الله.. لدحر الغزاة.. والمحتلين لسورية.. ودحر المليشيات الأسدية.. والقضاء عليها نهائيا..

وليس تشكيل أحزاب.. أو هيئات.. أو منظمات سياسية..

فكل هذا هراء.. وكلام فارغ.. ليس وقته الآن.. وليس له أي قيمة.. أو أية جدوى.. ولن تعترف به دول العالم..

وإن اعترفت به.. فستستخدمه كدمية.. لتحقيق مآربها.. ومطالبها..

وحتى لو وقف هذا الكيان السياسي.. صامدا.. وقويا.. وحرا.. ومستقلا.. ومطالبا بخروج الغزاة.. فلن يستمعوا له.. ولن يأبهوا له..

بل...

سيطالبونه بتطبيق.. الحل السياسي.. الذي تدعو له جميع دول العالم دون استثناء.. وجميع المنهزمين فكريا.. والخاوين إيمانيا.. وأخلاقيا.. والمتجردين من القيم الإنسانية.. والمنبطحين للغزاة.. والمفتونين بحب الرئاسة والزعامة..

وهذا هو الإستسلام.. والخنوع.. والرضوخ للغزاة.. والرجوع إلى زريبة الأسد من جديد...

وكأنك يا أبا زيد.. ما غزيت...

ولمواصلة الجهاد.. والقتال في سبيل الله فقط.. وليس في سبيل الأرض.. والوطن.. والأوثان الهلامية الوهمية..

لابد من تشكيل جيش جديد من الصفر..

والذي يقوم بتشكيل هذا الجيش..

يجب أن يكون عسكريا.. مؤمنا بالله واليوم الآخر.. وله رؤية عسكرية بعيدة المدى.. وخبرة قتالية ممتازة أيضا..

ولديه قدرة عالية.. ومهارة فائقة.. في وضع الخطط العسكرية.. التي تعتمد على حرب العصابات.. والقتال داخل المدن على السواء..

والقدرة على الوصول إلى المراكز الحساسة.. والهامة للنظام.. وللغزاة على السواء... وضربها بشكل سريع.. وإحداث أكبر خسائر فيها.. ثم الفرار..

وتكرار هذا الأمر في أماكن أخرى.. ومناطق أخرى لا يتوقع العدو الوصول إليها.. وإحداث إرباك.. وارتباك.. وشلل.. وتشتت في تفكير العدو..

والخطوة الأولى التي يجب على القائد القيام بها..

هي... تأمين الدعم المالي من مصادر عديدة.. سواء كانت دولا.. أو منظمات.. أو هيئات خيرية.. أو أفرادا أثرياء سوريين.. أو عربا أو غيرهم .. بشرط عدم الخضوع لأوامرهم ... ورفض أية شروط .. أو قيود تفرضها .. أو تطلبها أي جهة مهما كانت..

مع تعهد كامل.. بتقديم فواتير المصاريف الشهرية.. لجميع الجهات الداعمة ..

لإظهار المصداقية.. والأمانة في صرف الأموال الممنوحة..

وأن يكون هذا الدعم له صفة الديمومة لسنوات طويلة.. حسب الخطط الموضوعة..

الخطوة الثانية:

تجميع الجنود من أماكن وجهات عديدة.. مع الإستفادة من الجنود الهاربين من الغوطة.. والقلمون.. والريف الحمصي وسواهم..

وأهم صفة يجب توفرها في الجندي المختار..

هي.. العقيدة الدينية الصحيحة.. والرغبة الصادقة في القتال في سبيل الله.. والأخلاق السليمة.. والمحافظة على الشعائر التعبدية من صلاة وصيام وسواهما.. وعدم السب والشتم والطعن..

الخطوة الثالثة:

تقوية الروح الدينية.. والقتالية.. وتعليمهم العلوم العسكرية الأساسية.. مع التدريبات العملية..

الخطوة الرابعة:

إعداد مجموعات صغيرة.. بعد استكمالها العلوم الدينية.. والخلقية.. والعسكرية العملية.. وإرسالها إلى مناطق العدو حصرا.. والقيام بعمليات فدائية استشهادية.. او حرب عصابات.. وتكرارها كل فترة حسب الجاهزية القتالية.. وحسب الإستراتيجية العسكرية الموضوعة..

ومن وجهة نظري..

 فإني أقترح أن يكون هذا القائد..

 هو العقيد رياض الأسعد.. ويختار ضباطا آخرين هو يعرفهم.. ليساعدوه في هذه المهمة ..

وإني أحمله المسؤولية الكاملة أمام الله تعالى.. ثم أمام التاريخ .. إذا رفض القيام بها..

 إلا إذا كان بعض القراء.. يجدون من هو أفضل منه دينا.. وخلقا وعسكريا.. فليطرحوا إسمه..

ومن ثم التواصل معه..

وسوم: العدد 777