دعوة عاجلة لكل السوريين الأحرار الشرفاء !!!
د. موفق مصطفى السباعي
مرت على الثورة السورية .. المعجزة .. خلال السنوات الثلاث الماضية .. أحداث جسام .. حافلة بالإيجابيات والسلبيات .. مليئة بالإنتصارات والإنتكاسات .. مشحونة بالفعاليات .. والنشاطات الصائبة والخاطئة .. مترعة بالتصريحات الرنانة .. الطنانة المؤيدة .. والمتعاطفة .. والداعمة للثورة والمضادة .. والمعاكسة لها !!!
صوت الرصاص لم يتوقف .. ولم يهدأ لحظة واحدة منذ اليوم الأول لإنطلاق هذه الثورة الجبارة .. وسيل الدماء لم يتوقف هنيهة واحدة عن الجريان على بطاح الشام .. والقتل .. والسجن .. والتدمير .. والتخريب .. والحرق .. والسحل .. مستمر متدفق دون توقف !!!
هذه صورة مختصرة عن المشهد السوري المأساوي .. الملتهب .. المشتعل .. الذي أحرق وسيحرق ملايين المخلوقات البشرية التي ساهمت .. وشاركت بشكل مباشر وغير مباشر في نكبة .. ومحرقة .. وتدمير سورية وأهلها .. إن كان عاجلاً .. أو آجلاً !!!
تداعى زعماء العالم من كل أركان المعمورة .. إلى التجمع في مؤتمرات بزعم مناصرة الشعب السوري .. وتكررت هذه المؤتمرات البهلوانية 4- 5 مرات .. وألقيت فيها الكلمات العنترية .. المنددة بجرائم الأسد .. وواعدة بدعم الثورة بالمال .. والسلاح وسواهما .. ومطالبة المعارضة بالتجمع في جسم واحد .. ليزداد الدعم .. وتحظى بالإعتراف الدولي !!!
واجتمعت المعارضة في جسم واحد سمته ( الإئتلاف الوطني ) .. وانتظرت تحقيق الوعود .. ثم انتظرت !!!
وأخيرا .. وبعد انتظار دام أشهراً عديدة .. جاء النذر اليسير من بعض الدول المسماة ( صديقة الشعب السوري ) !!!
لكن تقاذفتها الأيدي هنا وهناك .. وتبعثرت في كل إتجاه .. ولم يأت للمجاهدين إلا أقل القليل !!!
وبما أن :
1- الدول الصديقة المزعومة .. لم تلتزم بأي وعد من وعودها .. بل كانت تغير وتبدل في مواقفها .. وتصريحاتها .. ووعودها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ..
2- والمعارضة السياسية مهلهلة .. وضعيفة .. ومنقسمة في ولائها .. وخضوعها لرغبات الجهات المانحة لفتات المال !!!
3- وإمكانيات الإئتلاف الوطني في السياسة ضعيفة جداً .. وتمزقه بين عدة اتجاهات .. وتخبطه .. وتعثره في الحركة الداعمة للثورة ..
4- ودول العالم متفقة .. ومتعاونة باطنياً بالعمل على إجهاض الثورة .. والمحافظة على بقاء النظام الأسدي كما هو .. أوعلى الأقل إبقاء النار مشتعلة .. ومتأججة في سورية .. لتدميرها كلياً .. أو على الأقل إضعافها .. وإشغال أهلها فيما بعد بإعادة التأهيل .. والتعمير الذي يحتاج إلى عشرات السنين !!!
5- ولم تجن الثورة من الدعم الدولي السياسي .. والمادي إلا المر والعلقم .. وإلا مزيداً من الكوارث .. والنكبات .. ومزيداً من الضحايا .. والتدمير والتخريب .. والتشريد .. والتجويع !!!
وبما أنه أيضاً :
6- معظم أفراد الإئتلاف غير مرضي عنهم من قبل الشعب السوري .. وتثار حولهم الشبهات .. والأقاويل .. والإتهامات !!!
