الفيفا تآمرت على الفرق الإفريقية عن طريق توظيف التحكيم المأجور

الفيفا تآمرت على الفرق الإفريقية عن طريق توظيف التحكيم المأجور من أجل الفرق الأوروبية التي وصلت إلى النهاية بفضل لاعبين من أصول إفريقية

يحتار الإنسان في تسمية أول فريق وصل إلى الطور النهائي في مونديال موسكو هل هو فريق فرنسي باعتبار أقلية لاعبيه من ذوي البشرة البيضاء أم هو فريق إفريقي باعتبار أكثرية لاعبيه ببشرة سمراء من أصول إفريقية ؟ وليس من وراء هذه الحيرة دافع عنصري كما قد يظن البعض أو يفتري أو يدعي  ، وإنما العكس هو الصحيح لأن الفيفا وظفت خلال هذا المونديال طاقم تحكيم هو الأسوأ عبر تاريخ المونديال حيث دوّت زلات الحكام وفضائحهم خصوصا في المباريات التي كانت تجمع فرقا أوروبية بالفرق الإفريقية التي حزمت حقائبها في الطور الأول من المونديال بسبب سوء التحكيم ،فحتى فريق السينغال الذي حصل على نتيجة تمكنه من التأهل إلى الطور الأول، ضاعت منه تلك الفرصة بسبب البطاقات الصفراء التي تعمدها التحكيم لإقصائه مع بقية فرق القارة السمراء.

 ولقد كان نصيب الفريق الوطني المغربي من جور التحكيم هو الأوفر بعدما أبان عن مستوى جد مشرف مع فريقين أوربيين يعتبران من الفرق العتيدة التي حرصت الفيفا على تأهلها لكن على حساب فريقنا الوطني باستخدام التحكيم المنحاز بشكل فاضح، ذلك أن فوز الفريق البرتغالي على فريقنا الوطني كان عن طريق هدف لقيط  ومشبوه لو كان التحكيم نزيها لم أقره ، ولو تمت العودة إلى تحكيم الكاميرا ، وهو بالمناسبة تحكيم وضع خصيصا لفائدة فرق دون أخرى في هذا المونديال لما صح الهدف اللقيط الذي طرب له اللاعب صاحب الكرات الذهبية والكؤوس يا حسرتاه ولم يخجل  من نفسه وهو يفرح بهدف مغشوش . أما التعادل مع الفريق الإسباني ،فكان من حيل الفيفا بعدما رفض التحكيم احتساب ضربتي جزاء واحدة ضد فريق البرتغال، والأخرى ضد فريق إسبانيا  وقد عشت عنهما كاميرا الفيفا . وزيادة على جور التحكيم فرضت الفيفا عقوبة مالية على المغرب لأنه انتقد تحكيمها الجائر لتؤكد مرة أخرى أنها ليست هيئة دولية نزيهة في إشرافها على تنظيم اللقاءات الكروية الدولية ، وإنما هي عصابة  مقامرة تدير أعمال الجهات المستفيدة من ريع المونديال.

فها هم اللاعبون من أصول إفريقية قد أوصلوا الفريق الفرنسي إلى الطور النهائي من هذا المونديال بينما أقصي التحكيم الجائر أشقاءهم في الطور الأول لمجرد أنهم يلعبون في فرق إفريقية .

وهذا الموضوع يجرنا إلى الحديث عن القارة السمراء التي كانت ولا زالت بقرة حلوبا تستفيد  منها على وجه الخصوص القارة العجوز فتستغل كل مقدراتها المعدنية والطبيعية والبشرية أيضا ، وتصنع مجدها وتقدمها على حسابها ، وفي المقابل تزرع فتن الحروب الطاحنة فيها، وتسوق الأسلحة بين المتقاتلين فيها ، وتسكت عن جرائم الأنظمة الشمولية فيها لتبقي الأوضاع المأساوية مستمرة ودائمة فيها ولتستمر هي  في استنزاف خيراتها وطاقاتها بما فيها البشرية في المجالات العلمية والرياضية والخدماتية ,,,,

وعجبا لدول القارة العجوز تنتشي بعزف أناشيدها الوطنية  في المونديال بفضل جهود لاعبين من أصول إفريقية لتستحوذ على الصدارة في مجال لعبة كرة القدم ،وهي صدارة لم يكن بوسعها أن تبلغها لولا ذوي البشرة السمراء الذين يقاتلون باستماتة من أجل رفع أعلامها وعزف أناشيدها الوطنية مقابل المال وبطاقات الإقامة حتى لا نقول مقابل  منح الجنسيات لأننا نعلم  علم اليقين أن العنصرية ستبقى أصلا في دول تلك القارة ولو رفعت شعارات توحي بعكس ذلك، وسيبقى الإنسان الإفريقي فيها  مواطنا من الدرجة الثانية ولو حمل جواز سفرها ، وتناسل مع جنسها . ولا زال الإنسان الإفريقي مضطهدا في شمال  القارة الأمريكية التي نقل إليها  رقيقا قهرا ، ولا زال مواطنا من الدرجة الثانية في الولايات المتحدة بعد قرون والوقائع تؤكد ذلك وتكذب الشعارات الفارغة التي تتغنى بمناهضة الميز العنصري.   

فمتى ستعترف الفيفا بقيمة ومكانة  الفرق الإفريقية التي تمد الفرق الأوروبية بالنجوم السمراء المشعة ،وتكف عن توظيف التحكيم المأجور لإقصائها في الأطوار الأولى من المونديال من أجل إخلاء السبيل وتأمينها للفرق الأوربية لتصل إلى الأطوار النهائية بجهود لاعبين  نجوم من القارة السمراء ؟؟؟  

وسوم: العدد 780