مما استنكره الرأي العام الوطني استهداف عبادة الصلاة في الكتب المدرسية من خلال أنشطة تعليمية بطريقة ماكرة
مما تداوله مؤخرا الرأي العام الوطني عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورة فقرة من فقرات كتاب مدرسي عبارة عن نشاط من أنشطة ما يسمى بالدعم والتقوية جاء فيها ما يلي : " أثار انتباهك وأنت تتجول في أرجاء الحديقة العمومية لمدينتك الضجيج الذي أحدثه بعض الأطفال وهم يؤدون صلاة العصر في مكان داست فيه أرجلهم الزهور والنباتات " .
الملاحظ في هذه الفقرة هو ربط واضعها بطريقة ماكرة مكشوفة بين عبادة الصلاة وبين الدوس بالأرجل على زهور ونباتات حديقة عمومية . وكان بإمكانه أن يذكر فعلا آخر غير الفعل التعبدي علما بأن عادة الأطفال أن يلعبوا في الحدائق العمومية ، وأن يدوس بأرجلهم على عشبها ويقطفوا زهورها وورودها إذا ما غفل عنهم حراسها ، أما أن يصلوا العصر فيها فأمر جد مستبعد لما تتطلبه الصلاة من وضوء وطهارة الثوب وهو ما لا يحرص عليه الأطفال لصغر سنهم حرص الكبار، فضلا عن طهارة المكان وهو ما لا يتوفر في الحدائق العمومية التي يصطحب فيها البعض كلابهم التي تفضل التبول على عشبها ، كما يوجد أكثر من سبب يجعلها حيزا غير صالح للصلاة .
والملاحظ أيضا أن واضع هذا النص لا يعرف صلاة العصر لأنه قرن أداء الأطفال لها بالضجيج علما بأنها صلاة سرية ، أو لعله تعمد ذلك استهزاء بها وهو ما أرجحه لما وراء النص من نية مبيتة تستهدف المقدس .
ولو كان واضع هذا النص يريد فعلا الدفاع عن الحديقة العمومية لذكر تفضيل الأطفال اللعب فوق عشبها والميل إلى قطف زهورها كما سبق أن ذكرنا أو لذكر تمدد بعضهم بل وبعض الراشدين فوق عشبها واتخاذه بساطا أو تجمع السكارى فوقه لمعاقرة الخمر والعربدة أو جلوس البعض فوقه من أجل لعب الورق أو ترك كلاب البعض تتبول فوقه... أو غير ذلك من الأفعال المألوفة في حدائقنا العمومية، ولكنه استهدف الصلاة بطريقة ماكرة وخبيثة ليجعل المتعلمين الأبرياء يأنفون منها لأنها كانت سببا في إلحاق الضرر بنباتات الحديقة العمومية . ولو أنه ذكر الأفعال الأخرى التي سردناها غير فعل العبادة لكان بالفعل مراعيا للواقع المألوف في حدائقنا العمومية ، ولكان بالفعل مربيا نظيف الطوية يروم تربية المتعلمين على نبذ السلوكات غير الحضارية في الحدائق العمومية .
إن الرأي العام المغربي جد يقظ، ولا يمكن أن تنطلي عليه حيل واضع هذا النص الذي حاول دس السم في الدسم وأمثاله من ذوي النوايا السيئة .
وما دمنا قد تعرضنا لنقد هذا النص المستهدف لعبادة الصلاة فلا بأس من ذكر نص آخر تداوله الرأي العام أيضا استهدف الأخلاق ، وهو كالآتي :
" أحمد : أنا أحب الحلوى .
سلوى : ما ألذ طعم الحلوى .
أحمد : هل تسمحين لي أن آكل لك الحلوى ؟
سلوى : طبعا سوف أكون سعيدة جدا "
السؤال الذي يطرح على واضع هذا الحوار بين أحمد وسلوى هو : كيف سأكل أحمد الحلوى لسلوى ؟ ولما يأكل الحلوى لها ولا يأكل الحلوى فقط ؟ ولماذا تكون سلوى سعيدة حين يأكل لها الحلوى ؟
هذا أيضا أسلوب ماكر وخبيث لاستهداف الأخلاق كما استهدف الدين . وأنا واثق من أن واضع هذا الحوار يعرف جيدا معنى ذاق الذكر عسيلة الأنثى في التعبير العربي وهو تماما ما تعنيه عبارته " أكل أحمد الحلوى لسلوى "
وأخيرا نقول كفى من هذا الخبث وهذا المكرالمكشوفين ، وكفى من العبث بالمتعلمين الصغار الأبرياء ، وكفى من التجاسر على الشعب المغربي والمساس بمقداسته وقيمه الأخلاقية باستغلال التأليف المدرسي . وعلى الوزارة الوصية أن تتحمل مسؤولية هذا التأليف وما يترتب عنه من عواقب وخيمة .
وسوم: العدد 789