كيف قتل العلويون الباحث الفرنسي ميشيل سورا؟

بدأت قصة السوسيولوجي الفرنسي ميشال سورا عندما أجرى دراسات ميدانية في منطقة العلويين النصيريين بسوريا انتهت به إلى اعتبار أن العلويين لا يدينون بالولاء لا لسوريا ولا للعرب ولا للإسلام. فهم «أقلية دينية متقوقعة على نفسها لها عقائدها الخاصة المختلفة اختلافًا جذريًّا عن عقائد المسلمين». 

ميشيل سورا (بالفرنسية: Michel Seurat) باحث وعالم اجتماع فرنسي، ألف كتاب (سوريا الدولة المتوحشة) و اغتاله حزب الله اللبناني عام 1986.

ولد ميشيل سورا في تونس العام 1947 وعاد مع عائلته إلى فرنسا بعد أحداث بنزرت عام 1961، والتحق بجامعة ليون الفرنسية ثم حطّ رحاله في بيروت. تنقّل بعد ذلك بين بيروت ودمشق وباريس حيث تعرّف أكثر على المشهد السوري العام والاجتماعي، وتناوله لاحقاً بطريقة علمية تحليلية في كتاباته. رجع إلى بيروت العام 1980 ضمن مشروع علمي فرنسي، وبقي فيها ورفض مغادرة "بيروت الغربية" إبّان الاحتلال الإسرائيلي العام 1982. في 22 آذار/مارس 1985 تم خطف ميشال سورا خارج مطار بيروت بعد عودته من باريس برفقة جان ميشال كوفمان. بلغ عدد المخطوفين الفرنسيين آنذاك خلال الحرب اللبنانية أكثرمن خمسة رهائن – سورا الوحيد الذي تم إعدامه – وكان الخاطف واحد، منظمة الجهاد الاسلامي التي عرفت لاحقاً باسم "حزب الله". في 5 آذار/مارس 1986، أعلنت الجهة الخاطفة إعدام الرهينة "الجاسوس" ميشيل سورا… ولم يتم الكشف عن جثمانه حتى تشرين الاول/اكتوبر 2005 وتم تسليم الرفات إلى الدولة الفرنسية في آذار/مارس 2006 أي بعد أكثر من ستة أشهر على الكشف على الجثة!

يقول في كتابه " حقيقة العلويين النصيريين "

بينما كنت على قناعة انني سأجد فكراً اسلاميّاً هنا في صافيتا إلا أنني أرها تماثل أرياف جبلة بجحودها بالاسلام ورموزه والعرب وتاريخهم ..

- من المؤكّد أنهم يحتقرون المرأة حيث انني تمكّنت وبكل بساطة من شراء فتاتين للخدمة واحتياجاتي الجنسية من خلال العرض السخي الذي دفعته ضريبة المبايعة لكبيرهم. هذا الشيخ الدميم.

انه دينهم الذين يعتقدونه وأفكار شيوخهم الجشعين الذين يسرقون المال باسم الواجب والفرض الديني هاهي معي فوزية الجامحة الطموحة التي وجدت في دمشق وأهلها السماحة والترحاب .. 

لقد كانت تسمع القصص عن اعداء العلويين المسلمين الذين يقطنون دمشق كانت عينيها تحاكيان نهر بردى وشباب دمشق وبناتها

كانت تظن أن بنات المسلمين يباعون كما تم بيعها و لكن الحقيقة نضجت في عقلها وجوارحها عندما التقت بادية التي اشتريتها بسبعة وأربعون ألف ليرة.

كانت هادية تريد الانتقام من أهلها وعشيرتها وكم فاجأتني بأنها خبأت بين نهديها كتاب يقول أعيان وشيوخ البلدة أنه مقدّس

وكم كانت دهشتي عظيمة عندما وجدت أنه عبارة عن تخاريف وأشعار ركيكة وأرقام وحروف مآل معانيها تخضع للدجل والتنجيم ..

