هل تنجح قمة " أردوغان ـ بوتين " في سوتشي بعبور قنطرة إدلب؟

يبحث الرئيسان " أردوغان و بوتين "، اليوم الاثنين: 17/ 9، في منتجع سوتشي، الوضع في إدلب، التي تعد واحدة من أهمّ القضايا التي ستحدد مستقبل سورية، إلى جانب جملة قضايا تخص العلاقات الثنائية بين روسيا و تركيا.

و كما هو متوقع فإنّ الهدف الرئيسي من لقاء القمة اليوم، هو الحيلولة دون تحويل الولايات المتحدة سورية إلى عراقٍ ثانٍ؛ ولهذا فإن الحل السياسي هو ما سيبرز في المحادثات، عوضًا عن الخيارات العسكرية في إدلب.

ومن المنتظر تفعيل آلية مزدوجة ستمنع وقوع مأساة إنسانية، جراء الهجوم الذي ينوي النظام الشروع به عليها، وفق الآلة الإعلامية، التي تروّج له منذ مدة، و هو الهجوم الذي فقد زخمه بسبب امتناع الروس عن تغطيته جويًا، و إعلان إيران مؤخرًا أنّها لا تؤيده أيضًا، لا بلْ هناك عتب على النظام للاستمرار في التسويق له، لدرجة أن وزير الخارجية لا فروف قد أرسل بخصوصه رسائل إلى دمشق، يطلب منها الكفّ عن الحديث عنه، ما عدا ما يكون منها في حالة الردّ على استفزازات الفصائل المسلحة.

ويرجّح المراقبون أن يبحث الرئيسان آفاق التهدئة في إدلب، إلى الحدّ الذي يمكن أن يؤسس لمنطقة عازلة المذكورة، في حال اتفقت الدولتان على الشروع في عملية مشتركة على غرار غصن الزيتون، لاجتثاث هيئة تحرير الشام منها، يتولى في الجانب الروسي الدعم اللوجستي جويًا، و تقوم تركيا بمشاركة الفصائل المنضوية تحت الجبهة الوطنية للتحرير بالتحرّك الأرضي، و ذلك تمهيدًا لاستلام المنطقة منها، بتنسيق تركي ـ روسيّ مشترك.

و هو الأمر الذي يعوَّل عليه في تجنيب إدلب حمام دم كان ينتظرها، و يبدو أن استراتيجية التعاون الروسية التركية الجديدة في سورية، سوف تنجح في اختبار إدلب، ما لم يقع حادث غير منتظر أو عمل استفزازي من جانب الأطراف التي لا تريد لهذه الاستراتيجية أن تمضي قدمًا، و يشار في ذلك إلى أطراف ثلاثة، لا يسرّها ذلك:

ـ النظام، و المليشيات المتحالفة معه.

ـ الجناح المتشدد في الهيئة، ولاسيما العناصر غير المحلية.

ـ جهات لا ترى مصلحة في وقف القتال، و السير في جادة الحل السياسي، لارتباط مصالحها في استمرار الحرب، و لخشيتها من المحاسبة على جملة التجاوزات التي اقترفتها.

إنّ قدرة الزعيمين، أردوغان و بوتين، على حلّ عقدة إدلب، و العبور معًا نحو ضفة الأخرى، بلغة يغلب عليها نبرة خفض التصعيد، وصولاً إلى تنبنّي لغة الوقف الدائم لإطلاق النار، سيجعل من هذه القمة ذات بعد تاريخيّ، سيشكل مرحلة مفصلية في تاريخ الملف السوريّ، الممتدّ لما يقرب من ثمان سنوات.

و لعلّ أهمّ ما يمكن انتظاره في قمة سوتشي أيضًا، هو مسعى الرئيسين للوقوف في وجه النوايا الأمريكية لبلقنة سورية عن طريق إدلب.

و بذلك تكون أنقرة وموسكو قد نجحتا في تعزيز التعاون الاستراتيجي بينهما، و كسرتا احتكار القوة، الذي تمارسه الولايات المتحدة في سورية، و أسهمتا في وضع مؤشرات لمرحلة جديدة لإدلب، و من ورائها سورية.

وسوم: العدد 790