7- ويعيش أفراد الإئتلاف خارج سورية .. وليس لهم أي سلطة لا على الكتائب .. ولا على المجالس المحلية .. ولا على أي إدارة صغيرة أو كبيرة في الأراضي المحررة !!!
8- وتكاد تكون الصلة شبه معدومة بين الشعب السوري سواء في الداخل أو الخارج .. وبين الإئتلاف !!!
9- ولم يتمكن الإئتلاف من حل مشاكل الشعب السوري .. ولا إنقاذه من القتل والتدمير !!!
10- والأهم من كل هذا أن الإئتلاف لم يتم انتخابه من قبل الشعب السوري .. ولا حتى من قبل جميع الناشطين السوريين !!!
وبما أنه أيضاً :
11- قد تلاشى الأمل نهائياً من أي دعم خارجي .. وأصبح لا بد من الإعتماد على الذات السورية بعد الإعتماد على الذات الإلهية !!!
وبناء على هذه الأسباب جميعها :
يتوجب على الأحرار .. الشرفاء .. الصادقين .. المخلصين .. ذوي الضمائر الحية .. والإرادة القوية .. والجرأة والشجاعة على رفض التبعية لأي جهة كانت !!!
يتوجب على هؤلاء كلهم .. سواء كانوا داخل سورية أو خارجها .. إلى التداعي لعقد مؤتمر عام في الأرض المحررة .. أو على الحدود .. لتشكيل جسم جديد مؤقت للشعب السوري .. ولا أقول للمعارضة .. لأن الشعب السوري هو أكبر .. وأشمل .. وأعم !!!
خاصة وأن ثمة فضلاء .. ناشطين على الشبكة يدعون إلى عقد مثل هذا المؤتمر الجامع ..
ولهم موقع يسمى ( المؤتمر الوطني السوري العام ) !!!
وقد أصبحت الدعوة إليه ملحة .. وعاجلة جداً .. خاصة بعد أن احترقت أوراق هذا الإئتلاف .. وتسمت هذه الجمعة بإسم ( إسقاط رئيس الإئتلاف ) !!!
لذلك يجب الإسراع إلى ايجاد بديل عنه قبل إسقاطه !!!
ولإنجاح هذا المشروع الكبير .!!!
فإنه يحتاج إلى ما يلي:
1- حشد دعم كبير لدى السوريين جميعا .. لتأييده سواء كانوا في الداخل .. أو في الخارج !!!
وأهم الفئات المطلوب التواصل معها للحصول على موافقتها هي :
1- قادة الفصائل المسلحة جميعها .. وخاصة ذات التأثير الميداني الكبير لها على الأرض .
2- قادة التنسيقيات .
3- قادة المجالس المحلية .
4- رجال الأعمال .
5- الناشطون الحركيون والإعلاميون ذوا التأثير العملي الأبرز .. سواء كانوا في الداخل أو الخارج .. وسواء كانوا داخل الإئتلاف أو خارجه .
6- ذوو الفكر .. والدين .. والعلم .. والسياسة .. وخبراء الإجتماع والإقتصاد .. والدبلوماسية !!!
وأهم الشروط الواجب توفرها في المرشحين لشغل أي منصب في هذا الجسم الجديد .. والتي يمكن أن نسميها :
الجبهة الوطنية
أو : الهيئة الإنتقالية
أن يتصف بما يلي :
1- ذو حنكة .. ودراية بأحوال الناس .. ولديه قدرة على التواصل الإجتماعي .. سواء ضمن المجتمع السوري .. أو المجتمع الدولي !!!
2- ذو عزة .. وكرامة .. ورفض للإنصياع .. والخضوع للأوامر الخارجية أو الداخلية .. مهما كانت قوتها .. مع الخضوع .. والإلتزام برأي الأغلبية .. وتقبل الرأي الآخر مهما كان نوعه !!!
3- القبول بالعيش في داخل سورية حصراً .. وتفقد أحوال الناس .. وتلبية حاجاتهم اليومية !!!
4- ذو أمانة .. وصدق في المعاملة .. واستعداد كامل للخضوع للمحاسبة .. وتقبل أي انتقاد مهما كان قاسياً .. أو مراً !!!