تقول زوجتي أنها ستؤلّف كتاباً يحكي قصة الفتاتين والظلم الرهيب الذي يمارسه العلويون النصيريون بحق اناثهم حيث الواحدة منهن ليس لها دين ولا منهج ولاتستلم عهدة دينية كالذكور وليس لها ميراث وتباع وتشترى كالماعز والدجاج . 

أنتظر وصول صديقي برنارد حيث لم يعد يطيق صبراً بعد أن اشتكت زوجتي له وأخبرته قصة شرائي للفتاتين فوزية وهادية ..

ولا يمكن لصحفي مثله أن يفلت هكذا خبر ".

أمضى سورا أشهرًا في بلاد العلويين النصيريين درس خلالها عقائدهم وموروثاتهم الشعبية دراسة علمية مستفيضة،  خلص إلى نتيجة تصف العلويين النصيريين  بالهمج و الطفيليين. والأخطر انهم أعداء تاريخيين للاسلام والعرب. 

ويقول انهم رعاع بحقيقتهم رغم وجوههم التي تخفي الخبث والذين يمتهنون الفلاحة والمهن المتواضعة وورثوا خرافات وعقائد بعيدة كل البعد عن الإسلام. وخصوصاً اذا ماعلمنا أن عقيدتهم تكرّس عبادة الشخص وتقديس الذين يدعون العلم والتواصل مع علي بن ابي طالب. الذي يدّعون أنه الها يصرّف الامور و يضع الأجنة في الأرحام.

كان سورا يؤكّد في كتابه أن هذه الطائفة تقدّس الخمر و عقيدتها و موروثاتها من الخرافات والأساطير .

وعندما بدأ ينشر أبحاثه في مجلة فرنسية متخصّصة بعلم الاجتماع، أوعز الديكتاتور حافظ الأسد لمخابراته في لبنان بالقبض على (سورا حيًّا أو ميّتًا.

لقد أثبتت الأيام صحة ما قام به من دراسات ميدانية و أبحاث جادّة التي خلصت ان العلويين النصيريين ليسوا عرباً ولا مسلمين 

واستشهد بلقاءات مع شيوخهم واقطاعييهم الذين يتسلطون على رعيتهم بنصوص تم جمعها من عدة ديانات ومواعظ مع خليط من النبؤات والتنظيم. 

ميشال سورا تحدّث في إجابته قبل ثلث قرن عن بعض نُخب العلويين ليؤكد وجهات نظره،

سمّى المجرم النصيري زكي الأرسوزي 

فقال إن الأرسوزي كان يرى أن أعظم مراحل التاريخ العربي كانت الجاهلية وليس الإسلام. 

وسمّى أيضًا المجرم الطائفي أدونيس فقال : ان جوهر ما يدعو إليه هو الثورة على الإسلام ورسوله وتراث المسلمين عمومًا، 

وأكثر ما كتبه لا يؤلف سوى مطاعن على الإسلام، وبعث لما يُسمّى في التراث العربي الإسلامي «بالإسرائيليات»، وقد أطلق على نفسه اسمين: الأول «أدونيس» 

وهو اسم أحد الآلهة الفينيقيين، 

والثاني «مهيار الدمشقي» 

تيّمنًا بالشاعر الشعوبي العباسي مهيار الدمشقي، والاسمان يشكلان نوعًا من استفزاز للعرب والمسلمين.

لقد تم قتل سورا ولكن كتابه وأبحاثه فضحت المستور حيث يقول في كتابه الآنف الذكر في الصفحة 307 : 

لم يعد خافياً أن العلويين وعلى رأسهم حافظ أسد وضباطه المتحمسين للقضاء على الاسلام قد وجدوا الدعم اللازم لاقامة دولتهم، 

فالجمهورية الفرنسية تعتبر هذه الطائفة من رعاياها وجنودها الذين يرابطون خلف خطوط العدو وهم المسلمون السنّة.

كل المسؤولين الاسرائيليين الذين قابلتهم معجبون باداء حافظ وضباطه العلويين فقد نجحوا في قتل وسحل كل من كانت اسرائيل تحاول الوصول إليه من مقاومة لبنانية و فلسطينية و سوريين و عرب

وسوم: العدد 790